الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
صغار تحملهم النعوش واحياء مدفونون في الحياة
بقلم : ماجدة الجبوري
العودة الى صفحة المقالات

كل مرة انوي فيها كتابة موضوع تهب عليه نسائم الفرح والسعادة، تواجهني مصاعب وصور لاطفال ونساء موجوعين، من فقد الاحبة، عرايا في ارض الله، نساء فقدن عزيز القلب في غفلة ولحظة مرعبة، الام تتجدد كل يوم.
قبل ايام قليلة، شاهدت تقريرين من على شاشة "الحرة عراق" التقرير الاول يتحدث عن دفن رفات أكثر من مئة طفل مجهولي الهوية من كردستان العراق.
فقط  توابيت بلا اسماء ولا هويات.
مئة نعشٍ  لصغار جريمتهم انهم أكراد، هكذا ولدوا. راحوا ضحية الجوع والمرض خلال الحملة التي شنتها قوات النظام الدكتاتوري في بلدة جمجمال. واحتجز الاطفال مع أسرهم عام 1988 في سجن بمدينة الدبس.
امهات الشهداء الصغار، قد تجاوزن المحنة التي مرت عليها سنوات، بمرور الزمن، ولكن اليوم عادت بهن عقارب الساعة الى الوراء ليتذكرن فلذات اكبادهن وهم يموتون امام اعينهن من الجوع والمرض والرعب، ببطء شديد، منهن من فقدت اكثر من طفل.
أي أم هذه التي تحملت كل تلك المصائب، وكيف تصنف، من حيث صبرها ومواصلتها الحياة، بالتاكيد سوف يبكين اطفالهن العمر كله لتجدد احزانهن اليوم.  هؤلاء قد تقرر مصيرهم ، واصبح معلوما لكن ما بال الأحياء؟.
التقري الثاني...
يتحدث عن اطفال مدارس ولدو في قرى عراقية، يعيشون في العراء، لايعرفون من الحياة وما يدور بها شيئا، اطفال محرومون، لاحياة في وجوههم، وكانهم ولدوا في كوكب اخر لايمت للانسانية بصلة، نظراتهم مشوهة، يفتقدون الى ابسط الخدمات والاحتياجات، يمكثون في حظائر اسمها مدارس، آيلة للسقوط فوق رؤوسهم  ورؤوس "الخلفوهم"، اطفال حفاة الاقدام، قرطاسيتهم ممزقة، تنخر عظامهم الرطوبة في الشتاء، وتذيب اجسادهم النحيلة حرارة الصيف اللاهب، هؤلاء ما يسمون باطفال مستقبل العراق الجديد! هؤلاء اطفال بلد النفط والبترول!.
اريد ان اقول للمسؤولين اغير المسؤولين بالاحرى "حشى الزينين" هل ترون؟ هل تسمعون؟ فأذا فعلتم، ماذا ستفعلون، غير مواصلة العراك على الغنائم؟ هل هذا ماتعدون به اطفال العراق، ام تعدّون لهم ماهو ادهى؟ وهل هناك ماهو ادهى؟ اسئلة يوجهها لكم الاطفال، الموتى والاحياء؟ فبماذا ستجيبون؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 19-04-2010     عدد القراء :  2863       عدد التعليقات : 0