لم تقتصر جرائم تنظيم داعش الإرهابي على القتل والتهجير والسبي واستخدام أبشع وسائل الإرهاب والترويع، بل امتدت أياديهم الآثمة وضمن مخطط همجي لتدمير الآثار والموروث الحضاري لمحافظة نينوى ذات التأريخ العريق الضارب في القدم، والتي كانت عاصمة الآشوريين وإحدى حواضر بلاد ما بين النهرين ومهد الحضارات الإنسانية. بل امتدت جرائم هذا التنظيم الهمجي لتشمل تفجير بيوت الله من مساجد ومراقد وكنائس أثرية، وحرق الكتب والمخطوطات، وتدمير المتحف الوطني، وتعمل اليوم على مسح اسم الرسول الكريم من مساجد المدينة، مما يفضح سريرتهم الخالية من الدين أو الحياء أو الأخلاق أو الفكر، ونزعتهم التي فاقت كل جرائم الإبادة والتكفير.
ان الكنوز التأريخية والحضارية لمحافظة نينوى، ومدينة الموصل بشكل خاص، لا تنتمي للعراق فحسب، وانما للإنسانية جمعاء، والحفاظ عليها ليس مجرد أعتزاز بهويتنا الوطنية العراقية، وإنما الحفاظ على شواهد حضارة عريقة قامت على أرضنا وبجهود أجدادنا منذ الاف السنوات، وأثرت على مسارات الفكر والعلوم والثقافة في كل الأزمنة.
لجنة الثقافة والاعلام البرلمانية تطالب مجلس النواب والحكومة الاتحادية بعقد مؤتمر عاجل لتوثيق الجرائم بحق الموروث الحضاري والإنساني في محافظة نينوى ومحافظات العراق الأخرى، ومناشدة المجتمع الدولي ودول الإقليم لوضع الاستراتيجيات اللازمة للحد من الفكر المتطرف وإنقاذ حضارة وادي الرافدين من الضياع على أيدي الجهلة، ووضع حد لتهريب الآثار وتجفيف منابعه وإغلاق أسواقه.
28 شباط 2015