الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
في بيتنا آنسة
الأربعاء 31-12-1969
 
همام عبد الغني
كنا مساء يوم السبت 4-2-2012 مع باكورة النشاط الثقافي للجنة الثقافية في الجمعية المندائية في مشكَان , ومع الدكتورة لبنى رحيم الجادري , استاذة علم النفس , ونائبة رئيس جمعية العلماء العراقيين في الخارج, والعضوة الفاعلة في جمعية علماء النفس الأمريكية , في محاضرتها الموسومة " في بيتنا آنسة " .
ان العنوان الموفق للمحاضرة , شدَّانتباه الجميع منذ الأعلان عنها , حيث انه يشير الى مرحلة عمرية مهمة من حياة بناتنا واولادنا في سن المراهقة , ولهذا امتلأت قاعة النشاط الأجتماعي في الجمعية بحشد كبير من ابناء الطائفة ومن ابناء الجالية العراقية في ديترويت , كان في مقدمتهم القنصل العراقي في ديترويت السيد مصطفى خليل الربيعي , وعدد من وسائل الأعلام
وبعد ان رحب د . غسان صباح عطية رئيس الهيئة الأدارية للجمعية , القى السيد باسل همام مسؤول اللجنة الثقافية كلمة اللجنة , وقدم السيدة المحاضِرة للجمهور .
تناولت د . لبنى الجادري الموضوع باسلوب ادبي جميل ومبسط , واشارت في المقدمة الى ان مرحلة المراهقة تشمل الجنسين , إلا انها ركزت على الفتاة المراهقة , "بسبب حساسية وضع الفتاة وخصوصيتها في الأسرة الشرقية " ورسوخ وتأصل القيم والأعراف والتقاليد الشرقية لدى الوالدين " كما ان الفتاة , وخاصة ضمن العوائل الوافدة حديثاً , تعتبر حلقة رخوة في التماسك الأسري ". كما صححت , ومنذ البداية, وجهة نظرنا عن " مرحلة المراهقة "التي نعتبرها سلبية بوجه عام , حيث اشارت الى ان علم النفس يعتبرها مرحلة " اقتراب الفرد من النضج العقلي والجسمي والأنفعالي والأجتماعي , وهي مرحلة ذهبية تأتي مرة واحدة في حياة الأنسان " .
واشارت المحاضِرة الى ابرز الفلاسفة والعلماء الذين تناولوا هذه المرحلة , ففي الوقت الذي يرى ارسطو " ان المراهقين تستولي عليهم النزوات وهم عدوانيون وليس من السهل السيطرة عليهم " يرى افلاطون " ان المراهق يميل الى الجدل في كل صغيرة وكبيرة , ومخالفة رأي الوالدين , وباسلوب جاف وحاد احياناً ". أما فرويد فيشير الى التغيرات الجسمية والنفسية للمراهق , وبروز أل "أنا "في هذه المرحلة . واشار أريك اريكسون الى ان اهم التحديات التي تواجه المراهق هو تحدي تحديد الهوية " من انا ؟ والى اين اريد الذهاب ؟ وما هي القيمة الحقيقية في الحياة ؟ " . وأكد على خطورة هذه المرحلة , والتي قد تصل الى حد الأنتحار , حين لا يجد من يساعده على الأجابة عليها .
وبعد هذه المقدمة تنتقل الباحثة الى سلوك الفتاة المراهقة الذي يتجه للتشكل والتنظيم مع سنوات المراهقة ومراحلها , التي قسمتها الى ثلاثة مراحل , 1- المرهقة الأولية بين سن 10-13سنة , 2- المراهقة المتوسطة بين سن 14-16 , 3- والمرهقة النهائية بين سن 16-18 سنة واحياناً تمتد الى 20-21 سنة . ولكل من هذه المراحل تكويناته وسلوكياته , وهي تكوينات تكاملية تتقدم مع سنوات المرحلة , إلا انها تحتاج الى الصبر والتحمل من جانب الوالدين , لأحتواء تقلبات المراهقة وسلوكياتها . حيث تبدأ جوانب الوعي الديني والأجتماعي والأخلاقي بالتكوين والنمو . وهذا يطرح على الوالدين ضرورة " الشرح والتبسيط والحوار والصبر , وتوفير الأمثلة والأدلة المقنعة ", والأبتعاد عن "ضخ المعلومات التاقصة في عقلها المتفتح " .
وفي هذه المرحلة يبدأ تأثر الفتاة بالمحيط الخارجي " الأصدقاء والمدرسة والتكنولوجيا الحديثة " , وهذا يوجب على الأسرة الأنتباه لما يحيط بابنتها , لتجنب التأثيرات السلبية التي تحيط بالفتاة , لكن ذلك يتطلب الكثير من الصبر والأناة والهدوء لعبور المرحلة .
وانتقلت السيدة المحاضرة الى التغيرات التي تطرأ على الفتاة المراهقة , في الجانبين , الجسمي حيث حيث تحصل تغيرات واضحة على الفتاة , والعقلي حيث تبدأ المراهقة " بالتحول من التفكير المادي الى التفكير المجرد " حيث " يبدأ التفكير الموجه الى الخارج , القادر على التأمل للذات وللمحيط الخارجي وتحسس النواحي الجمالية " كالرسم وسماع الموسيقى والتصميم والقراءة " وتظهر الزيادة في الذكاء العام , وهذا ينعكس في التفكير النقدي والمطالبة بالأدلة , يبدأ ميل الفتاة المراهقة لبنات جيلها , وحتى لمن هنَّ اكبر منها سناً , لشعورها بالتغيرات التي طرأت عليها جسمياً .
والى جانب كل ذلك تبرز أمام الشابة المراهقة , وكذلك الشاب , بعض المشكلات المتمثلة بالقلق والخوف والأضطرابات الجنسية , وضعف القدرة على اتخاذ القرار , وبعض الأضطراب بالشخصية , مما يضع على عاتق الوالدين مسؤولية التوجيه وتبديد المخاوف باسلوب علمي .
وفي ختام المحاضرة شخصت الباحثة بعض الحلول والمقترحات لأجتيازالمراهِقة هذه الفترة بهدوء وسلوك سليم , لخلق شخصية متوازنة ونافعة , من خلال : اقتناع الوالدين بأن هذه المرحلة مؤقتة سيجتازها المراهق او المراهقة من خلال الصبر في التعامل معه , وكسب ثقته من خلال النقاش الهادئ والصادق , والمحافظة على خصوصية المراهق وتجنب نشر تفاصيل التغيرات الحاصلة لها أو له , وتجنب السخرية من تصرفاته الخاطئة , إن حصلت , وان يكون الوالدان قدوة حسنة للفتاة او الشاب المراهق , والأبتعاد عن اسلوب المقارنة بالفترة التي سبقت المراهقة , او مع مراهقين آخرين , وفسح المجال لهم للتعبير عن آرائهم في حياة الأسرة والمجتمع , مع التنبيه الى مواطن الخلل وبحذر مناسب .
وقد اعقب حديث السيدة المحاضرة , عدد من المداخلات والأسئلةمن جانب الجمهور , اغنت المحاضرة , وقد اثنى الجميع على الدكتورة لبتى والأسلوب العلمي المبسط والواضح الذي تناولت من خلاله هذا الموضوع المهم والحساس .
تحية لأبنة الطائفة د . لبنى رحيم الجادري , وشكراً لها لهذا الجهد التوجيهي المتميز

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة