الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الجميع مسؤول عن مجازر الارهاب وما يتركه من مآس
الثلاثاء 21-01-2014
 

الصحفي والموسوعي والناشط السياسي د. فائق بطي:  الحلقة الاخيرة

حوار وتحرير: توفيق التميمي

مراجعات ينزعج منها الحزب

* رفعت مطالعة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي  عقب ظهور نتائج الانتخابات الاولى في كانون الثاني 2005 التي لم يحصد فيها الحزب الشيوعي العراقي العريق سوى مقعدين فقط من اصل 275 ولكن يبدو انك لم ترض كثيرا على تعامل المكتب السياسي مع تلك الملاحظات  وربما اهمال مضمونها،ومن قبلك تعرض مقال الشيوعي السابق سهيل نجل النقابي والشيوعي سامي نادر الى حملة شعواء لمجرد اعادة في قراءة نتائج الانتخابات الثانية التي لم يحصد فيها الشيوعيون الا النتيجة  نفسها في مقال نشرته جريدة المدى ؟؟؟ما تفسيرك لذلك.. ضيق افق ايديولوجي ...عدم المساس بالطوطم الحزبي المقدس، ما هو تفسيرك على ضوء هذه الخبرة والتجربة التاريخية ؟لماذا لاتقبل الاحزاب العراقية التقليدية المراجعة والنقد والمساس برموزها القيادية ؟

- من العوائق التي وقفت من دون فوز مرشحي الحزب الشيوعي العراقي في الانتخابات البرلمانية الثانية ، وقد تكون لاحزاب سياسية اخرى، هي:

اولا – ترشيح اسماء كانت بعيدة عن البلاد سنوات طوال امتد غياب بعضها الى اكثر من ثلاثين او اربعين عاما.

ثانيا – عدم معرفة الناخبين بالهوية الشخصية او اسماء المرشحين، خصوصا اذا كانوا غير معروفين و فاعلين على الساحة السياسية او الوطنية.

ثالثا – عزوف الكثيرين من رموز المعارضة العراقية الذين كانوا داخل الوطن او في المنافي من ترشيح انفسهم، خصوصا في الدورة الاولى.

رابعا – ضعف الدعاية الانتخابية وابتعادها عن نبض الشارع والاكتفاء بالجانب السياسي غير المطلبي لجموع الناس.

خامسا – قانون الانتخاب خصوصا في الدورة الثانية لمجلس النواب.

سادسا - ما شاب بعض عمليات الانتخاب من نواقص واخطاء وتزوير وسوء متابعة وما شابه.

ومن هذا الواقع، ابديت للحزب رأيي في النتائج للدورة  الانتخابية الاولى، ولم يرض البعض في قيادته  على تلك الاراء، فراحوا يكررون الخطأ بخطأ اكبر، وكانت النتيجة، خسران المقعدين في الانتخابات اللاحقة. الا ان السبب الاخر، كمن في دخول الحزب قائمة علاوي، وامتناع اعضاء وعوائل كثيرة عن انتخاب مرشحي الحزب في الدورة الاولى، وهذا ما كان تصرح به قواعد الحزب. اما ما كتبه الاخ سهيل سامي نادر وبعده عواد ناصر، فانهما اصابا كبد الحقيقة بما ذهبا اليه في مقالتيهما المشار اليها. ولا اعرف لماذا يتطير البعض من قادة الحزب لقولة الحق ومن باب احترام الرأي والرأي الآخر، وهو بند اساس اقره المؤتمر الخامس للحزب (مؤتمر الديمقراطية والتجديد) الذي سمح لرفاقه النقد لسياسة واداء الحزب حتى في وسائل الحزب العلنية.

أتكالية مضرة

ان مردود ما ذهبت اليه، لا يعود الى ضيق افق ايديولوجي، بل يتعلق برؤى شخصية غير موضوعية، ومن باب (التفرد) والولاء الشخصي، والاتكالية "المضرة" لدى البعض من اعضاء القيادة على اراء ومطالعات المسؤول الاول في الحزب، وقد يكون في احزاب اخرى ايضا. وهذا بالذات، السبب لعدم قبول قادة الاحزاب العراقية، مراجعة اخطائها وادائها والاعتراف، بل وعدم احترام الرأي المضاد. ان المسألة لا تتعلق ببنى وكيان الاحزاب، بل بمن يقودها.

أسئلة حزينة

*  من خلال معايشتك لعراق ما بعد صدام ظهر بان جرائم الارهاب  هي الابرز على المشهد العراقي، وان الدم المصبوغ على مقابر الضحايا وصراخات المظلومين يرسم خسارة فظيعة لم يقدمها الشعب العراقي حتى في اقسى سنوات عذابات الدكتاتورية، والارهاب بتقدم التجربة والزمن لم ينحسر ولم تنفع معه كل الحلول والمعالجات التي تم تدوالها في مؤتمرات وصفقات سياسية، واليوم تحول الارهاب الى اعصار يجتاح العراق شعبا وحكومة ومستقبلا بتضافر جهود اقليمية ودولية ..........بصفتك مثقفا وصحفيا عاش مراحل مختلفة من تاريخ العراق كيف ستنظر الى مستقبل هذا الاعصار ؟ونهايته ؟ كيف سيكون مستقبل العراق الذي تتضافر عليه آفات الفساد وسوء الادارة ومعهما عصابات الارهاب من كل حدب وصوب ؟اين نقطة الاشراق وسط هذه الظلمة الحالكة والمستقبل المفتوح على كل الاحتمالات السوداء ؟

- قبل الاجابة على تساؤلاتك، اود ان اوجه لك اسئلتي الحزينة التالية: من يا ترى المسؤول عن كل ما يجري اليوم، وما جرى بالامس، في عراقنا المنكوب؟ اي: من وضعنا في هذا النفق المظلم؟ هل هو الشعب – هل هي الاحزاب – هل هم مسؤولو المرحلة  الجديدة – هل عادت الى الساحة عناصر النظام السابق – هل هم اعضاء القاعدة والقوى الظلامية -  هل هم من قدم وتسلل الى البلاد من خارج الحدود – هل هم من عناصرالرتل الخامس – هل هم اعضاء جيوش سرية غزت البلاد؟

علينا ان نجيب بكل صراحة على تساؤلات الشارع في كل انحاء البلاد:

اولا - كنا في زمن المعارضة خارج الوطن، احزابا وحركات وافرادا، لم يتعد عددنا العشرين، نمثل كل فصائلها، ثم تبلورت بعد الحين، الى تيارات اربعة هي القومي العروبي والديمقراطي والكردي والاسلامي، وكان الهدف من تشكيل لجنة العمل الوطني المشترك في الشام، هو تنسيق نشاطات المعارضة من اجل اسقاط النظام، ولم يتطرق النشاط الى آليات محددة للتنسيق، اذ لم يطل عمر اللجنة بسبب دخول احمدالجلبي على الخط.

ثانيا – عند تشكيل المؤتمر الوطني قبل ان يتخذ صيغة (الموحد)، ولدت حركات تمثل مجموعات صغيرة من الشخصيات السياسية خارج نطاق تلك اللجنة واحزابها الرئيسة، سرعان ما اتخذت شكل تنظيم دعا الى (توحيد الصف الوطني) فتسابقت الى اللحاق به القوى السياسية، في وقت، تريث الحزبان الشيوعي العراقي والدعوة الاسلامية في اتخاذ قرار الانضمام، دون ان يكون هناك اي اتفاق مسبق بين الحزبين المذكورين.

ثالثا -  توالت عقد اللقاءات وصولا الى مؤتمري فيينا ولندن ومن ثم في صلاح الدين بكردستان العراق، ليولد من جديد (المؤتمر الوطني العراقي الموحد) ضم كل الاحزاب والقوى المتواجدة على ساحة المعارضة العراقية، والتحاق القوى الديمقراطية والاسلامية في التشكيلة الجديدة بقيادة الدكتور احمد الجلبي.

رابعا – دخلت الولايات المتحدة الاميركية على خط (المؤتمر) وصولا الى امرار قانون تحرير العراق وتمويل ( الموحد) علنا، والاستعداد لقبول واقع التدخل الاميركي السافر بشؤون المعارضة، ومن ثم، الموافقة على شن الحرب، رغم معارضة قواعد الحزبين الشيوعي والدعوة ضد تلك الحركات المكشوفة.

خامسا – وسبحان الله، ولدت خارج رحم الكيان المعارض في غفلة من الوقت، عشرات التنظيمات الاخرى، لتشكل ظاهرة ما يعرف اليوم بتيار الاسلام السياسي، الى جانب المجلس الاسلامي الاعلى وحزب الدعوة الاسلامية. (علما بأن تلك الولادات "التعددية" هي حالة طبيعية لا تتعارض مع ما نريد تثبيته كنظام ديمقراطي للعراق الجديد). شريطة ان تكون الولادات داخل اي تيار سياسي، تؤمن بنمو الديمقراطية ومنح الحريات العامة لابناءالشعب، كل الشعب؟

سادسا – مع بروز هذا "العدد" مع شديد الاسف، ولدت المليشيات المسلحة تحت عدة تسميات، وتمتعت بالاسلحة المنتشرة في كل بقعة من ارض العراق، وذلك بفضل صدام حسين الذي وزع عشرات الملايين من مختلف انواع تلك الاسلحة، وتعمد القوات الاميركية ابقاء الاسلحة في العراء والمخازن والسراديب، وبما فيها من اسلحة ثقيلة، لتقع عن طريق النهب المكشوف والمستتر، بيد تلك المجموعات المسلحة، وهو ما شاهدناه ولمسناه خلال السنوات العشر على ولادة الارهاب المنظم. ومع ولادة هذه الظاهرة الخطرة، نستطيع ان نجيب على تساؤلاتنا التي وجهت لك في مطلع الفقرة. اي ان (الكل) مسؤولون عن هذه المجازر والمآسي.

سابعا – تحولت الخلافات السياسية بين اطراف المعارضة المفروض فيها ان تكون وطنية حريصة على الشعب، وبسبب  وجود هذه الاسلحة بغزارة وسهولة، تحولت الى (خلافات)  مسلحة انهت مع الاسف، كل مظهر من مظاهر التعددية وتبادل السلطة (سلميا)، وباتت قرقعة السلاح هي اعلى شكل من اشكال ديمقراطية الاميركان والمعارضة.

ثامنا – وكنتيجة حتمية لهذا الوضع، نمت وتطورت وتنوعت اساليب اعداء العملية السياسية،  ودخلت الى ساحات (المعركة) مع الشعب، كل فصائل الاجرام، من الاصناف التي ذكرتها، لتعبث بمصير العراق الجديد، وتفتك بمئات الآلاف من الابرياء، وكأن العراق لم يكتف بتلك الضحايا التي سقطت خلال خمسين عاما منذ اغتيال ثورة 14 تموز الوطنية (1963 – 2003)، فبات لزاما عليه ان يدفع من جديد بضحايا (العبث) الحاصل من دون رادع او وخزة ضمير من احد.

تاسعا – وكنتيجة حتمية لمثل هذه الاوضاع، تولدت وتتفاقمت مظاهر الفساد وسرقة المال العام والرشوة وتسلق سلم السباق للظفر بمكاسب الحرام وسوء الادارة، باعتبارها فرصة تاريخية قد لا تعود، وان يحرم الشعب من الماء والكهرباء والخدمات العامة والعمل، وتفشي البطالة والامراض الفتاكة، وغير ذلك من وسائل الحرمان وشغف العيش التعيس.

عاشرا – من اجل ايقاف وانهاء كل هذه الاوضاع الشاذة، والاعمال الاجرامية بحق هذا الشعب المبتلى، والخروج من النفق المظلم الذي ادخلنا فيه اكثر من (واحد)، علينا ان نعرف غدا كيف نقرر مصيرنا بارادتنا، ونفرض، بل ونشيد اركان دولة القانون والحريات، بعيدا عن الاهواء والمطامع والمطامح الشخصية، وطوي صفحة الطائفية والمحاصصة والصراعات غير المبدئية بين اطراف القوى السياسية الحريصة فعلا على الوطن والشعب. افلا نستحق ذلك، ام نحن غير مؤهلين للتمتع بخيرات هذا الوطن من اجل سعادة شعبه التواق دوما وابدا الى الحرية والكرامة ولقمة العيش النظيفة والشريفة؟

واخيرا اقول: على شعبنا من الآن وصاعدا، ان يدرك بوعي، كيف ومن يختار لقيادة السفينة الى البر بسلام.

ان الوطن العزيز، امانة في اعناقنا نحن الذين قدمنا الغالي والرخيص من اجل سيادة وكرامة العراق في الماضي وفي الوقت الحاضر وغدا بكل تأكيد.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
اتفاق بين العراق وتركيا.. تخصيص عادل ومنصف للمياه العابرة للحدود
أردوغان يعلن نقطة تحول في العلاقات مع العراق ومباحثات واتفاقات تخص العماليين والمياه
العراق وتركيا وقطر والإمارات.. توقيع مذكرة تفاهم رباعية للتعاون بـ"طريق التنمية"
زيارته الأولى منذ 13 عاما.. ماذا يحمل إردوغان في جعبته للعراق؟
الفصائل تتمرد على الحكومة وعلى تفاهمات واشنطن: يدانا ليست مكبلة بالأوامر الرسمية !
يوم الأرض العالمي، 22 نيسان 2024
شقيقة الباحثة الإسرائيلية المختطفة بالعراق "تهاجم" السوداني في واشنطن
انتصار نقابي تاريخي لموظفي فولكسفاغن في الولايات المتحدة، ونقطة تحول تزيد من رهانات الانتخابات في ألاباما
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
رصد طائرات استمطار.. هل تسبب تلقيح السحب بفيضانات الإمارات؟
الأمم المتحدة: 19 ألف طفل يتيم بغزة بعد مقتل 6 آلاف أم
واشنطن وبغداد.. مواصلة البحث بشأن إنهاء مهمة قوات التحالف
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة