يعكف التحالف الدولي على ترميم اجزاء من فرقتين عسكرتين كانتا قد انهارتا عقب احتلال "داعش" للموصل في حزيران الماضي. ويقترب مدربون امريكان من اكمال استعدادات هاتين الفرقتين لاعادة السيطرة على نينوى، والتي يرجح معنيون بالشأن الامني ان تبدأ الخطوات الاولى للهجوم عقب شهر رمضان.

بالمقابل حصل معسكر لتدريب "الحشد الوطني" في نينوى على اسلحة ثقيلة من تركيا التي قدمت دعما واسعا للمعسكر، بحسب مسؤول الحشد هناك، بالاضافة الى التدريب.وتخرج نحو 5 آلاف متدرب من ذلك المعسكر الذي يواجه شكوكا من بعض الاطراف بتبعيته الى محافظ نينوى المقال اثيل النجيفي. ويسعى القائمون على المعسكر لاكمال عمليات التدريب لآلاف اخرين من المتطوعين وسط شكوى من نقص الدعم الحكومي، وترجيحات باعادة النظر بقياداته.الى ذلك استعاد حشد من عشائر شرق الموصل قرى قرب مخمور، بمساعدة قوات اتحادية والبيشمركة، فيما تقول القوات الكردية انها قتلت بالضربات المدفعية، وبمساعدة الطيران الاميركي، اكثر من 700 مسلح في اطراف الموصل خلال حزيران الماضي.

عمليات عسكرية بعد رمضان

ويقول محمد ابراهيم، وهو رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة نينوى، ان "التحالف الدولي اعاد هيكلة الفرقتين العسكريتين الثانية والثالثة تحت اسم الفرقة 15 و16". ويتوقع ان يكون لهما دورا كبيرا في تحرير الموصل.

واضاف ابراهيم، في اتصال مع "المدى"، بان "المدربين الامريكان اقتربوا من استكمال تدريب الفرقتين بنسبة 70%"، مرجحا ان "تبدأ العمليات التمهيدية لاقتحام الموصل بعد نهاية شهر رمضان".

ومن المتوقع ان تحصل الفرقتان على تسليح ثقيل من الحكومة العراقية الاتحادية.

بالمقابل يقول عضو مجلس محافظة نينوى عن تحالف نينوى الوطني (الشيعي)، ان "من ضمن تحضيرات عملية تحرير الموصل هي اعادة النظر بالقيادات المشرفة على معسكر الحشد الوطني في نينوى".

واعترف المسؤول الموصلي بان "المعسكر ارتبط الى حد كبير بشخصيات معينة وانحرف عن مهمته الاساسية"، في اشارة الى سيطرة المحافظ المقال اثيل النجيفي على المعسكر الذي يمول من الحكومة العراقية.

وكان مسؤولون في الحشد الشعبي كشفوا عن تشكيل غرفة عمليات خاصة لتحرير الموصل تضم ممثلين عن وزارة الدفاع والداخلية والقوة الجوية، فيما رفضوا مشاركة اي قوة مسلحة لديها انتماءات سياسية كالحشد الذي يقوده اثيل النجيفي.

متطوعو حشد نينوى

لكن مقابل ذلك يقول محمود السورجي، وهو الناطق باسم الحشد الوطني في نينوى، ان "المعسكر ليس له علاقة بالنجيفي ولم تتدخل السياسة في تدريب المتطوعين".واشار السورجي، في تصريح لـ"المدى"، بان "التدريب بدأ في مطلع العام الحالي وبدأ بـ500 متطوع، فيما استطاع الان استيعاب 8200 متدرب".

وتوقف المعسكر عن تلقي طلبات التطوع لعدم وجود امكانية لاستيعاب اعداد جديدة. ويقول السورجي "تخرج حتى الان 4500 متطوع ونحن مستمرون بالتدريب، حيث يقوم ضباط عراقيون واتراك بتلك المهمة".

وكشف المتحدث باسم "حشد نينوى" ان "الجانب التركي ساعد في بناء المعسكر وتجهيز الكرفانات ووضع اجهزة التبريد كما منح المعسكر 5 مدرعات"، مشيرا الى ان شرطة نينوى سلمت المعسكر عددا من السيارات التي تم تصفيحها للمشاركة في العمليات العسكرية".

ويؤكد المسؤول العسكري انهم "ينتظرون الوعود الامريكية باعطائهم سلاحا خفيفا ومتوسطا وفق ما جاء في مسودة الحرس الوطني التي تنص على ان تسليح هذه القوات يكون بمستوى اقل من الجيش واكثر من الشرطة".

ويقول السورجي ان "هيئة الحشد الشعبي اعطت رواتب لشهرين لـ1000 مقاتل فقط فيما تتدبر الحكومة المحلية توفير الطعام للمتطوعين".

ويلفت المتحدث باسم الحشد الوطني في نينوى الى ان "معسكر دوبردان، الذي يضم نحو 7 آلاف شرطي محلي، قد تم تحويل كوادره الى معسكر سبايكر شمال تكريت". وزعم المسؤول الموصلي بان "هذا الاجرار تسبب باحباط معنويات المقاتلين وتكبيدهم مشقة كبيرة للوصول الى المعسكر الذي يبعد مئات الكيلومترات بينما كان المعسكر السابق يبعد 25 كم فقط عن الموصل".

وتقول اللجنة الامنية في مجلس محافظة نينوى ان "1200 شرطي من المعسكر التحقوا بسبايكر وهناك 500 اخرين يكملون اجراءات النقل وبان وزارة الداخلية خيرت الراغبين بالذهاب والامر ليس اجباريا".

ويرجح السورجي ان "يتم افتتاح معسكر آخر في سبايكر لتدريب اعداد اخرى من المتطوعين الذين لايستطيعون الوصول الى المعسكر في نينوى بالاضافة الى وجود متدربين من الطائفة المسيحية والايزيدية والشبك".

ويتوقع ان يتم افتتاح معسكر الحشد في سبايكر عند اقتراب القوات الامنية من جنوب الموصل.اشتباكات في مخمور وبعشيقة

الى ذلك اشتبك متطوعون تخرجوا قبل اشهر من احد معسكرات الموصل مع مسلحي داعش في قضاء مخمور واستطاعوا تحرير قريتي (كرمردي وكديلة) التابعتين للقضاء. وينحدر المتطوعون، ممن شارك في العملية الاخيرة، من عشائر اللهيب والسبعاويين. وتقول اللجنة الامنية في نينوى ان تلك "العشائر منذ ان استلمت حماية مناطق مخمور لم يحدث اي خرق امني".

في غضون ذلك قال سعيد مموزيني، وهو المسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني في نينوى، ان "قوات البيشمركة مستعدة وتمتلك السلاح الكافي والمتطور للمشاركة في الهجوم على الموصل".

واكد مموزيني، في اتصال مع "المدى"، بان "القوات تتنظر امر رئيس الاقليم لمساندة القوات الاتحادية في تحرير الموصل"، مشيرا الى ان "البيشمركة تصد بشكل مستمر هجمات من داعش على مناطق بعيشقة".

وبين المسؤول الكردي ان مدفعية البيشمركة وضربات التحالف الدولي استطاعت قتل اكثر من 700مسلح من "داعش" خلال حزيران الماضي.