الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تضخم الظلم بابشعه .. فحول البرلمان لتشريع الظلم !!

   ان كلمة التضخم غالباً ما تطلق على ارتفاع الاسعار، الذي يشار به الى استمرار ارتفاعها عما كانت عليه. متناسباً بالضرورة مع انفجار المتضررين منه .. بمعنى يمكن ان تطلق حول تضخم الظلم ايضاً. وافرازاته كجرائم كتم الانفاس والسرقات والتجاوز على الدستور المودية الى اتساع جغرافية الفقر المتسم بعمقه و انحداره الى الحضيض . وهذا بيت قصيدنا الذي ننشده في هذا المقال.

   كان المتنفذون في السلطة العراقي وما زالوا ليسوا بحاجة الى تعريف لعمق توغلهم بالظلم والتسلط والفساد ونهب المال العام، وكلما مضوا بافعالهم الظالمة، لا يثيرون الاستغراب فهو منطق حالهم. مع ان ذلك كان مبعثاً ولم يزل لتراكم غضب الجماهير المتضررة من جراء ذلك . ولكننا اليوم حينما نشاهد لوحة التعسف نجدها معزز بازلام كانوا متصدرين " قوى الاصلاح والتغيير." مدعين انهم محاربون اشداء ضد الظلم ومصادره. والمستغرب حقاً ان يهرول الفائز من هؤلاء نحو الخاسر، نازعاً رداء مبادئه بغية المشاركة باطار الظالمين دون اي تحفظ او اية وغزة من ضمير . هذه المفارقة الصادمة قد تجلت في الموقف من قانون الانتخابات ( سانت ليكو ) الظالم جداً هو الاخر.

   واذا ما اراد المواطن العراقي ان يستنكر او يلوم اويصب جام غضبه حول ما جرى من استهتار بحق الشعب والوطن وتضخم الظلم داخل البرلمان العراقي ، فاول المعني هم هؤلاء الذين تنكروا لجماهيرهم التي انتخبتهم اولاً بهدف ان يكونوا من قوى التغيير وليسوا من قوى المحاصصة، وثانياً في سبيل انقاذ المواطنين العراقيين المكتوين بنار القوى المتنفذة. لقد ارتكبوا جريمة لا تغتفر عندما اصطفوا مع الظالمين اعداء الديمقراطية، بل حتى اؤلئك الذين سلموا الفوز المؤزر على طبق من ذهب الى قوى خاسرة معادية للعدالة الاجتماعية، وجلسوا متفرجين على التل للاسف الشديد بعد ما عولت عليه الناس كقادة للتغيير .

   نعم هذه المفارقة السوداء ويجوز ان نسميها " مفارقة القرن " في عراق اليوم على غرار " سرقة القرن " التي حصلت في هذا البلد المغتصب الذي ترتكب فيه غرائب وعجائب الاستباحة لحرماته وحقوق ابنائه ولم يسلم حتى دستوره العليل اصلاً من التجاوز والاحتقار. فماذا تبقى للمدافعين عن الديمقراطية المصادرة . الذين مازالوا صامدين خلف السواتر، وظهورهم على الحائط الاخير. غير ان يتبنوا تلك المقولة التي رددها الثوار البلاشفة عشية ثورة اكتوبر 1917 التي غيرت وجه التاريخ وتبناها حتى نابلون ايضاً. وهي: ( نخوضها حتى النهاية ونتلقى النتائج ). ولكن ليس بشتات الحراك بل بوحدته كما فعل النواب المستقلون تحت قبة البرلمان مؤخراً، الذين يستحقون التقدير العالي.. اذن فطالما تضخم الظلم ينبغي ان تتضخم مقاومته.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 29-03-2023     عدد القراء :  897       عدد التعليقات : 0