والتي إستعرضت من خلالها ما تتعرض له الموارد المائية متمثلة بنهري دجلة والفرات وروافديهما إضافة الى الروافد المائية التي تنبع من الجارة ايران ، من جفاف بسبب السياسات المائية للدول المجاورة المجحفة بحق العراق . وتطرقت الاستاذة المُحاضرة الى أحقية العراق التاريخية بتلك الموارد وضرورة الإتفاق مع الدول المجاورة على التفاوض بشأن توقيع معاهدة فيما بينها لأجل تثبيت حصص كل من دول المنبع ودول المصب .
قدم الدكتورة سلمى السداوي لجمهور الحاضرين الزميل الدكتور خالد الحيدر بعد ان اعطى نبذة مختصرة عن اهمية موضوع المحاضرة .
وقسمت الدكتورة سداوي محاضرتها التي استعملت فيها الفيديو وعروض وصور وبيانات توضيحية الى الاقسام التالية:
توزيع المياه في العالم، لمحة تاريخية لنهري دجلة والفرات، مياه العراق قبل ازمة المياه، حرب المياه في وادي الرافدين،
تركيا ومشاريع شرق الاناضول، سوريا ومشاريعها المائية، ايران والمياه الحدودية، تلوث المياه العراقية وأخيرا ما الحل؟
وقدمت د. السداوي شرحا مسهبا لتاريخ وجغرافية وطوبوغرافية دجلة والفرات والسدود التركية والايرانية والسورية التي بنيت وتبنى عليهما والتداعيات المدمرة للسياسة المائية لهذه الدول على مستقبل العراق الاقتصادي والبيئي والحضاري والاجتماعي واكدت انه "في حين كان يصل إلى العراق في بداية سبعينات القرن المنصرم من مياه نهر الفرات 35 مليار متر مكعب سنوياً، تدنت هذه الكمية اليوم وبسبب تضييق تلك الدول إلى أقل من 9 مليار متر مكعب في العام، أي الى ربع الكمية، والتي تتواصل هي الآخرى في التدني.. أما وضع مياه نهر دجلة فهو ليس بالأحسن، حيث يصل تدفق مياه دجلة اليوم إلى 135 متراً مكعباً في الثانية، في حين كانت هذه الكمية في بداية سبعينات القرن الماضي تصل إلى 2000 متر مكعب".
وسردت الباحثة السدّاوي حزمة من الحلول الملزمة للحكومة العراقية للتعامل السريع مع ظاهرة شح المياه الحادة في المستقبل القريب، إلى جانب العودة إلى المواثيق الدولية من اجل إيجاد الحلول المنصفة والعادلة مع دول الجوار.
وفي ختام الندوة ، أشارت سدّاوي من خلال اجاباتها على اسئلة الحضور، إلى أن ازمة مياه وادي الرافدين مستعصية، وستؤول إلى نتائج كارثية إذا لم يتم إحتواؤها ووضع حلول ناجعة لتجاوزات دول الجوار المتشاطئة التي تواصل منذ سنوات بناء سدود ومشاريع بشكل مكثف، متجاهلةً جميع حقوق العراق كدولة مشاركة في الأنهار، وعليه يجب ان يعي العراقيون اينما كانوا خطورة ما يجري وان يرفعوا اصواتهم ضد ما تتعرض له الموارد المائية في وادي الرافدين والتي أُقيمت عليها اولى الحضارات الإنسانية . وان تتخذ الحكومة الحالية في العراق الإجراءات اللازمة لإيقاف زحف التصحر الذي تتعرض له
ارض العراق وعدم الوقوف متفرجين على محاولات قطع شرايين الحياة عن أرض وشعب العراق .
حضر جمهور واسع من المهتمين بهذا الامر كان من بينهم الشخصية الوطنية الدكتور كاظم حبيب إضافة لشخصيات ديمقراطية، عدد من المنظمات والمؤسسات والجمعيات العراقية الكندية شاركت بإبداء آراءها وإقتراحاتها ومداخلاتها القيمة. وكانت احدى الاقتراحات المهمة التي قدمها عدد من الحضور هي إقامة مؤتمر يتبناه التيار الديمقراطي بكل العالم بالتنسيق مع التيار بالداخل وعلى اساس المعلومات القيمة في هذه المحاضرة لتطبيقها على أرض الواقع، تتجسد فيها المطالبة بحقوق العراق المائية والأستنكارات لما يجري من تجاوزات ولتحريك الحكومة والبرلمان العراقي، ولكسب تعاطف منظمات دولية إنسانية لتقف معنا بهذه المحنة.
في نهاية المحاضرة شكر الحاضرون للدكتورة سلمى جهودها واهتمامها بهذا الموضوع الحيوي وكذلك لتجشُمها عناء السفر لأجل إلقاء محاضرتها العلمية المهمة هذه، وقدمت لها باقة ورد من تيار الديمقراطيين العراقيين في كندا تعبيرا عن امتنانه وتقديره.
تقرير تيار الديمقراطيين العراقيين في كندا عن محاضرة أزمة المياه
