تجمع عدد من الرابطيات أمام بوابة محطة بغداد العالمية للسكك الحديد ولقد حملتهن الذاكرة لتسافر بهن عبر الزمن الى ستينات وسبعينات القرن الماضي حينما كانت محطة السكك الحديد تعج بالمسافرين الى البصرة والمدن الجنوبية الأخرى والى الموصل شمالا للقاء أقارب وأحبة في الأعياد أو للدراسة في جامعات هذه المدن... لم يأتين هذه المرة للسفر وإنما للمشاركة في مهرجان الأشقاء التاسع للهوايات والحرف المتنوعة والذي أقامته وزارة الثقافة في بغداد ولمدة أربعة أيام وذلك من الثاني عشر من تشرين الثاني الجاري، ولغاية السادس عشر منه، كانت هذه المشاركة الأولى لرابطة المرأة العراقية، وذلك بركن متميز بمساهمات عديدة منها للفنانة التشكيلية مفيدة سعيد، بلوحات من فن الكولاج وهو فن بصري يعتمد على قص ولصق مواد مختلفة. ولقد استخدمت الفنانة الأقمشة كمادة أساسية في عملها لتحولها الى لوحات تنطق بالحياة... كما كانت هناك لوحات الفنانة التشكيلية الشابة نور عبد علي، حضور وتميز واضح.

ولم تقتصر مساهمة الرابطة على الجانب الفني فقط بل كانت هناك أيضاً مساهمات ثقافية مختلفة منها مجموعة متنوعة من الإصدارات القصصية للكاتبة المبدعة الرائدة سافرة جميل حافظ، ومجموعة من البحوث في مجال المكتبات أتممتها د. خيال الجواهري.

وفي وسط الطاولة وضعت بعض من إصدارات لجريدة نضال المرأة والتي تصدرها الرابطة بشكل فصلي، إضافة للشهادات التقديرية التي حصلت عليها الرابطة من العديد من المؤسسات لمساهماتها الفعالة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة والطفل.

ولقد تزين الموقع بصور عن نشاطات الرابطة في الفترة بين 1959-1962 مثل حملات محو الأمية والاحتفالات بالمناسبات المختلفة ومنها يوم المرأة العالمي في الثامن آذار، والأول من آيار عيد العمال العالمي وغيرها...

ومن خلال تجوالنا في المهرجان وبالرغم من ان المساهمات كانت كثيرة جدا إلا ان هناك بعض الأعمال التي استوقفتنا ومنها اعمال الشابة حنان خليل محسن، بالرسم على الحصى وبتشكيلها لوحات جميلة من الحياكة بالصنارة، إضافة إلى الأعمال اليدوية الأخرى... وقد طورت الفنانة التشكيلية حنان هوايتها بنفسها، وهي الحاصلة على شهادة الماجستير بالتاريخ والتي لم تجد فرصة عمل تكلل به مثابرتها ونجاحها في الحصول على الشهادة العليا وبرغم ذلك لم تترك اليأس والإحباط يسيطر عليها بل خلقت مع مرور الوقت نتاجاً فنياً جميلاً لتصبح عضواً في بيتين للتراث والثقافة والفنون مع زميلها الفنان التشكيلي عبد الباسط، وهو خريج معهد الفنون الجميلة والذي شارك بعدد من اللوحات المستوحاة من التراث الشعبي الأصيل.

واصلنا جولتنا ونحن نستمع لأصالة اللحن والغناء لمطربات ومطربين (أيام زمان) أمثال زكية جورج وزهور حسين وداخل حسن وناظم الغزالي والقائمة تطول ليضفي صاحب هذه المساهمة السيد رزكار البرزنجي طابعاً تراثياً أصيلاً على أجواء المهرجان من خلال التسجيلات النادرة التي جمعها خلال سنوات طوال... اما عائلة الحاج عبود الجواهري فكان لها مساهمة بعرض نماذج باهرة من السيوف المطعمة والتي تميز بها الحاج عبود كما عرضت عائلته أيضاً بعض المقتنيات من النحاس والفضة النادرة... كما تميز المهرجان بمساهمات لهوايات نادرة منها جمع الطوابع والمخطوطات القديمة تعود لفترة العشرينات من القرن الماضي وربما أقدم من ذلك وهواية جمع الصور القديمة.

وقبل انتهاء جولتنا توقفنا أمام معرض الأستاذ هادي الطائي الذي حرص على عرض صور لقادة ثورة 14 تموز المجيدة وبعض الكتابات عنها وعن المنجزات الكبيرة التي قامت بها الثورة لصالح أبناء الشعب العراقي وانحيازها التام للمسحوقين والمعدمين منهم... وقد التقينا في الختام برئيس اللجنة التحضيرية الأستاذ هلال حاضر كاظم العبيدي ليحدثنا عن التحضيرات التي قامت بها اللجنة فقال: حرصت اللجنة التحضيرية على ان تضم اكبر عدد ممكن من المساهمات الفردية للشباب والشابات الموهوبين وعدداً من منظمات المجتمع المدني إضافة الى مساهمات لمؤسسات عديدة أخرى . كما حدثنا الأستاذ خليل الزهيري رئيس لجنة التحكيم عن الجوائز التقديرية والتي شملت عدد من الوزارات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، وكذلك عدداً من المساهمات الفردية، ولقد حصلت رابطة المرأة العراقية على المرتبة الثانية ضمن مساهمات منظمات المجتمع المدني...