بدعوة من كنيسـة مار توما للسريان الكاثوليك وبالتضامن والمشاركة من جميع الكنائس والمنظمات العراقية القومية والسياسية في  ديترويت،  انطلقت ظهر يوم الاثنين الثامن من تشرين ثان 2010 مظاهرة صـاخبة شـــارك فيها المئات من ابناء الجالية العراقية وأستمرت لمدة اربع ســـاعات .

وأختير للمسيرة ان تكون في وسط المدينة وعلى اعتاب مكتب الحكومة الفيدرالية بغية ايصال رســالة عراقية واضحة للساسة الامريكان بأن ابناء الجالية  العراقية قد ضـاقوا ذرعا بالأرهاب المسلط على رقاب المسيحيين في العراق للسنوات السبع الاخيرة خاصة،  ومطالبة اللأدارة الامريكية والمجتمع الدولي  بالضغط على الحكومة العراقية لكي تتحمل مسؤلياتها بتوفير الحماية للمكون المسيحي المستهدف من قبل الارهابيين بشكل واضح وجلي، وما احداث المجزرة الدموية التي شهدتها كنيسة " سيدة النجاة" في بغداد الا شـــاهدا جليا على ما يعانيه ابناء هذه الطائفة المسالمة.
وكان الاب "توما عزيزو" راعي الكنيسة قد القى كلمة بالمناسبة ثم تلتها كلمات تضامنية كثيرة فيما دوت شـــعارات التنديد بالأرهاب والارهابيين والدعوة للسلام والامان في العراق. وأمام جلل الحدث والمشهد المرافق والممتلئ بالصور المضرجة بالدماء ، تليت اسمــاء الشهداء، وحكيت قصصا مروعـّة لما حدث داخل حرم الكنيســة ، بينما ساد السكون والصمت والألم والدموع على وقع اسماء وأعمار ومهن الضحايا، الذين كانوا ينادون بالمحبة ويطلبون ان يعم السلام وطنهم الغالي، بينما الارهابيون ينهمكون بوضع الخطط الاجرامية لقتلهم. وكانت العديد من محطات التلفزة المحلية الامريكية والعراقية ووسائل الاعلام الاخرى من صحافة ومحطات راديو قد نقلت الحدث مباشرة او تناولتها في نشرات الاخبار المسائية، وشـــوهد مئات المتظاهرين وهم يحملون صور شهداء الكنيسة المنكوبة وشعارات تدعو للسلام والامان وتدعو ايضا الى القضاء على الارهاب.
  ومن الجدير بالذكر ان محطات تلفزيونية وأذاعية  محلية عراقية قد خصصت برامجا خاصة ومتميزة ومازالت،  لتغطية الحدث الجلل، تحدث من خلالها المئات من ابناء الجالية العراقية ومن كل طوائفها الدينية والقومية وعبروا عن استنكارهم لتصاعد موجة الارهاب واستهداف المكونات العراقية الاصيلة وخاصة المسيحيين و الصابئة المندائيين واليزيدية، فيما القوا باللائمة على القوى السياسية التي تركت العراقيين وراحت تتصارع على توزيع المناصب والكراسي في الحكومة القادمة ولأكثر من ثمانية شهور.
تأتي هذه الفعالية متزامنة مع عشــرات الفعاليات التي شهدتها المدن الامريكية المختلفة اما من خلال التظاهرات و الندوات او اصدار البيانات او عقد التجمعات وأقامة القداديس الخاصة بالمناسبة على ارواح الشهداء، ومترافقة مع موجة الاحتجاجات والتضامن في العديد من العواصم العربية والاوربية واستراليا، فيما تميزت فعاليات التضامن في بغداد والعديد من المحافظات العراقية مما يبعث برســالة واضحة الى الارهابين والقوى التي تغذيهم وتدفعهم للأجرام، من ان المساس بالوحدة العراقية هـو خط احمر ســـينبري ابناء العراق للدفاع عنه ان فشـــل السياسيون بذلك، والشعب هو خير من يدافع عن قيمه ومبادئه السامية.
اختتمت المظاهرة بالتأكيد على اللحمة العراقية، وبالدعوة للأمن والامان في العراق، بمطالبة الحكومة العراقية والمؤسسات الامنية والمجتمع الدولي بالوقوف وقفة جادة لحماية المسيحيين وباقي المكونات الصغيرة المهددة بالانقراض من العراق وقبل فوات الاوان ..
كمال يلدو