ساد الاعتقاد بعد الاعتراف الأخير والأول لمسؤول إيراني بوجود عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان بوجود مماثل له في بغداد. واعتبر سياسي أن الوجود الايراني في البلاد لا يحتاج الى دليل وان الحكومة بزعامة المالكي تشكلت بتدخل إيراني، فيما لم ينف عضو في دولة القانون التواجد الإيراني في العراق قبيل الانسحاب الاميركي، مؤكدا عدم التواجد الآن  باستثناء الدبلوماسي، بينما اختلف مراقبون في صفة الوجود الإيراني في العراق بين وجود رسمي و اخر اعتبروه غير معلن.

وأقرت إيران للمرة الأولى الأحد الفائت بأنها أرسلت عناصر من الحرس الثوري إلى سوريا لمساعدة النظام على مجابهة المعارضة المسلحة وكذلك إلى لبنان المجاورة، مؤكدة انهم مستشارون فقط.

وأكد القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني (باسدران) الجنرال محمد علي جعفري الأحد "ان عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان. وقال الجعفري في مؤتمر صحفي إن عددا من عناصر فيلق القدس موجودون في سوريا ولبنان. غير ان ذلك لا يعني ان لنا وجودا عسكريا هناك. واننا نقدم (لهذين البلدين) نصائح وآراء ونفيدهم من تجربتنا". ولم يوضح فحوى تلك النصائح والآراء.

السياسي المعروف وزعيم حزب الامة مثال الالوسي اكد في اتصال يوم امس مع "المدى" ان  "التواجد الايراني في العراق واضح ومنذ فترة طويلة وان التصريح الايراني بالتواجد في الاراضي السورية واللبنانية لم يتطرق الى العراق لان وجودهم تحصيل حاصل"، متابعا "ايران احتوت خلال فترة مابعد سقوط صدام الكثير من المجرمين والقتلة الطائفيين امثال (ابو درع)، كما ان قاسم سليماني وهو رئيس فليق القدس متواجد في العراق وكان له دور في تشكيل الحكومة الاخيرة" .

الالوسي اوضح ان "دخول الإيرانيين الى سوريا ولبنان كان عن طريق العراق بعد ان تعلموا اللغة العربية وحملوا جوازات عراقية دبلوماسية واعتيادية".

ويؤكد الالوسي ان "الكثير من الإيرانيين ومن الحرس الثوري حصلوا على الجنسية العراقية وجوازات سفر، ولذلك اضطر العراق الى تغيير جواز السفر اكثر من مرة بضغط خارجي".

ويعتقد الالوسي ان "الوجود الايراني في العراق لايحتاج الى دليل لكن الولايات المتحدة لاتريد ان تسمع هذا الكلام" ، مشددا على "ان اوباما يريد تسليم العراق الى ايران".

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كشف في وقت سابق من مذكرات نشرها على موقع الهيئة السياسية للتيار بان قاسم سليماني كان من ضمن فريق المالكي  المفاوض مع الصدر حين زار المالكي زعيم التيار في طهران، وقال الصدر في  مذكراته ايضا بان "قاسم  والمالكي طلبا مني عدم الذهاب الى اربيل و وصفا الأكراد بوصف لا أريد ذكره".

من جانبه لم ينف النائب عبدالسلام المالكي (عن دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي) الوجود الايراني قبل الانسحاب الامريكي.

المالكي اكد يوم امس لـ"المدى " ان " ايران كان لها نفوذ في العراق بسبب التواجد الامريكي والخوف على امنهم ومصالحهم "، متابعا " لكن بعد الانسحاب الامريكي الكامل من العراق انتهى التواجد الايراني باستثناء التمثيل الدبلوماسي ".

المالكي اعتبر ان "الوجود الايراني اليوم في سوريا ولبنان بسبب العلاقات التي تجمعهم مع نظام سوريا وبعض الاطراف في لبنان والخوف على الامن القومي الايراني ".

وقوة القدس هي وحدة تابعة للحرس الثوري وشكلت لتصدير الفكر الإيراني واتهمت من اطراف عديدة من داخل العراق بالتآمر لشن هجمات ارهابية منذ سقوط النظام السابق.

وفي سياق متصل اعتبر مراقبون ان التواجد الايراني في العراق واضح لاسيما وان ايران دعت قبل فترة وخلال زيارة قام بها رئيس الوزراء نوري المالكي الى طهران لوحدة امنية بين ايران والعراق، كما يذكر مراقبون ان ايران قدمت مقترحا الى العراق بحماية حدودها ، وهذا يقف بالضد من اي وجود امريكي في المنطقة على حد قولهم.

المحلل السياسي فاضل حميد يعتقد ان الوجود الايراني في العراق ليس معلنا بسبب ان الوضع في البلاد يختلف عن سوريا ولبنان.

حميد اشار في اتصال يوم امس مع "المدى " ان " سوريا الاسد وايران هما حليفان ستراتيجيان والتواجد الايراني فيها امر طبيعي بسبب الازمة المستمرة منذ عام وسبعة اشهر " .

ويرى حميد انه "بوجود امريكي عسكري واداري متمثلا بالمستشارين الامريكيين لاكثر من 8 سنوات في العراق لايمكن ان يسمح بتواجد ايراني علني ".

من جانب اخر اشارت مصادر مطلعة لـ "المدى " ان " الحرس الثوري الايراني عقد اجتماعا في العراق مع بعض الميليشيات الشيعية لتوحيدها في قوة واحدة مدعومة من ايران " .