الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
شرطية من ديالى
بقلم : فاطمة العراقية
العودة الى صفحة المقالات

مليحة، هيفاء.. سئمت الجلوس في البيت. وهي ترى العوز والقحط يحيطان بها وبأبنائها الاربعة...
سمراء عراقية بعينين شهلاوين صافيتين.. تنظر لزوجها الذي يكد ليل نهار ولا يستطيع سد احتياجات البيت الكثيرة والمسؤولية تثقل كاهله.
وشحت بالسواد لفقدانها اشقائها الثلاثة في حروب لا تنتهي ومختلفة التصنيف.
ولانها عراقية كتب عليها ان تعطي وتعطي دون مقابل.
تحلم بالبيت وسقف يضمها واسرتها الصغيرة المتكونة من ثلاثة اولاد وبنت، افواه مفتوحة وطلبات لا تنتهي، تريد ان تاكل وتلبس, وتلعب، اطفال ككل اطفال الكون.
فما كان منها الا ان تتشاور مع زوجها وتخلع الحداد الطويل لترتدي عدة الواجب الجديد مضافا لواجباتها المنزلية.
واجب يحتم عليها الدفاع عن الابرياء ممن تسوّل له نفسه ان يحمل المتفجرات ليطيح بالارواح البريئة.
وقفت سدا بجسدها وروحها رهينة لمن رخصت عندهم الانسانية والادمية. ارتدت البدلة الزرقاء لتصبح شرطية تحلم بتوفير الامن والامان وفي هذا الظرف الحرج والابتسامة لا تفارقها..
الثقة الكبيرة التي اعطتها لنفسها والشعور بالمسؤولية الجديدة التي القيت على كاهلها من اجل لقمة العيش، مشاركة ومساعدة الزوج المرهق.
انها الشرطية (ت..م.) وهي من طلبت ان لا أبوح باسمها الكامل خوفا من الوشاة.
اذا هي إمرأة اخرى من بلادي... ثبتت خطاها وسارت في مهنة صعبة وخطرة من اجل مؤازرة الزوج وشريك العمر.
إضطرتها الحاجة ان تقف بجسدها تصد النفوس المريضة والمعتلة في الأيغال بالعداء والخواء الروحي لمن يحلمون بالامل والامان.
تحية خالصة والف سلام اليك (يا أم أمير) والف سلام لنساء بلادي، وهن كواكب تشع على مر الزمان ورغم دياجيرهم وأعاصيرهم التي تنذر بالموت والدمار بقيت وستبقى العراقية رمزا لنساء الكون.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 19-04-2010     عدد القراء :  3217       عدد التعليقات : 0