الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
بنت الحزب سحر أمين منشد
الأربعاء 31-12-1969
 

مساهمة في الأحتفال الأستذكاري الذي أقامه الأتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الأمريكية / مشيكان ، لذكرى شهداء الشعب والحركة الوطنية في يوم 18/2/2012
خيون التميمي
من رحم الناصرية المسكونة بالأبداع وإنجاب المبدعين الذين رفدوا الحياة البشرية بالجمال والحب والبطولة،
من مدينة التراب والحر القائض الساكنة على ضفاف الفرات مدينة النخيل والرز مدينة السومرين التي علمت العالم فن الكتابة والقراءة والقانون ، من المدينة المهملة ذات البيوت المهدمة والشوارع البائسة والأضطهاد على كل المستويات في العصر الحديث ، من مدينة الجوع والقتل الجماعي مدينة الفقراء والفلاحين مدينة الثورات والأنتفاضات ، من هذا الرحم الذي أنجب الحزب الشيوعي العراقي ليتلاقفه بناتها وأبنائها الميامين ليعبروا به طرقات العراق مدن العمال المسلوبة حقوقهم وقرى الفلاحين الفقراءالمنهوبة أرزاقهم وقوتهم والمضطهدة إرادتهم ليرفعوا علم الحرية والكرامة عاليا وليصبح الوليد عملاقا مهابا بسواعدهم ودمائهم الزكية ، وعلى مر النكبات وتآمر المتآمرين الرذلاء ، نحتفي اليوم بتلك الدماء اطاهرة التي عمدت تراب عراقنا الحبيب آملين أن تزهر سعادة ووطنا حرا لاطائفيا أو قوميا ، نحتفي اليوم بالأبطال الميامين الذين لم يهادنوا الأراذل من الجلادين قتلة ابناء الشعب ، ومن رحم الناصرية التي أنجبت المناضلين والمناضلات ، أنجبت المناضلة أم داوود تلك الأم التي قدمت جميع أبنائها للحزب منهم البطلة بنت الحزب سحر أمين منشد التي ترعرت بين أحضان أم مناضلة لاتعرف الكلل أو الملل ورعاية أخوات وإخوان مناضلين أوقفوا حياتهم لحزبهم أنصارا وشهداء خالدين فكانت الأخت الكبيرة لسحر وراعية طفولتها الشهيدة موناليزا أو كما تسمى ( منى ) أوالأنصارية ( إبتسام ) أتحدث اليوم خصوصا عن بنت الحزب ذات العشرين ربيعا .
بعد الهجمة الشرسة عام 78 حيث تشتت شمل العائلة الشيوعية الكبيرة بين السجون والمنافي والجبال والأهوار كان ذلك نصيب عائلة أم داوود أو عائلة أمين منشد ، يغادر الأبناء بيتهم ومدينتهم ليكونوا أنصارا مقاتلين ضد نظام الهمجية المقيته ، ويشتد الضغط على العائلة من قبل جلاوزة النظام محاولين معرفة أي شيئ عن أبنائها ، تترك سحر مقاعد الدراسة مضحية بمستقبلها حفاضا على مبادئها ، ونتيجة لهذه الظروف الصعبة تقررأم داود والمتبقي معها من أبنائها مغادرة المدينة الى بغداد ، ترفض البطلة مغادرة مدينتها مع أفراد العائلة إنتقلت الى البيوت السرية للحزب مع فتيات بعمرها أو أكبرليعملن ليل نهار مع من تبقى من الشباب الشيوعين محاولين لملة المتبقين لأعادة بناء التنظيم و لينقلن البريد الحزبي أو يلتقين بشيوعيٌ فقد الأتصال ليعاد الى أحضان حزبه محاولات تضميد جرح غائر في جسد الحزب ، قصة إعادة الحياة لجسد الحزب المنهك قصة طويلة وفيها كثير من المخاطر التي رافقت العمل والتي كتب عنها وعن سحر الكثير .
سحر تلك الصبية ذات الأثني عشر عاما والتي رشحها الحزب مع طلائع الحزب الشيوعي ضمن وفده لمعسكر الطلائع العالمي المعقود في ألمانيا الديمقراطية عام 1976 يقول عنها السيد خالد حسين سلطان زميلها بالوفد ،( كانت فرحة كثيرا وكثيرة المزاح ولا يعرف اليأس طريقا لقلبها الصغير وكانت تشارك بجميع الفعاليات)
أبتدأت تلك الصبية الطلائعية تكبر بعد تلك الرحلة لتصبح من المناضلات الصلبات اللاتي قل نظيرهن ، تتخيلها وكأن عمرها الحزبي أكثر من خمسون عاما تجربة ووعيا كبيرين .
في تلك البيوت الحزبية تلتقي بعد فراق بصديق العائلة البطل صباح طارش بعد أن عاد من حركة الأنصار في بداية تكوينها ومن قاطع السليمانية تحديدا ليساهم في إعادة بناء ماتهدم من البناء الحزبي ، ويعملا سويا وبدون الرجوع الى المخاطر أو خوفا من فرق الأعدام المنتشرة في الناصرية وغيرها من المدن العراقية وذلك بين عامي 1981 و1982 حيث إستلم صباح مسؤلية الحزب بعد إعدام الشهيد علي جبار( تقول الدكتورة جمانه القروي نقلا عن جمال شقيق سحر ، دخلت المحبة قلبيهما وجائا إلي طالبين موافقتي على زواجهم ، ولم أعترض لكنني للأسف لم أحظر زواجهم لصعوبة الظروف التي نمر بها ،كم أسعدتهم موافقتي ، وتم زواجهم تحت السرية العالية والتكتم الشديد لكوننا متخفين عن أعين الرقباء ، وإقتصرت على ذهابهم الى سيد من الناصرية ليعقد قرانهما ويعلنا زواجهم فقط بين رفاقهم وذلك عام 1983 .
ينتقلون الى بيت سري جديد ليعيشا معا ويؤسسان البيت كمقر لعمليات الحزب ويواصلان الليل بالنهار عاملين بكل همة وعزيمة ناذرين حياتهم لحزبهم وشعبهم.
وفي يوم من أيام مدينة الحرالشديد كان يوم شؤم قائض من شهر تموز 1984 حيث تفاجئ العائلة الضغيرة بتطويق الحي السكني وبيتهم بشكل خاص ، كانت مفرزة مكونة من ثلاث ضباط وأكثر من عشرين فرد من جلاوزة الأمن مدججين بمختلف الأسلحة النارية منادين على أصحاب الدار أن يسلموا أنفسهم .
هل يعرف الأستسلام طريقا لهؤلاء الأبطال ؟ كلا
لقد أمطرهم الشهيد البطل صباح بوابل رصاصه قاتلا منهم ثلاث مجرمين ، وسحر منهمكة بإحراق جميع الوثائق التي تدل رجال الأمن على الخلايا الحزبية ، نفذ عتاد صباح إلا من طلقة واحدة سددها لرأسه حتى لايكون بين أيدي الجلادين ، وتنتهى البطلة سحر من عملها .
في خظم هذه الحالة المأساوية التي تمر بها الشهيدة ، زوجها ورفيقها مضرج بدمائه الزكية ملقى على سطح الدار لا تجد غير أن تنتحر هي الأخرى خوفا من أن تقع بيد الجبناء وهي تعلم كل النتائج إذا وقعت في قبضتهم غير أن محاولتها تبوء بالفشل .
بعد أن وقف إطلاق الرصاص من البيت إستطاع المجرمون دخول المنزل ليجدوا سحر وصباح مضرجين بدمائهم الزكية وهم في الرمق الأخير ، ينقلهم جلاوزة الأمن الى مستشفى الناصرية محاولين إنقاذ حياتهم لغرض التحقيق غير أن الشهيد صباح فارق الحياة بعد يومين وسحر تتماثل للشفاء ثم تضع ثمرة حبهم وليدها البكر قبل أوانه ، ويوضع الوليد في جناح الخدج ثم ينقل الى دار أيتام الناصرية ، بعد الولادة نقلت الى مديرية أمن الناصرية للتحقيق معها وما نالوا من عزيمتها بشيئ ، وكانت كلما تخرج للتحقيق يقول أحد من عاصروها في السجن إنها تشد عزيمتنا قائلة لاتخافو نحن لسنا مجرمون نحن مناضلون ، وبعد فترة تنقل الى بغداد وتقدم للمحاكمة أمام محكمة الثورة سيئة الصيت لتحكم بالأعدام وتودع في سجن الرشاد لتنفيذه هناك ، ومن ذلك السجن ترسل رسالتها الأولى والأخيرة الى بيت عمها أبو صباح لتخبرهم عن وليدها الذي يؤرقها لكونها لا تعلم عنه شيئ وبشجاعة قل نظيرها شادة من عزيمة عمها أبو صباح ليبذل جهده من أجل الوليد لكي تطمئن على حياته وأن يربى على خطى أمه وأبيه وأن لا يذل ، وبعدها بفترة قصيرة وتحديدا في منتصف الشهر الرابع من عام 1985 يحين موعد المجرمون لينفذوا جريمتهم النكراء ، وتُخرَج سحر من غرفتها وهي ترتدي بدلة زفافها وبخطى الأبطال وإرتجاف السجانين تعتلي منصة الحياة مزغردة وهاتفة بأسم حزبها العظيم لتعطي درس البطولة لجلاديها الجبناء بثبات وصلابة الشيوعين بمبادئ حزبهم من أجل وطن حر وشعب سعيد وهذا نص رسالتها :
الى عمي العزيز ابو عادل
تحية طيبة أبعثها لك من سجن الرشاد الواقع في مدينة بغداد وبعد :-
ها أنذا أكتب إليك يا عزيزي بعد تفكير طويل بشأن مصير حفيدك الجديد الذي لا أعرف عن مصيره شيئ والذي ولدته قبل موعد الولادة وأودعوه في المستشفى حيث ولدت هناك في قسم الخدج في الناصرية وولدت بعد القبض علي بفترة قصيرة وبعدها أخرجوني من المستشفى وبقي إبني في قسم الخدج والذي علمته بعد ذلك بأنه خرجوه من هناك وأودعوه في رعاية الأيتام الواقع في مدينة الثورة في الناصرية فلذلك أرجو أن تبحث عن حفيدك ولا تجعله يعيش في أجواء الحرمان من حنانكم عليه وأن لاتخشوا شيئا وإن حصلتم على معلومات عنه أو إستلمتوه فأرجو أن تخبروني بشأنه وترسلوا لي رسالة عن طريق عنوان السجن الذي أنا فيه وسأعطيكم العنوان فيما بعد ويجب أن تسرعوا لأن الأيام قليله بالنسبة لي فلذلك أريد أن أطمئن عليه قبل أن تسرع الأيام ... وإذا أردتم المجيئ لي وهذه آخر أمنية أتمناها فبأمكانكم أن تزوروني مرة واحده فقط وسأفهمك بها أكثر على مصير إبني أو أن عثرتم عليه تجلبونه لي لكي أراه أن حصلت هذه المعجزة وتعالوا على عنوان السجن ولا تخشوا شيئا لأن المسألة طبيعية جدا وهناك الكثير من الأهالي يجلبون المواد لذويهم والمسألة طبيعية جدا وستحسونها عند المجيئ فأرجو أن تلبوا طلبي وكذلك أن تخبروا خالي عبد الله بما جرى لي وأن أراد رؤيتي فليأتي معكم ولتجعلوه يطمئن عن مسألة المجيئ لي لأن ليس ثمة خطر ولو كان ثمة خطر لقلت لكم لا تأتوا لي ... وإن أردتم أن تتعرفوا على إبني فهو يشبه بعض ملامح جده أو بالأحرى أبوه فأرجو لكم الصبر على ما تواجهونه من مصاعب الأيام مثلما أنا صابرة الآن ..... وأرجوكم أن ترجعوا ولو جواب على هذه الرسالة عن طريق السجن أو برقية مثلا لتجعلونني أطمئن وعسى أن تطمئن قلوبكم بالصبر والسلوان وأؤكد عن مسألة أخبار( خوالي ) بمصيري وليفعلوا شيئا من أجل إبني وليس من أجلي ... ومع جزيل الشكر .
ملاحظه :- أن أردتم المجيئ فتعالوا بأسرع وقت ممكن أو في المواجهه العادية كل 12 بالشهر أي 12/3 أو 12/4 وهكذا والدوام صباحا في الثامنه ... أما عنوان السجن فهو كالآتي ..... مدينة الرشاد ... دائرة قسم إصلاح النساء
أما يوم الولادة فهو 16/7/ 84وولدت في مستشفى الناصرية
المرسلة
زوجة إبنكم سحر أمين منشد


هذه رسالة البطولة رسالة إنسانة لم تضعف رغم هول مأساتها ، كم كانت قوية هذه الرائعة ؟
كم درس للبطوله في حياتها القصيرة الى الخلود أيتها الأم الحنونة والشيوعية الصلبة ومنك ومن كل الشهداء الأبطال نستمد قوتنا وعزمنا

القصيدة
الى بنت الحزب .. سحر أمين منشد

سحر إمرأة ليست كباقي النساء
سحر إمراة إرتجف منها الموت
سحر بطلة لها بسوق النخل و شموخ الجبال وعذوبة نسائم الجنوب
الجلادون تسمروا أمامها كأنها الموت الزؤام على رؤسهم
فرائصهم .. ترتعد جبنا وكادت قلوبهم تخرج قبل أن تصل الطلقة الأولى
سحر عاصفة بوجه الجبناء والجلادين ورجال الأمن
سحر تعشقها أزقة الناصرية وشوارعها
عذبة كعذوبة ماء الفرات
عند لحظة البطولة ...
تعطرت برائحة البارود
وصوت رشاشها أرعب المتخاذلون والمستيقضون النائمون
كانت وصباح شعلة نار تظيئ درب الثائرين
كانت و صباح ليل عاصف حط على يوم الجبناء المتجبرين
أين يختبئون من فوهات بنادقهم ..
وصهيلها المدوي يمزق سكون الخوف وصدور القتلة
ظنوا أنهم ذاهبون الى جولة تفتيش روتينية يرعبون بها صمت الشوارع
وخوف الأمهات
وكانت سحر وكان صباح
هزمت هلاهل عرسها وبدلة زفافها البيضاء
الموشحة بقبل صباح ..
ضلام الجلادين
وأنارت يوم الأحرار خلف القضبان الهمجية
سحر مسكونة بالحب وعشق العراق والشيوعية





رسالة البطلة سحر أمين منشد بخط يدها


سحر إمرأة ليست كباقي النساء سحر إمراة إرتجف منها الموت سحر بطلة لها بسوق النخل و شموخ الجبال وعذوبة نسائم الجنوبالجلادون تسمروا أمامها كأنها الموت الزؤام على رؤسهم فرائصهم .. ترتعد جبنا وكادت قلوبهم تخرج قبل أن تصل الطلقة الأولى سحر عاصفة بوجه الجبناء والجلادين ورجال الأمنسحر تعشقها أزقة الناصرية وشوارعها عذبة كعذوبة ماء الفرات عند لحظة البطولة ... تعطرت برائحة البارودوصوت رشاشها أرعب المتخاذلون والمستيقضون النائمون كانت وصباح شعلة نار تظيئ درب الثائرينكانت و صباح ليل عاصف حط على يوم الجبناء المتجبرينأين يختبئون من فوهات بنادقهم ..وصهيلها المدوي يمزق سكون الخوف وصدور القتلة ظنوا أنهم ذاهبون الى جولة تفتيش روتينية يرعبون بها صمت الشوارع وخوف الأمهات وكانت سحر وكان صباح هزمت هلاهل عرسها وبدلة زفافها البيضاء الموشحة بقبل صباح ..ضلام الجلادين وأنارت يوم الأحرار خلف القضبان الهمجية سحر مسكونة بالحب وعشق العراق والشيوعية
سحر إمرأة ليست كباقي النساء سحر إمراة إرتجف منها الموت سحر بطلة لها بسوق النخل و شموخ الجبال وعذوبة نسائم الجنوبالجلادون تسمروا أمامها كأنها الموت الزؤام على رؤسهم فرائصهم .. ترتعد جبنا وكادت قلوبهم تخرج قبل أن تصل الطلقة الأولى سحر عاصفة بوجه الجبناء والجلادين ورجال الأمنسحر تعشقها أزقة الناصرية وشوارعها عذبة كعذوبة ماء الفرات عند لحظة البطولة ... تعطرت برائحة البارودوصوت رشاشها أرعب المتخاذلون والمستيقضون النائمون كانت وصباح شعلة نار تظيئ درب الثائرينكانت و صباح ليل عاصف حط على يوم الجبناء المتجبرينأين يختبئون من فوهات بنادقهم ..وصهيلها المدوي يمزق سكون الخوف وصدور القتلة ظنوا أنهم ذاهبون الى جولة تفتيش روتينية يرعبون بها صمت الشوارع وخوف الأمهات وكانت سحر وكان صباح هزمت هلاهل عرسها وبدلة زفافها البيضاء الموشحة بقبل صباح ..ضلام الجلادين وأنارت يوم الأحرار خلف القضبان الهمجية سحر مسكونة بالحب وعشق العراق والشيوعية

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة