الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
التظاهرات الأخيرة تضع العراق على ابواب المجهول
الأربعاء 09-01-2013
 
أشرف أبو جلالة / ايلاف
حين خرج المتظاهرون مؤخراً في شوارع غرب العراق، بدأ يعتبرها كثيرون بمثابة البداية إما لربيع سني أو عراقي، وهو فارق مميز في الأهمية المفهومة للهوية الطائفية.

وهي التظاهرات التي نشبت عقب إلقاء القبض على بعض من أفراد حماية وزير المالية رافع العيسوي، بعد أن وجهت لهم تهم ذات صلة بالإرهاب، لكنها جاءت لتعكس مظالم أكبر في النطاق يعاني من بعضها بصورة أكثر تحديداً العرب السنة في البلاد.

وفي ظل حالة البؤس التي يعيشها العراق منذ حوالي عشرة أعوام، فإنه نادراً ما تجد أحداً من العراقيين في حالة رضا عن تلك الحكومة الحالية. لكن على الرغم من ذلك، فإن تلك الاحتجاجات تكافح من أجل التحرر من قيود المناطق ذات الأغلبية السنية.

ولفتت في هذا الصدد مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى الآلية التي يتم التعاطي من خلالها مع تلك التظاهرات في بلد يعيش على وقع تناقضات تحيط بالقومية العراقية والهوية الطائفية العراقية، وكذلك وجهات نظر متعلقة بالنظام السياسي الراهن.

ومضت المجلة تقول إن السنة كونوا على مدار العقد المنقضي شعوراً يعرف بشعور الضحية الخاص بهم يمكنهم أن يتنافسوا به في "أولمبياد المعاناة" السائدة في مرحلة ما بعد العام 2003.

وأعقبت بقولها إن شعور الضحية السني الذي تم تشكيله مؤخراً هو الذي أشعل التظاهرات الأخيرة، وأنه سيتم الاحتفاء بسقوط نوري المالكي أو حتى كامل النظام السياسي الذي نشأ في العراق بعد العام 2003 من جانب كثير من السنة باعتباره خلاصهم بنفس قدر ما يشكله من خلاص للعراق بأسره.

هوية غير مرعوب بها!

ونتيجة لذلك، وعلى الرغم من النوايا، فقد اكتسبت التظاهرات هوية طائفية غير مرغوب فيها. وأشارت المجلة إلى أن السنة يقومون الآن، مثلما كان يفعل الشيعة على مدار التاريخ العراقي، بتعزيز أنشطتهم المرتبطة بالهوية الطائفية في نظر الآخرين.

وسيكون من السذاجة إنكار أن المتظاهرين يشعرون بأن هويتهم الطائفية مسؤولة عن الظلم الذي يتعرضون له أو أن الهوية الطائفية هي إحدى دوافع العمل. وتلك الطائفية الذاتية للقضايا السياسية، وهي العملية التي تحظي بدعم النخب السياسية ورجال الأعمال الطائفيين، ليست مجرد سمة مميزة للعراق وإنما سمة مميزة أيضاً للعديد من البلدان في المنطقة بدءً من البحرين إلى سوريا إلى لبنان وكذلك بلدان أخرى.

ولكثير من الشيعة، فإنه بغض النظر عن مدى التعاطف الذي يكنوه للمتظاهرين وبغض النظر عن المظالم العديدة المشتركة بخصوص قضايا مثل الأمن والخدمات، فإن جهود التضامن النشط يتم عرقلتها من خلال حقيقة أن التظاهرات ذات طابع سني.

وإلى جانب الحقيقة الثابتة التي تتحدث عن أن هناك عنصر هوية بالمظالم الخاصة بالمتظاهرين، فقد تم إحباط التضامن الطائفي بسبب التوقيت المؤسف للتظاهرات، تزامناً مع ما فعلوه في الأربعين، ذلك الحدث الديني الذي يمثل قيمة كبرى بالنسبة للشيعة.

أزمة دائمة

وباختصار، يمكن القول حسب التقديرات الأميركية إن الأمور الرمزية التي تستخدمها الجماعات السنية والشيعية المنظمة تتعارض تماماً مع بعضها البعض. وربما المشكلة الأكبر التي تواجه العلاقات الطائفية العراقية تكمن في الآراء الخاصة بشرعية النظام السياسي الحالي.

ويبدو أن السياسة العراقية تعيش أزمة دائمة، حيث تتصاعد التوترات وتكثر التحذيرات من حدوث حرب أهلية وانقسام، لكن الكارثة يتم تجنبها في نهاية المطاف من خلال صفقات النخبة التي تتم بالغرف المغلقة وليس من خلال أي تغيير حقيقي.

وترى فورين بوليسي انه من الصعب رؤية الطريقة التي يمكن أن تتحقق من خلالها عملية فصل الهوية الطائفية عن السياسة العراقية، مشددةً على أن أزمة العيسوي تدل على الضعف الكبير للسياسة العراقية وعمق التناقضات الاجتماعية هناك.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
المندلاوي يدعو الشركات الصينية لاستثمارات طويل الأجل وتعاون مستدام في العراق
أزمة تعليمية حادة تهدد أطفال العراق بـ"مستقبل قاتم"
جاء بطائرة ليتسلم البراءة ويسافر.. تفاصيل الغاء حكم الإعدام بحق ضابط متهم بقتل الهاشمي
منتخب العراق يواصل مشواره في تصفيات المونديال بنجاح
البطريركية الكلدانية في العراق تلغي الاحتفال بعيد القيامة احتجاجا على "إبعاد ساكو"
طلب رسمي لحجب "تيك توك" في العراق.. وأرقام جديدة للمواقع الإباحية
مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
الاتحاد الديمقراطي العراقي يشارك في احتفالات نوروز
"المحيبس" يضيع في قبضة النساء.. السيدات يقتحمن اللعبة الرمضانية الأكثر شعبية في العراق
اسرائيل: 700 أسير مقابل 40 رهينة في قبصة حماس
حداد وطني في روسيا بعد الهجوم على قاعة للحفلات الموسقية في موسكو
يوم المياه العالمي يمر بهدوء.. نظرة بالأرقام على الوضع المائي للعراق خلال 2024
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة