الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ملاحظات أولية على مؤتمر قوى التغيير المنعقد في 15/ نشرين أول

   في الاجتماع الجماهيري في التأريخ أعلاه وزعت ورقة تتكون من ثمان صفحات ونصف الصفحة على إنها عُدت من قبل ثمانية أحزاب وتنظيمات تطلق على نفسها قوى التغيير ، وعلى هذه الورقة لدي مجموعتين من الملاحظات ، الاولى ملاحظات إجرائية أو شكلية والثانية ملاحظات تتعلق بمضمون أو متن الورقة .

   المجموعة الاولى :

   * العنوان المدون في أعلى الصفحة الاولى هو "مسودة ورقة مقدمة الى مؤتمر قوى التغيير والديمقراطية" وهنا أتساءل ورقة ماذا هي؟ هل هي ورقة عمل ؟ أم ورقة برنامج أم ورقة حوار؟ أم ماذا؟

   * الورقة مكونة من ثمان صفحات ونصف ونظرا لطولها أتصور إنها موجهة للمثقفين ولبعض المتعلمين، فورقة بهذا الطول سوف لن تجد وقتا عند كادح يعمل 12 ساعة يوميا لقراءتها، ولا عند عاطل يجوب الطرقات يوميا باحثا عن فرصة حياة، ولا عند فلاح جفت أرضه، وغير هؤلاء من الكادحين والمهمشين ... وبهذا فإن قوى التغيير تقع في نفس مطب تشكيل التيار الديمقراطي قبل أكثر من عقد من الزمن بالتوجه فقط نحو شرائح المثقفين وبعض المتعلمين .

   * الاجتماع الذي سمي مؤتمرا حضره ما يزيد عن الالف مشارك وتم فيه فقط إلقاء بضعة كلمات للقائمين عليه، ولم تجرِ أية مناقشة من قبل الحضور، فما الغاية من هذا التجمع؟ هل هو لإعلان تحالف ؟ أم هل هو إستعراض للقوة ؟ فأتصور إن الالف والالفين لا يشكلون قوة يحسب لها حساب مقابل ما تستطيع تحشيده قوى المحاصصة الطائفية والاثنية .

   * طالب منظمو التجمع من الحضور بتقديم مقترحاتهم حول الورقة لغاية شهر منذ تاريخ 15/ تشرين الاول (لمن تقدم؟) لكن في أخر سطر في أخر صفحة توجد ملاحظة تشير الى تقديم المقترحات في موعد أقصاه 13/ تشرين الاول أي قبل إنعقاد التجمع بيومين، فأي الموعدين هو الصح أو الخطأ؟ أم إن الامر يعود الى سوء في التنظيم والادارة؟

   المجموعة الثانية:

   * تبدأ الورقة بمقدمة مطولة توصيفية للوضع في العراق تأخذ صفحة كاملة وبضعة أسطر بتفصيلات معروفة للقاصي والداني وكأن القائمين على التجمع يريدون تبرير عملهم هذا وهم ليسوا بحاجة لذلك، كان بإستطاعتهم إختصار كل ذاك بسطرين مكثفين .

   * تطالب الورقة بتشكيل حكومة وطنية إنتقالية !! لكن لم تقل لنا من يشكلها وكيف؟ وما هي الالية أو الطريقة للوصول الى تشكيل هذه الحكومة فهل يتم التعويل على قوى المحاصصة نفسها المتربعة على سدة الحكم؟ أم على برلمان أعرج لا يمثل حتى 15% من الشعب؟ وربما يكون هذا الطرح كمطلب تحريضي، لكن كي يكتمل التحريض كان على الورقة أن تضع طريق أو آلية أيضا تحفيزية ـ تحريضية للوصول الى هذه الحكومة .

   * ثم تضع الورقة مهمات على عاتق هذه الحكومة ذات السنة الواحدة بعضها مطاليب لتغيير واقع فاسد وإجرامي ترسخ منذ عقدين من زمن حكم المحاصصة إضافة الى تركة ثقيلة من أيام حكم البعث المقبور، فهل تستطيع أبة حكومة مهما كانت قوية ونزيهة أن تغير ذلك الواقع بغضون عام واحد؟ أشك في ذلك .

   * كما إنها تضع على عاتق الحكومة هذه مهام تشريعية لكن دون الاشارة الى كيفية إستطاعتها القيام بذلك، فهل عن طريق برلمان آخر؟ أم إن الحكومة لديها صلاحيات التشريع؟ فكيف حصلت على ذلك؟

   * لاحقا تفترض الورقة فوز قوى التغيير بعد الحكومة الانتقالية، وهذا طموح مشروع حتما، لتطرح بعد ذلك مهام من عشرين فقرة تعتقد إنها تستطيع تنفيذها وهذا أيضا أمل جميل ومشروع، لكن الورقة لم ترسم طريق التحرك الجماهيري لكسب الاصوات في الانتخابات التي ستقام بعد الفترة الانتقالية وهذا نكوص واضح في طريقة تفكير القائمين على التجمع، ذلك إن الجماهير ستصوت لمن تراه معها في الشارع يعمل بجد يومي ويقود نضالات مبرمجة ناضجة وليس من يجتمعون في قاعة مغلقة الابواب .

   * في الاخير تطرح الورقة رؤية قوى التغيير لما تريد تغييره في الدستور، وهنا كانت الخيبة، فالمواد التي ترى قوى التغيير ضرورة تغييرها هي فقط التي تتعلق بإجراءات شكلية في إنتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الوزراء وغيرها، ولم تشر الى فقرات الدستور الملغومة ولا إلى إشاراته الواضحة بضرورة أسلمة الدولة وغير ذلك من الهنات التي يعترف بها حتى واضعوه ، الاجدر هو رفع شعار تغيير كلي للدستور بما يضمن تطور ديمقراطي تقدمي بعيدا عن تأثيرات الفكر الديني .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 26-10-2022     عدد القراء :  1218       عدد التعليقات : 0