الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
لعبة المسيرات والكواتم

بغض النظر عن شكل النهاية التي سيضعها القائمون على المسلسل الدرامي الطويل والمثير المسمى "لجنة التحقيقات " سواء فيما يتعلق بالقصف الذي تعرضت له مدينة السليمانية أو في لجنة التحقيق التي تشكلت لمعرفة قاتل الفانيشستا " ام فهد " ، فإنه يحسب للاجهزة الأمنية أنها لا تزال تواصل اللعب على ملف لجان التحقيق ، فلا أحد فينا يعلم علم اليقين حقيقة إطلاق سراح قاتل هشام الهاشمي ، ولا لجنة بإمكانها أن تخبرنا عن مصير مئات المختطفين ، فما بالك بلجان يريدون منها أن تحقق من هو صاحب الطائرة المسيرة التي ضربت السليمانية .

‎التجارب السابقة أن معظم اللجان التي تشكلت كانت بلا لون ولا طعم ولا رائحة وأن ما كان يقال في الغرف المغلقة مختلف كثيراً عما يقال أمام وسائل الإعلام.

‎في بلاد العجائب والغرائب يبدو المشهد شديد التناقض وموغلاً في السخرية، جهات مسلحة تصر على أن من حقها مواصلة لعبة إطلاق الصواريخ، والمسيرات في الوقت الذي لا يزال ملف الاغتيالات يعمل بصورة طبيعية بحيث بإمكانك أن تشاهد قاتلاً يقود دراجته وهو مطمئن أن لا أحد سيحاسبه .

‎ماذا حدث لـ"دولة القانون " أين غابت خطب السلاح بيد الدولة ؟ بماذا يفكر العراقي وهو يرى أصحاب الكواتم والصواريخ يسرحون ويمرحون ليلاً ونهاراً ، سيقولون له بكل بساطة لم يحن الوقت بعد لأن تصبح صاحب قرارٍ حرٍ، فما زال هناك الكثير من الطائرات المسيرة التي نريد أن نجربها؟!

لا تصلح خطابات التنديد والاستنكار وبيانات الجهات الأمنية التي تبشرنا بأن الوضع تحت السيطرة، للسكوت على ما حدث في مطار بغداد، فمن الواضح تماماً أن هناك من يدفع بنا، بقوة ودهاء، إلى أتون مجتمع فاشل يرفع شعار ممنوع الاستثمار ، ممنوع السياحة ، ممنوع الاستقرار .

في كل يوم يتسلل الخوف إلى نفوس الناس، وهم يعيشون في ظل عصابات الجريمة المنظمة ، فالخوف يبدأ تدريجياً ويتصاعد حتى يتسع باتساع مدن الوطن وساكنيها، أحساس الناس بأن السلاح المنفلت يسكن بالقرب منهم، ويهدد أمنهم ومستقبلهم..

سيقولون لك إن هذه الحوادث فردية ، وأننا نعيش عصر التنمية ، وأن الرئيس الصيني لا ينام دون أن يتصل بالمستشار الأسدي الذي أبدل اسم الرئيس الصيني من شي جين بينغ إلى جيان منغ . ألم يخبروننا من قبل أن هذه سنة الاستقرار والتنمية ، ألم يطلبوا منا كل عام أن نحتفل بيوم السيادة؟.. المسيرات تطلق لأن البعض لم يشبع بعد من دماء العراقيين. والأهم أن البعض لا يريد للمواطن العراقي أن يحلم ببناء دولة المواطنة والاستقرار والرفاهية، لأن المرء يحتاج ليكون ساذجاً تماماً، وربما غبياً لأقصى درجة، ليصدق "الأسطوانة المشروخة" التي يرددها البعض عن لجان التحقيق ، فالناس تدرك جيداً أن معظم الكوارث التي حصلت ، ذهبت ملفاتها إلى أدراج النسيان والإهمال .

السادة المسؤولون.. الناس تنتظر إجابات حقيقية ومسؤولة عن الجهات التي تقف وراء لعبة المسيرات والكواتم ، لا إجابات على طريقة السيد قاسم عطا، خالد الذكر، صاحب نظرية "الوضع تحت السيطرة".

  كتب بتأريخ :  الأحد 28-04-2024     عدد القراء :  339       عدد التعليقات : 0