الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
بسبب غيلب الأستقرار الأمني ..أكثر من مليون إمرأة تعيل إسرتها
الأربعاء 31-12-1969
 
بغداد-وكالات
في ساعات الصباح الباكرة، تخرج "فائزة" إلى مسطر النساء في منطقة الكاظمية لتنتظر فرصة عمل يوفرها لها أصحاب المشاريع الذين لا يحتاجون إلى أيدٍ عاملة بشكل دائمي. وتمارس "فائزة" حاليا أعمالا متعددة منها تنظيف المنازل المشيدة حديثا أو إزالة الأنقاض، فضلا عن عزل التمور الناضجة في موسم جني التمر وتنظيف الدجاج في مجازر ذبحه أو العمل في كور الطابوق تحت ظروف قاسية جدا.
تعاني هذه الشابة من خروجها اليومي إلى المسطر لما تبذله من جهد عضلي لا يناسب سنها الغض. تقول فائزة لوكالة "نينا" انها تتذكر بحسرة كيف تركت عائلتها منزلها في إحدى المحافظات الجنوبية حتى استقر بهم الحال في انقاض عمارة مهجورة مع عائلات أخرى فقيرة ومهجرة. سلكت فائزة سبيل العمل في المساطر أسوة بجاراتها من الفتيات والأرامل ، ولأنها لم تجد بديلا مناسبا لإعالة والدتها المريضة وشقيقيها الصغيرين خاصة بعد فرار شقيقها الأكبر إلى خارج البلاد. وفي أماكن أخرى، توجد المرأة العراقية بإصرار لتمارس أعمالا شاقة بهدف إعالة أسرتها ، فتقف تحت ظروف جوية قاسية لتبيع الخضر والفواكه او تفترش الارصفة لتبيع مختلف انواع السلع. ويرى الدكتور جاسم البكري المتخصص في علم الاجتماع ان الاسرة العراقية افتقدت الأمان بفقدان المعيل الوحيد لها أو تعرضه للعوق بفعل الحروب أو أعمال العنف، فتحولت أعداد كبيرة من النساء إلى أرامل وتزايد عدد الأيتام و بالتالي تزايد عدد النساء العاملات لغرض اعالة اسرهن وليس تحقيقا لطموحاتهن الشخصية او اثبات وجودهن. وعلى رغم معاناة المرأة العراقية، يرى البكري ان السنوات الاخيرة اثبتت تفوقها على الرجل سواء في تحصيلها العلمي او اعتماد اسرتها عليها في مردودها الاقتصادي باعتبار ان المرأة باتت اقل تعرضا للأخطار والمشكلات الامنية من الرجل، ما دفع كثيرات الى الانخراط في العمل واعالة ازواجهن واطفالهن، فضلا عن تفشي ظاهرة البطالة بين الرجال وتفضيل المرأة في بعض مجالات العمل على الرجل. ويتوقع الخبراء والمتخصصون في علم الاجتماع ـ كما يقول البكري ـ استمرار تحمل المرأة لمسؤولية اعالة الاسرة وثبات هذه المتغيرات في الاسرة العراقية لسنوات طويلة قبل ان تعاد هيكلتها مرة اخرى. مشاريع نسائية.. لم يكن يخطر في بال "ام خطاب" يوما ان يتحول دارها الى معمل صغير لإنتاج (الكبة) والمعجنات لكن مقتل زوجها على ايدي مسلحين وخوفها على اولادها من المصير نفسه ، ارغماها على مغادرة منزلها الى منطقة اخرى واستئجار منزل صغير. وبعد انفاق كل ما تركه لها زوجها من مدخرات مالية ، وجدت نفسها بمواجهة مشكلة اعالة أربعة صبيان وفتاة شابة لم يشعروا بالعوز يوما بوجود والدهم الذي كان يملك محلا يبيع فيه الفواكه والخضر. تقول "ام خطاب" انها رفضت المخاطرة بتشغيل ابنائها وقررت فجأة ان تعرض على نساء المنطقة من الموظفات عمل انواع (الكبة) والمعجنات لهن مقابل مبالغ زهيدة فوجدت زبائن لمهنتها البسيطة. وبالتدريج حظيت منتجاتها بسمعة طيبة فزاد عليها الطلب وضاعفت من كمية المواد الاولية واستعانت بابنتها لتساعدها في عملها ما شجعها على عرض منتجاتها على محال بيع المواد الغذائية في المنطقة واتفاقها مع اصحابها على تزويدهم بالكبة والمعجنات. وعلى رغم رفع "ام خطاب" لأسعار منتجاتها بعد الاعتماد على لحم الغنم الطازج بدلا من اللحم المستورد كسبا للزبائن ، فإنها ما زالت تحصد النجاح خاصة بعد عودة الامان والاحتفال بالاعراس والمناسبات، وقد تزايد الطلب على منتجاتها بكميات كبيرة، وهو ما دفعها ذلك الى تشغيل عاملتين معها. ولا تفكر "ام خطاب" حاليا بالعودة الى منطقتها السابقة لكي لا تفقد زبائنها ومهنتها التي عوضتها ماديا عن رحيل زوجها. وترى الدكتورة خالدة القيسي المتخصصة في مادة الاقتصاد في جامعة بغداد ان سعي المرأة العراقية الى ادارة مشاريع صغيرة في منزلها هو نتيجة متوقعة تحدث في اغلب المجتمعات التي تخوض الحروب وتتعرض لأزمات سياسية. وتؤكد القيسي ضرورة وضع خطة طموح مبنية على اسس علمية تنتهجها الدولة بعد دراسة مستفيضة لوضع المجتمع العراقي بهدف امتصاص طاقة النساء العاطلات في مشاريع، تسهم في اعمار العراق، اضافة الى تشجيعهن على ادارة المشاريع الصغيرة حماية لهن من الانحراف، وليدركن معنى الحرية المالية

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة