الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
هوامش فلسطينية

   * منذ وعد بلفور وإزدياد هجرة اليهود نحو فلسطين إتخذت القضية الفلسطينية أبعادا ثلاثة:

   - بُعد ديني : وهذا مرتبط بالتناقض والصراع الذي رافق ظهور الدين الاسلامي في الجزيرة وما رافق ذلك من حروب وعمليات تصفية مع القبائل والامارات اليهودية وإستمرار ذلك عبر التاريخ .

   - بُعد قومي: وهذا البعد تبنته بشكل قوي حركات وتنظيمات القومية العربية، بل إن بعضها إعتبرت نشوءها ونضالها مرتبط بقضية فلسطين ورفعت شعارات تتعلق بهذه القضية على إنها القضية المركزية بحياة العرب.

   - بُعد تحرر وطني: وهذا البعد هو الاخطر، فدولة إسرائيل قامت بعيد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وظهورالاتحاد السوفيتي كقطب دولي جديد مناهض لتطلعات دول الرأسمال العالمي يتبنى ويدعم حركات التحرر الوطني في مختلف بقاع العالم ومنها المنطقة العربية وعموم الشرق الاوسط، لذلك دعمت دول الرأسمالية العالمية قيام إسرائيل وجعلت منها ركيزة تآمر على الدول التي تنتهج طريق التطورالمبتعد عن ركب الدول الامبريالية ، وبروز هذا البعد والتركيز عليه يعتبر الاخطر على إسرائيل وداعميها ، لذلك تحاول الدوائر المعنية بالتضليل على هذا البعد من خلال إثارة مشاكل على أساس ديني مثل إقتحام المسجد الاقصى أو إفتعال مشاكل في المناسبات الدينية الاسلامية أو اليهودية وأيضا التركيز على مشاكل اللغة والقومية وتهميش اللغة والثقافة العربيتين من المشهد العام داخل إسرائيل. إلا إن المهم هنا التأكيد على إن أي نصر يتحقق على أي بعد من هذه الثلاثة هو أنتصار على كل الابعاد وذلك لتداخلها وإرتباطها كلها بقضية شعب مضظهد يعاني من سياسية الفصل العنصري .

   * منظمتي حماس والجهاد: منذ الفترة الاولى لظهور أي من هاتين المنظمتين، بدا مشروعهما يقتصر على البعد الديني فقط وتعتبر كل منها إن مشروعها هو الاهم أو الاوحد مما ولد ردة فعل فلسطينية أولا أدت في الاخر الى شق وحدة الصف الفلسطيني وثانيا وثالثا إنعكس ذلك على التضامن العربي والاممي مع قضية فلسطين، وفي أكثر من موقف ظهر للمنظمتين أو لأي منهما مواقف خدمت إسرائيل أكثر مما خدمت القضية الفلسطينية، على سبيل المثال لا الحصر موقف حماس في قضية حي الشيخ جراح الذي قلب الموقف من محاولات إسرائيلية لإغتصاب مزيد من الارض الى قضية صراع بين حماس وإسرائيل، مما أفقد التضامن العالمي الذي بدأ يتبلور حينها، وعدا هذا هناك أيضا ملاحظات كثيرة لعل ابرزها تكوين دولة غزة مقابل دولة رام الله!!! مما يثير الكثير من علامات الاستفهام على سلوكيات بعض قادة المنظمتين مثل الاثراء الفاحش عند بعضهم والذي يثير أسئلة عديدة على مصدره !! وما دمت في معرض الحديث عن المنظمتين فإن " طوفان القدس" العملية العسكرية الجارية حاليا لها إنعكاسات إيجابية لحد الان لما أظهرته من هشاشة وأوهام القوة الاكبر والجيش الذي لا يقهر وأقوى إستخبارات في العالم وغير ذلك من الاوهام السائدة والتي خلقتها البروبغاندا الصهيونية ـ الامبريالية العالمية، وفي إنتظار ما ستؤول اليه الامور في النهاية لابد من التضامن، وبشتى الاشكال الممكنة، الان مع الشعب الفلسطيني ، فالقضية هي قضية شعب وليست منظمات .

   * بروبغاندا التطبيع: إجتاحت فكرة التطبيع مع إسرائيل، بشكل كبير أثناء وبعد إحتلال المقبور صدام للكويت حيث أجهض كل إمكانية لتضامن العرب مع بعضهم، فقد كانت الفكرة ضعيفة بعد زيارة السادات الشهيرة الى الكنيست وما تبعها من محاولات ضعيفة نجحت مع الاردن وتنسيق هنا وهناك مع قطر والمغرب ، لكنها في السنوات الاخيرة باتت حديثا علنيا لأغلب الانظمة الحاكمة العربية وإنزلقت دول عدة بشكل علني وأخرى في الطريق نحو توقيع وثائق الخذلان تحت عنوان التطبيع، وقد مهد لذلك ورافقه بروبغاندا تبشر بالسلام والتنمية والطمأنينة مع وعود بأن يساعد ذلك على تحصيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وغير ذلك من الاكاذيب، إلا إن ما حصل هو ضعف تام وشبه نسيان لقضية الشعب الفلسطيني وآخر ما حدث هو طلب (إقرأ أمر) وزير خارجية أميركا بلنكين من الدول المطبعة بإدانة (عدوان حماس على إسرائيل) وكانت الامارات أولى المستجيبين لهذا الامر بإعلانها إدانة قتل المدنيين الاسرائليين من قبل عناصر حماس !!!

   الهوامش الفلسطينية كثيرة ومتعددة وتتجدد مع كل حدث وبعضها يستعيد جضوره وكأن شيئا لم يكن للأسف الشديد.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 11-10-2023     عدد القراء :  933       عدد التعليقات : 0