عقدت أساسية الإبداع التابعة للجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، الجمعة الماضية، على قاعة جمعية المهندسين في بغداد، طاولة مستديرة حول "التشكيل العراقي المعاصر البدايات والريادة".

قدم موضوعة الطاولة الفنان قاسم العزاوي، وأدارتها د. خيال الجواهري، بحضور عدد من المهتمين بالجانب التشكيلي.

استعرض الفنان العزاوي، بدايات الفن التشكيلي العراقي المعاصر الذي ينحدر من مرجعيات تاريخية موغلة في القدم "ضربت جذورها في ارض الحضارة الرافدينية الممتدة الى أكثر من 7000 سنة قبل الميلاد"، مبيّنا ان أهمية الفن، وخاصة الرسم، تنبع من سكان وادي الرافدين في تلك الحقب، بسبب انعدام التدوين، ما أحيلت "ابلاغات الفكر الاجتماعي الى دلالات مرئية بفنون التشكيل".

بعد ذلك تطرق العزاوي الى التشكيل العراقي القديم في عصر الكتابة التي اخترعت في الألف الرابع قبل الميلاد، وكانت "بمثابة فتح ثقافي عزز مكانة مدينة الوركاء"، مشيرا الى الركود والسبات الذي مر به الفن التشكيلي العراقي لحين إجراء التنقيبات الاثرية التي كشفت صفحات مضيئة من تلك الحضارة.

وتابع قائلا: "بعد تلك الانقطاعات في التشكيل العراقي ظهر في العصر العباسي الفنان والخطاط والمزخرف يحيى بن محمود الواسطي الذي اشتهر برسومه لمقامات الحريري".

أما بالنسبة للفنانين المحدثين فقد أشار العزاوي إلى انتهاجهم نهج الواسطي الذي أوغل بطبع الملامح البغدادية، "وقد حذا حذوه العديد من التشكيليين العراقيين في منتصف القرن العشرين، وفي مقدمتهم الراحل جواد سليم، حتى صار هذا الأسلوب سمة للفنانين في زمن جواد وما بعده، وانبثقت بعد 1940 العديد من الجماعات الفنية".

وفي هذا الصدد ذكر العزاوي تلك المجاميع وهي: "جماعة أصدقاء الفن 1942"، "جماعة الرواد 1950، وكان يترأسها فائق حسن وإسماعيل الشيخلي وقتيبة الشيخ نوري"، "جماعة بغداد للفن الحديث 1951 ، وكان أبرز أعضائها جواد سليم"، "جماعة الانطباعيين الجدد عام 1953 وكانت بزعامة حافظ الدروبي"، "جماعة المجددين من طلبة الأكاديمية 1965"، "جماعة الرؤية الجديدة تزعمها ضياء العزاوي ورافع الناصري واسماعيل فتاح الترك ومحمد مهر الدين"، "واقعية الكم 1971 وهي تلخيص لطروحات الفنان محمد صبري الفيزياوية ـ الفنية".

وكانت هناك مداخلات قدمها كل من علاء الحمداني وأحمد الماجد ومازن إيليا ود. صبيح الجابر وعبد العزيز لازم وسبتي الهيتي وسعدي حمودي وعلي حمدان وزينب مبارك وسافرة جميل، واختتم المداخلات نقيب الفنانين العراقيين صباح المندلاوي بتشديده على "أهمية استمرار عقد طاولات كهذه، لكي نستمر بمناقشة العديد من الهموم، ويمكن ان تشكل هذه الندوات الشهرية تمهيدا لعقد مؤتمر للفنانين".