الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
في ألثامن من آذار ... أرفعوا أصواتكم من أجل ايقاف جرائم هدر حقوق ألمرأة في ألعراق .
بقلم : حامد حمودي عباس
العودة الى صفحة المقالات

تحفزت منذ الان الاقلام التقدمية المؤمنة بحقوق المرأة لاستقبال الثامن من آذار يوم المرأة العالمي وذلك من أجل التذكير بطبيعة الهدر الحاصل في حقوق الملايين من النساء في هذا العالم . ولابد والحالة هذه من أن تقف كافة الجهود الداعية لنصرة المرأة في العراق عند هذه المناسبة بكل اهتمام كي تكشف مدى الحيف الكبير والذي يقع على كاهل النساء العراقيات منذ عدة عهود .
لقد أصبحت المرأة العراقية فعلا من أكثر النساء في العالم عرضة للهوان والتهميش والقتل العمد والتهجير وسلب الحريات ، حيث لازالت ومنذ بداية ما يسمى بعهد التحرر الوطني وهي تكبو وسط ركامات من مظاهر الذل والفقر والمعناة من الامراض وتتحمل وزر الكثير من متاعب طلب الرزق لها ولاطفالها الجياع .. حتى بدأت كارثة جديدة في البلاد حينما أخذت بناصية الحكم فيها قوى لا تؤمن باية حدود لانسانية المرأة وحقوقها في العيش بكرامه ، وراحت قطعان المليشيات العمياء وبمباركة من ذوي الشأن وصمت من كافة القوى التي تدعي التقدمية بالتعرض وبكل حرية لحياة النساء في بغداد والبصرة والموصل وجميع المحافظات العراقية المحاصرة بسياسة الرجعية المتخلفه
لقد كانت عمليت التعرض المقيت لحياة المرأة تارة بأسم الحجاب واخرى باسم التبرج وثالثة لكون البعض من النساء قد تجرأن بدخول الحياة العامه بخلاف ما تعتقد احزاب الاسلام السياسي الحاكم هي من أقسى مظاهر الاضطهاد البشري على آدمية المرأه ، وراحت هذه القوى تتفنن في خلق ومباركة المفاهيم الدخيلة على مجتمعنا الهدف منها هو خرق الحقوق العامه للنساء وبشكل سافر ، حيث تم استحداث مراكز للدعارة البغيضة باسم زواج المتعة الكريه وافتتاح مراكز شبه شرعية لترويج هذا النوع من الزواج من خلال مكاتب خاصه غالبا ما يكون موقعها قبالة المحاكم القضائية كي تستمد جزء من ثقة الضحايا ، ومما شجع اقبال بعض النساء غير الواعيات على هذه الفعلة غير القانونية وغير الانسانية هو ما تعانيه المرأة من ضيق معاشي يهددها واطفالها بقوة ويجعلها عرضة للتشرد في حين يقدم جمع من المجرمين المتخفين وراء الزي الديني من لبنانيين وايرانيين وباكستانيين وغيرهم من الوافدين اضافة الى العراقيين من دعاة الفضيلة المزيفة على قتل كرامة المرأة العراقية الواقعة تحت حصار الحاجة للقمة الخبز . لقد وردتني عشرات القصص المريعة عن ضحايا من الشابات القاصرات كن هدفا لابتزاز الوحوش من رجال يسمون انفسهم برجال الدين لم يتركوا لوحوش الغاب ما لها من ميزة الحيونة والنذالة في التعامل مع الضعيف .. ولم يتوقف استهداف انسانية المرأة في العراق عند هذا الحد بل سيقت قسرا الى ما يسمى بمساطر النساء وهي تجمعات لنساء اجبرهن شضف العيش على افتراش ارصفة الشوارع بحثا عن عمل ، وكن ينزعن في سلوكهن هذا الى الابتعاد عن مخالب صيد هؤلاء الوحوش لتتلقفهن هذه المخالب ثانية وعن طريق استأجار الصبايا للعمل ومن ثم التعرض لهن بالتحرش والاغتصاب بعد ذلك .
ان ما تعانيه المرأة العراقية اليوم من اعتداء على حقوقها وكرامتها حري به أن يحفز كل الغيارى على احياء المباديء الانسانية والمدنية في جميع بقاع العالم للوقوف بجانبها والاخذ بيدها وتكثيف مظاهر الاستنكار لعمليات النيل منها وسوقها الى حيز الرذيلة المقنعة ، ويجب ان ترتفع وبقوة أصوات الداعين لحقوق الانسان كي يتم انقاذ النساء العراقيات من الوقوع في مسلخ بشري حقيقي تسيل فيه دماء الالاف من النساء البريئات بحجج صيانة الشرف وعدم ارتداء الحجاب والمشاركة في الحياة العامه ، وايقاف تلك الظواهر المتخلفة والتي ترغم البنات الصغيرات في سن الدراسة الاولى الابتدائيه على ارتداء خرق بالية كما هي افكار القائمين عليها تلف بها عقولهن وتعيق حركتهن البريئة الطفولية المرنه . ولابد من السعي وبقوة الى خلق مجتمع تسود فيه قوانين وأعراف التحضر تحترم فيه آدمية الانسان رجلا كان أم امرأه ، والعمل على ترسيخ المفاهيم التقدمية المتحظرة بدلا من تلك الرؤى الآسنة والمتخلفة والسلفية الرجعية المقيته .

  كتب بتأريخ :  الأحد 22-02-2009     عدد القراء :  5130       عدد التعليقات : 0