الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مع حماس ... دعونا نتساءل

شكلت عمليات طوفان الاقصى محطة هامة في الوضع الفلسطيني عموما وبمدى مقبولية حركة حماس، حيث كسبت كثيرا من المؤيدين ممن كانوا في الاقل لديهم علامات إستفهام على وضع الحركة، فحماس التي شقت وحدة الفلسطينين وحولت قطاع غزة الى ما يشبه الدولة تتحكم هي بكل مفاصلها، وذلك ما لاقى دعما كبيرا من قبل إسرائيل التي إعتبرت ذلك الانشقاق مؤشرا على إنتهاء قضية إسمها فلسطين... فقامت بدعم حماس بوسائل عدة بما فيها إرسال أموال في حقائب كي تعزز وجود حماس في غزة، وبالتالي تعميق الانشقاق داخل البيت الفلسطيني. وإستغلت إسرائيل هذا الانشقاق لإذابة مشروع الدولتين المقر من قبل الامم المتحدة، بحيث كان السياسيون الاسرائيليون يتذرعون بسؤال مع من نتفاوض؟ كلما أثار أحدٌ معهم فكرة العودة الى المشروع ... وجاء طوفان الاقصى ليعيد مشروع الدولتين الى الواجهة لكن بإصرار عدم مقبولية المشروع من قبل حكومة نتينياهو لحد الان، فما دامت الآلة العسكرية الاسرائيلية توغل قتلا وإجراما بشتى الاشكال بالمدنيين العُزل من سكان غزة.. وبمباركة من قبل حكومات أميركا وأغلب دول الغرب. وهنا تبرز أولى التساؤلات: هل كانت حماس متوقعة لرد الفعل الاجرامي هذا؟ فإن كانت مستعدة لذلك فماهي الاحراءات المقابلة التي إتخذتها لمواجهة ماكنة الجريمة هذه؟ أم إنها لم تكن متوقعة ذلك؟!! فأي تنظيم هذا يتحكم بمصير شعب لا يحسب لما سيحدث!!

   * في الايام الاولى خاطبت حماس الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بعبارات تشير الى قرب إطلاق سراحهم على إساس إن إسرائيل ستكون مضطرة للتفاوض مع حماس التي رفعت شعار الكل مقابل الكل !!! ولحد اللحظة لا يبدو في الافق ما يشير لتحقيق هذا المطلب، وعلى فرض إنه سيتحقق فالاسرى الفلسطينيون قبل طوفان الاقصى كان يقدر عددهم ما بين ستة الى سبعة ألاف أسير ومنذ 7/ أكتوبر الى اليوم إرتفع العدد الى أكثر من عشرة ألاف أسير في حين إن خسائر المدنيين بلغت قرابة الثلاثين الف ممن فقدوا حياتهم وأكثر من ستين الف إصابة فهل يستحق الموقف إستبدال أحد الاحياء بثلاثة ضحايا يفقدون حياتهم وستى أخرين يفقدون صحتهم بشكل دائم أو حتى مؤقتا؟ وهل يرضى الاسرى أنفسعهم بهذه المعادلة؟

   * منذ بدء المعارك في أراضي غزة والى الان يظهر على الاعلام بعض من قادة حماس المقيمين في فنادق الدوحة أو أبوعبيدة المجهول محل الاقامة ليطمئنوا الناس بأن الثورة مازالت مستمرة وإن (الثوار) والمقصود بهم قادة حماس بخير ولم يستطع العدو الوصول إليهم!! لكن هذا العدو شرّد قرابة المليوني مواطن بالاضافة الى اعداد الضحايا التي باتت تقترب من المائة الف!! مع الخراب التام للبنى التحتية في غزة وتهديم احياء سكنية بالكامل بالاضافة الى مستشفيات ومدارس وغيرها فهل إن هؤلاء (القادة) وحياتهم أهم من بقية المواطنين؟ وهل هذا نهج حماس الدائم خاصة إذا ما أستلمت الحكم بشكل شرعي؟ أعتقد إن هذه الثيمة بحاجة الى مراجعة جادة من قبل الجميع وليس منتسبي حماس فقط.

   * إن إدامة المعارك غير المتكافئة في غزة يستفيد منه ليس فقط نتنياهو وحكومته اليمينية حيث إن نهاية هذه الحرب تعني عدم إستمراريتهم في الحكم بل وتهديد فعلي لمستقبل نتنياهو السياسي إن لم تجرِ إحالته الى المحاكم وإيداعه السجن، بالمقابل فإن حماس تعرف أيضا إن نهاية هذه الحرب تعني نهاية قوتها العسكرية والسياسية، بل من المحتمل حتى إنهاء وجودها الفعلي وهذه من النقاط المشتركة بين إسرائيل وحماس بالاضافة الى إشتراكهما برفض مشروع الدولتين لذلك فكما يشير بعض المراقبين الى وجود مشروع لحكومة نتنياهو يطبخ على نار هادئة وهو إعادة حماس الى حكم غزة لكن بحماس أخرى، ضعيفة، وذلك ما يكرس الانشقاق الفلسطيني ويؤجل إن لم يلغِ مشروع الدولتين وهذا ما يطمح إليه اليمين الاسرائيلي ويتفق مع توجهات حماس أيضا.

   * أخيرا هناك معادلة غريبة وهي إن حماس تتصرف وكأنها دولة وهي ليست كذلك وتتصرف إسرائيل كأنها عصابة وهي كذلك!!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 30-01-2024     عدد القراء :  693       عدد التعليقات : 0