مرة اخرى تحاول القوى الظلامية المتأخرة إعادة العراق الى القرون الوسطى باسم الدين وتحت غطاء الاسلام السياسي في محاولة لفرض لون واحد قاتم على العراق واختزال كل الوان الطيف العراقي القومية والدينية المتأخية. ففي الوقت التي تنتفض فيه شعوب المنطقة مطالبة بحقوقها في الحرية والمساوات، ويطالب الشعب العراقي بحكومة مدنية بعيدة عن المحاصصة الطائفية والقومية والدينية تحترم الانسان وحقوقه الشخصية والعامة، تخرج علينا القوات الامنية المدفوعة من قوى الفساد والمحاصصة البغيضة في جولة جديدة من قمع للحريات وحق الاختيار في حملة عسكرية منظمة من قبل قوات الشرطة الاتحادية والجيش مقتحمة النوادي الاجتماعية الليلية والترفيهية، مثل نادي المشرق العريق والنادي الاجتماعي لاتحاد الادباء ونوادي اجتماعية اخرى، بحجج واهية مدفوعة بحقد وتطرف ديني وطائفي مرفوض من كل محبي الحرية والتقدم، ومدفوع من قبل دول جوار لها مصلحة في اعادة العراق للقرون المظلمة.
وتزامنت هذه الحملة مع حملة جديدة لقمع وتقييد حرية المرأة العراقية بفرض الحجاب واللبس الغريب عن مجتمعنا وتقاليدنا ومنع النساء العراقيات من الدخول الى مدن عراقية بحجج واهية لا تمت الى الحضارة بشيء.
إننا في الاتحاد الديمقراطي العراقي الولايات المتحدة الامريكية إذ نستنكر وندين بشدة هذه الأساليب التي تذكرنا بأساليب اجهزة النظام الدكتاتوري البائد وحملته الايمانية، نطالب بإيقاف هذه الممارسات الغير حضارية والتوقف عن محاولة تقييد الفكر والحريات، وتعويض المتضررين عن خسائرهم وتقديم اعتذار علني وتفسير عما حصل.
فبدلا من المحافظة على أمن البلاد من هجمات الإرهابيين والميليشيات المنفلتة ومحاربة الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة، توجه الحكومة أجهزتها القمعية وأسلحتها وشراستها ضد مؤسسات سلمية يمثل بعضها نخب من المثقفين العراقيين، ويضم الاخر تجمعات لأبناء الاقليات القومية والدينية والذين اصبحوا مهددين بالانقراض من وطنهم الاصيل .
إن هذه الهجمة الجديدة الشرسة تشير إلى إفلاس الحكومة وعدم قدرتها الإيفاء بوعودها في تحسين ظروف العراقيين الذي انتظروا طويلا للعيش في عراق مدني يسوده مبدأ المواطنة وتحكمه العلاقات الحضارية... وليعلم من وراء هذه الهجمات الشرسة، إن من يسلك طريق قمع الحريات والعنف سينتهي كما انتهى غيره من قبله.
لا لقمع الحريات... لا لتقيد الفكر والاختيار
الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية
أوائل أيلول 2012