الى حبيبتي التي اهواها منذُ الصِغَرِ...

الى التي سكنتْ قلبي وملكتْ فواديَّ...

هي شمسُ كساها الله حسناً وجمالَ.....

هلالُ اضاء الدنيا وزادها بهاءَ ....

خمسون عاماً مضتْ وانقضتْ....

لا زلتُ على عهد الوفاء باقي.....

اتذكر مدرسة ذهبنا سوية .....

طلابُنا... معلمنا للغة السريانية.....

الكنيسة...الكنيسة التي صلينا صبحية.....

ناقوس البيعةِ الذي...

كان يطنُ ويطنُ لصلاتنا العصرية

هل تتذكرين ياحبيبتي؟

نشيد موطني  ..موطني .. ورِفعة العلمِِ؟

كهف وسط الجبل ومياهِهِ المعدنية؟

مهرجان الرهبان هرمز وحشوده الألفية؟

كل ذلك في مخيلتي... لاني بالوفاء مَدينا لكِ....

يا القوش يا حبيبتي

سمعتُ الخطوبَ ...والمصائبَ دَنتْ منكِ ....

الأعداءُ والماكرون يحومونَ حولكِ....

عَلناً.. . يبيحونَ البغاءَ شرعا.....

وقتل الأبرياء بدينهم أمراً....

وسبيُّ النساء في كتابهم مباحاً....

كذبَ مَنْ قالَ  ...

اللهُ يمنح قَتَلة الأبرياءِ ..جناتً وصبايا....

ولمروجي البغاءَ من الحورياتِ هدايا...

وا مصيبتا...في العراقِ وارضِ الشامِ...

ضاعت الكرامةُ ..

وعارياتُ بيعتْ النسوةُ في اسواقِ البغاء...

يا قريتي ..اخذني شوق الوصالِ للذودِ عنكِ..

سالتُ الطيورَ عن...وكيف الوصالُ

بكت الطيور لحالي والاميَّ...

حملتني على اجنحتها صوبها ...

غابتْ في العلياء عن ألأنظارِ عاليا..

مرت بارض تلكيف الغالية

تلكيفِ يا قرية الحكمةِ والحكماء...

يا دار الأوفياءِ يا ارضَ الكرمِ والكرماء....ِ

كُنتِ دوماً للغربة ِوالغرباءِ  مكرمهَ ..

بلحظة خانوا العهودَ وللداعشِينا صفقا.....

فولله هم أهلُ ذميمةِ وسخرية ومسخرا ..

وامراء الحقارةِ والنذالةِ يا بقايا المزبله..

غدا ستلاحقكم اللعنةُ يا بني المهزلاً ..

ومثواكم نار جهنم يا خلفاء المقبرهَ....

ناحت الطيور قرب قرانا المجاورهَ...

سالت الدموع لتلك الديار مِنْ الأهل خاويا...

يا اهل باقوفا وتللسقف ...يا اهل العلم والمعرفه ...

يأبى الضمير ان يرى كنائسكم من المؤمن خالية ....

والأهل والأحباب من دورها راحلا.....

حطتْ الطيورُ بارضِ الأجداد..القوش الباهية...

يا قلعة المائرِ والبطولات...

يا دار توما توماس المفخرهَ ...

يا من في الشهامةِ كان مأثرهَ

وسلاحً عالج صداعَ مَنْ علينا أجرما....

ومن ضَمرَ لنا الحِقدَ متمادياً مبالغا....

كيف يا قرية الرجال الشجعان...

أُصدق عيني أنْ ارى الأباءَ...

لموطنها قبل الأبناء تاركا..

ورعاة الكنيسةِ قبل الرعية شاردا...

وناقوس البيعةِ عن دقاته صامتَ

والقوش... لما حلَ بها ولها باكيا؟......

رايت شيخا بيسراه بندقية وبيمناه أنجيلاً ...

سالته ..بعد التحية والتقبيلَ ...

عن الأهل وعما يجري وجرىَ......

أنَ الشيخُ لي وشكى......

وفاضتْ عينِاه دمعاً وبكى...

سيفُ مريرُ أصابنا ..يا فتى...

وسط النهار... غابتِ الشمسُ لما جرى....

حل الظلام حُزناً لجراحاتنا المقرحة ...

والقمر ..غارا في السماءِ حزيناً وبكى ...

دنس الأوباش قرانا المجاورهَ...

مِنْا الغدرُ..ومِنْ الديار اقتربَ ودنا...

ضاقت بنا الأفكارُ والحيلُ وما بقى...

لنا سوى الصلاةَ والرهبنةَ.

هَجرنا النساءَ والأطفالَ ...خوفاً من الغدرِ والقرصنه...

والكلُ قائلا ... رباه لم يبقَ لنا الا رحمتكَ يا رباه ...

لبى الله تعالى النداء ....

واوصد كيدا وبابَ الأعداء...

وبفضله تعالى عادَ الأهلُ الديارا...

لكنَ القلوبَ لازالت منَ الألامِ جارحه....

ولكم مني تحياتي

تحية أجلالِ واكبار لكل الأبطال الذين حملوا السلاح وحاموا حول قريتنا القوش، ليضحوا بكل ما لديهم في سبيل الذود عن ارض أبائهم واجدادهم، بالرغم من أسلحتهم المتواضعة البسيطةَ، سيسجل لكم أيها الشجعان التاريخ في صفحاته البيضاء الناصعة ،أروعَ ماثراً الرجولة والبطولة لما قدمتم من المأثر لشعبكم وامتكم واهالي قريتكم القوش،حقاً يستحق كُلُّ واحداً منكم وسام البطولة والشجاعة من الدرجة الأولى من اهالي قريتنا جميعاً...