فجع الوسط الثقافي العراقي، الثلاثاء، برحيل شيخ المؤرخين سالم الآلوسي، الذي يعد من رموزه البارزة خلال القرن العشرين، عن عمر يناهز الـ89 سنة.
فقد توفي الآلوسي، مساء اليوم، بعد أن أفنى عمره في خدمة العلم والثقافة، حتى عدّ "ذاكرة تاريخية صادقة للوطن"، وسيشيّع إلى مثواه الأخير صباح غد الأربعاء.
وكان (بيت المدى) قد أقام له احتفالية خلال عام 2011، في شارع المتنبي، تكريماً لقامته الثقافية ومنجزه الذي قدمه لهذا الوطن، عرض خلالها فيلماً وثائقياً عن سيرته أعدته الإعلامية سعاد الجزائري وأنتجته مؤسسة المدى، وتضمن الفيلم لقطات "حميمة" للآلوسي وهو يتحدث عن شغفه بالآثار وبالمخطوطات وعلاقته برواد الثقافة والفكر في العراق.
والآلوسي يعدّ بحسب الوسط الثقافي، "قامة راسخة من قامات الثقافة العراقية، ورجلاً نذر نفسه للمعرفة والعلم".
والراحل الكبير من مواليد منطقة سوق حمادة، في جانب الكرخ، وسط بغداد، سنة 1925، لأسرة دينية معروفة، تنحدر من السلالة الآلوسية الحسينية العلوية، تلقى تعليمه في بداية حياته عن طريق (الكتاتيب) على يد الملا عواد الجبوري، حيث ختم القرآن الكريم عنده، وبعدها قبل في الصف الثاني في مدرسة الكرخ الابتدائية كونه كان يجيد القراءة والكتابة، ثم انتقل إلى الدراسة المتوسطة وأكملها في بداية الأربعينيات، وبعد دخوله الإعدادية/ الفرع العلمي، وإكمالها بنجاح باهر كان ينوي دخول كلية الطب أو الهندسة، لكن ظروفه المعيشية الصعبة حالت من دون ذلك مما دفعه للبحث عن وظيفة وترك إكمال الدراسة في الجامعة، حيث عمل في وظائف كثيرة، أبرزها كأمين عام للمركز الوطني للوثائق وإدارته للمتحف العراقي، كما عمل معاون مدير عام للإذاعة والتلفزيون، ومدير الإذاعة وكالة، ومدير التأليف والترجمة والنشر بوزارة الثقافة والإعلام، ومدير السياحة العام، وعميد معهد الوثائقيين العرب وكالة.
وكان للفقيد دور كبير في إصدار مجلة (المورد) التراثية العراقية المعروفة، سنة 1972، كما سبق أن عمل سكرتيراً لتحرير مجلة (سومر) الآثارية، 1958- 1963، وله مؤلفات كثيرة آخرها صدر عن دار المدى، بعنوان شريعة حمورابي.