الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
المحكمة الجنائية الكبرى تعقد جلستها الثالثة المخصصة لجرائم النظام ضد الحزب الشيوعي العراقي.

للمرة الرابعة، تطأ قدمي محكمة الجنايات الكبرى، الاولى تسجيل شكوى ضد النظام، الثانية ألادلاء بشهادتي ضد رموز النظام، والثالثة أصطحاب شقيقي الذي فقد بصره من جراء التعذيب للادلاء بشهادته ضد النظام، وبحضور قادة الحزب كمشتكين ايضا، والرفيق حميد مجيد موسى لمشاهدة المحاكمة عن كثب، والمرة الرابعة اصطحاب العزيزة ام نصير للادلاء بشهادتها هناك.

خالد حميد شلتاغ ..
خالد هو اول المشتكين امام المحكمة والقضاة، تحدث قائلا: اود ان اتحدث عن مرحلة مرت على الشعب العراقي، من ابشع المراحل انتهاكا لحقوق الانسان، في ظل نظام فاشي دكتاتوري، ساق وغيب عشرات الألوف من الناس الطيبين والبسطاء، من خيرة ابناء وبنات شعبنا الى دهاليز واقبيته المظلمة وتم تصفيتهم.
واضاف شلتاغ: بعد سلسلة من من المضايقات المستمرة، وانهيار مايسمى بالجبهة الوطنية، بتاريخ 14/8/1980 اعتقل والدي حميد شلتاغ من قبل الاجهزة الامنية، من البيت وكان الوقت صباحا، مع والدتي (بدرية ابراهيم علاوي) واولاد خالتي:الشابة انتصار خضير موحي واشقائها، احدهم كان عمره اربعة عشرة سنة، حينها أتوا لزيارة خالتهم، وزوج خالتي، وابن عمي نبيل علوان شلتاغ كان طالبا جامعا، بتهمة الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي.
عبد الكريم شلتاغ يعدم مع خطيبته انتصار
يوم 17/ 1/1981 القت مفارز الامن على شقيقي عبد الكريم حميد شلتاغ وكان طالبا جامعيا لم يتجاوز العشرين من عمره ثم اعدم مع خطيبته انتصارخضير موحي التي اعتقلت قبله باشهر، ثم اعتقال ابن عمي نبيل علوان شلتاغ، في الثامنة عشر من عمره، مكث في السجن عدة أشهر، ثم أعدم في العام التالي.
واكد خالد شلتاع:  تعرض عائلته لابشع انواع التعذيب، والمضايقات، ومصادرة الاموال، بما فيها بيت العائلة وكل محتوياته من آثاث واشياء خاصة للعائلة.

ازهار أحمد الاسدي..
ازهار من مواليد البصرة، تحمل فايلات فيها وثائق دامغة للنظام، ابناء وبنات لم يتبقى منه سوى اوراق تدل على اختفائهم نحو المجهول، بل نحو الجحيم المعلوم.
أزهار تحمل ثلاث شهادات: الاولى شقيقتها فريال، مهندسة ميكانيك، والثانية زوج فريال محمد القريشي مدرس، والثالثة شقيقها مصدق خريج كلية العلوم.
يعتقل الوالدين ويترك  طفلهما في الشارع
فريال اعتقلت مرتين، الاولى عام 1980، كانت حامل حين القي القبض عليها، تعرضت للتعذيب، واصابها النزف منجراء ذلك، بعد ابربعة اشهر من اعتقالها تم اطلاق سراحها، بقيت فريال مراقبة، والعائلة ايضا حيث كانت تسكن معي في بيتي.
في عام 1981 أرسل محافظ البصرة في طلبها وزوجها محمد ايضا كانت وقتها مريضة، يرافقهما طفلهما عمره ثلاث سنوات حينها، عند اقتياد والديه ترك هو في الشارع، بالصدفة تعرف عليه احد أهالي المنطقة وهو في حال يرثى له.

مكيدة السفر...
تقول أزهار والدي كان تاجرا معروفا في البصرة، القت القبض عليه السلطات وتسفيره قسرا الى ايران بحجة "التبعية" ومن المفارقات انه كان عسكري يخدم في الجيش العراقي.
وتضيف الاسدي: كنا خائفين جدا على شقيقي مصدق، قبل اعتقاله، وأخبرتنا أمرأة كنا نعرفنا، بمساعدة مصدق، بتسهيل هروبه الى الكويت، ولكنها كانت مجندة من قبل اجهزة الامن.
الوثائق التي عثرنا عليها تفيد باعدام فريال وزوجها محمد مع مجموعة من رفاقهما، وصدر ذلك بمرسوم جمهوري وقع عليه الطاغية صدام حسين. كما تم مصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة، اما شقيقي شوكت فقد افلت من قبضة النظام بهروبه خارج البلد.
ازهار تحدثت ايضا عن المضايقات التي تعرضت لها وعائلتها، من استدعاءات ومراقبة مستمرة، استمرت الى ان سقط النظام البائد.

كريم حواس : محكمة الثورة تدشن افتتاحها باعدام شقيقه
حواس كان هو الاخر يحمل وثائق متعددة، منها يعود لعام 1969 ، بخصوص قضية شقيقه "مطشر حواس" .
يقول كريم: كان شقيقي في السنة الاخيرة من دراسته الجامعية حين هجمت عليه زمرة من طلبة الاتحاد الوطني الموالية للسلطة بل هي اليد اليمنى للنظام في تصفية، والقاء القبض على الطلبة الغير بعثيين، خاصة أعضاء اتحاد الطلبة العام، المعروف بتوجهاته الوطنية.
يقول حواس: تمكن مطشر من الهروب، ولكن أحدهم فتح النار عليه، مما أدى الى مقتل شخص في الشارع، وتمكنوا من الامساك به وتقديمه الى محكمة امن الدولة، ثم احيل منها الى المحكمة الكبرى، واستقر به الحال في محكمة الثورة التي قد تاسست حديثا، ليكون شقيقي من الاوائل ممن حكم عليه بالاعدام.
كريم حواس تحدث عن قضيته هو: في 1/5/1970 تم اعتقاله من قبل المجرم ناظم كزار، وتنقله بين معتقل الفضيلية وقصر النهاية مدة ثلاث سنوات، بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي العراقي.
عن وسائل التعذيب تحدث حواس قائلا: في اليوم الاول تم توثيق جسمي بالحبال وشدي بكرسي طول الليل، واستمرارهم في تعذيبي أيام، ومن الأساليب الاخرى التي مورست ضدي، واستمرت سنة كاملة هي "حفلة استقبال" كما يطلقون عليها، فعند خروجي الى" التواليت" الذي طاف بالفضلات والمياه الاسنة، كانوا يتجمعون أكثر من عشرة من أفراد منهم ويقومون بضربي وشتمي يوميا استمرت مضايقاتهم مدة سنة كاملة.

اميمة عبد العزيز... اعدموا شقيقي
تحدثت اميمة بمرارة عن شقيقها الشاب فارس، اعتقل من الشارع في  يوم 5/7/1985،  كان عسكري يخدم في الجيش، والد اميمة لم تهدأ له بال بقي يسال ويبحث، لكن ليس من مجيب، بعد ثمانية اشهر، اخبرتهم الاجهزة الامنية بان ولدهم أعدم وعليهم استلام جثته.
اشارت أميمة ان عائلتها لم تسلم من مطاردة النظام البائد، واستدعاءاتهم المستمرة، ومراقبة الهاتف، ومحاربتهم في لقمة العيش، وفصل احد الابناء الذي كان طالبا في معهد الادارة، ومن ثم اعتقاله وسجنه مدة خمس سنوات، بالاضافة الى فصل شقيقتي من وظيفتها.

عبد الحسين فالح"ابو شروق" هو الاخر ادلى بشكوته ضد النظام قائلا:
في عام 1978، كنت اعمل مدرسا في محافظة الكوت، حين داهمت قوة من ازلام النظام مدرستي، وافلحت في الهروب من قبضتهم، وعشت مشردا بعيدا عن عائلتي.
في عام 28/3/1980 اعتقلت من قبل الشعبة الخامسة التابعة للاستخبارات العسكرية.
ويضيف "ابو شروق" تعرضت لشتى انواع التعذيب من"تعرية الجسد، شد العيون والضرب، والتجويع، الضرب على الراس بالصوندة".
تم نقلنا الى سجن رقم واحد في معسكر الرشيد، هنا تعرضنا ايضا للضرب والاهانات، بعد حوالي عام  مع مجموعة من الرفاق، بعدها تمت احالتنا الى محكمة الثورة، التي حكمت علي بالاعدام، في عام 1985 خفض حكمي الى السجن المؤبد في سجن ابي غريب لايختلف الامر كثيرا فقد تعرضنا للضرب وحلق رؤوسنا، وطلب التعاون مع النظام، اطلق سراحي نهاية عام 1991.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 22-02-2010     عدد القراء :  3602       عدد التعليقات : 0