الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تأملات امرأة
بقلم : سُلاف رشيد
العودة الى صفحة المقالات

من البعيد...... البعيد ، أسترجع في ذاكرتي صورا ً ، لنساء ٍ أحببت فيهن الطيبة والبساطة ، فمازال في روحي منهن الكثير ، ومازالت بعض طباعي التي لا أشذبها، هي جزء من طباعهن َّ ، من هذا البعيد ... البعيد الذي أسمه العراق ، وطني العراق ، العراق الذي به تنفستُ فيه معنى الحياة ، وشربتُ طعم َالمودة ِ
مثلما يرضعُ الطفلُ حليبَ صدر أمه ، من البعيد .....البعيد حيث تسكنُ رائحة ُ ألجوري في حدائق ِ البيوت ِ ، مثلما يسكنُ الدفءُ في العيون ، دفءُ المحبة ِوالألفةِ هذا البعيد الذي كنتُ أسكنه ،هو ألان يسكنني ، أتخيلُ شوارعه ، حدائقه ، بيوته ، أشجار النارنج وقداحها الذي يملأ الروح بعطره ، هذا البعيد .... البعيد ، ماعادَ مثلما كان ، نشرات الإخبار ، الفضائيات ، الصحف كل شئ ينقلُ دماره وخيبته وموته البطئ ... رغم كل هذا الدمار ... لي أمل ٌ أن يزهرَ وطني من جديد ، وان تزهرَ أشجاره ، وأعود أنا تلك الطفلة التي ، العبُ مع بنات الجيران ، أعود أنا تلك الصبية ُالتي تحلمُ بكل ما تتمناه الصبايا ... فها هو شهر آذار أقبلَ وبدأتْ الأشجار ، تلبس ردائها الأخضر ، فتستعيدُ ذاكرتي رائحة َ تلكَ الأيام ْ، قد أنسى الكثير ولكن وجه ( خالة أم حسين ) لايفا رقني ، تلك المرأة ُالتي كانت تطرقُ بابنا كل صباح وهي تجلب لنا صحن ( الكَيمر ) كنت أشم بفوطتها رائحة َحليب الأم ، وتحيتها الصباحية الجميلة ، تجعلني أبتسمُ من القلب لها ، لا أدري من أين تأتي الكلمات الجميلة لشفاه هؤلاء الناس ، هل تأتي من طيبتهم ، من صدقهم ، من حبهم لكل الناس ، أم من بساطة عيشهم ، أتذكرُ يوم جاءت في أحدى الصباحات ، وعندما فتحتُ لها الباب ، قلتُ لها( خالة أم حسين عيدك مبارك ) أجابتني ( عيد المبارك عليج خالة ) سألتها ( يعني تعرفين اليوم 8 آذار خاله ؟؟) قالت ( لا والله خالة انه عبالي عيدكم وجاوبتج هيج ) ضحكتُ بحب وقلتُ لها ( خالة اليوم عيد المرأة وكل النساء بالعالم يحتفلن اليوم ) ضحكت ْأم حسين من القلب وقالتْ ( خالة إحنه بأعياد الله ناسينه تريدين يذكرونه بعيد المره ) ...خالة ياخالة يا أم حسين أين انت ألان .. وكيف هي صباحاتك .. كم اشتقت ُ إلى تحية صباحك...مثلما اشتقتُ إلى رؤية الدفْ والحب بعينك ، من البعيد ... البعيد أرسل لك ولكل نساء وطني ، باقات من ألجوري الأحمر بعيد المرأة ...مع أمنيتي أن تغمض عيونكنَّ هذا المساء .. لتصحو على عراق مبتسم مثل عيون أم حسين .

  كتب بتأريخ :  الخميس 26-02-2009     عدد القراء :  5382       عدد التعليقات : 0