الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
السينما وبغداد عاصمة الثقافة العربية
الخميس 02-07-2015
 
المدى/ سامي عبد الحميد

شاهدت ندوة تلفزيونية في احدى الفضائيات حول الافلام السينمائية التي انتجت بمناسبة الاحتفال ببغداد عاصمة للثقافة العربية والتي اغدقت على انتاجها اموال طائلة زادت في كميتها عن اموال الانشطة الثقافية الاخرى لتلك المناسبة، وبوقتها اثار ذلك الاغداق الكثير من التساؤلات لاسيما وان السينما في العراق لا تكوّن ملمحاً ثقافياً بارزا كي تحتفي بها خصوصا وان الانتاج السينمائي منذ تأسيس (دائرة السينما والمسرح) ،احدى مؤسسات وزارة الثقافة ، قد انحصر بذلك القطاع العام وكان انتاجاً موجهاً في اغلبه خدمة للنظام الحاكم ودعاية له اكثـر من ان يكون عملاً ثقافياً فنياً يهم فئة كبيرة من ابناء الشعب والمعروف ان القطاع العام لا يستطيع لوحده ان يخلق سينما محلية لها ميزاتها الخاصة.السينما صناعة وفن وتجارة، وفي العراق لم تعد لدينا بنية تحتية لصناعة الافلام بعد ان تم تخريبها او سرقة عناصرها ، وفي العراق لم يعد لدينا فنانون سينمائيون لديهم الخبرة الواسعة بحيث يمكن الاعتماد عليها اللهم الا عدداً قليلاً من المخرجين وعدداً اقل من مدراء التصوير ، فمنهم من قضى نحبه ومنها من اصبح عاجزاً اما لكبر السن او لعدم الممارسة . وللعلم فان مصوري التلفزيون قد لا يصلحون للعمل السينمائي حيث ان تقنياته وآلياته وفنونه مختلفة. ومن حيث التجارة فرغم انتاج عدد كبير من افلام السينما من مختلف المضامين والاساليب والمستويات الفنية فان الجهات المسؤولة وخصوصا (دائرة السينما والمسرح) وفي جميع العهود لم تستطع ان تجد لافلامها سوقاً يساهم في الترويج للسينما العراقية ويساعد ماليا بدعم صناعة السينما.

وفي المجالات الثلاثة – الصناعة والفن والتجارة نحن لسنا مثل (مصر) التي اسست سينما مصرية لها روادها ولها معاصروها ولها ستوديوهاتها ولها فنانوها ولها فنيوها ولها سوقها الواسع في جميع البلاد العربية وربما بعض البلاد الاجنبية . ولذلك فمن حق وزارة الثقافة المصرية ان تفتخر بالسينما المصرية وان تحتفي بها وان تقيم لها مهرجانات سنوية. اما في العراق فلا شيء من كل ذلك فلماذا نخصص في سنة واحدة للانتاج السينمائي كل تلك الاموال الهائلة والتي منحت عشوائياً لعدد من الذين لا يمتلكون اية خبرة في الفن السينمائي ؟ ربما يقول البعض وما الضير في ذلك اليست النية حسنة في اعادة الحيوية الى النشاط السينمائي في العراق واعادة احياء صناعة الافلام واعادة تأسيس كوادر فنية جديدة؟ كل ذلك صحيح ، ولكن المهم اولاً التفكير بمستقبل صناعة السينما الجديدة وايجاد سوق لها بل الاهم من كل هذا ان نرجع عادة ارتياد دور السينما من قبل العائلة العراقية كما كان الحال سابقاً والتي كانت اشبه بالطقوس ، فأين هي تلك الابنية اللائقة لممارسة تلك الطقوس؟

كان الاجدر ان يتم تعمير عدد من دور السينما في بغداد وبالشكل اللائق والجذاب وكان الاجدر ان يتم استيراد عدد من الافلام العالمية البارزة لعرضها في الدور الجديدة. بل كان الاجدر ان نعمر ،وبمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربية، مسارحنا المهدمة مسرح بغداد ومسرح الرشيد واقترح هنا ان نسميه (المسرح الوطني) بعد تعميده وان نسمي (المسرح الوطني) تسمية جديدة (مسرح العاصمة). والان لا اردي ما هو العمل الذي يقوم به قسم المسرح بدائرة السينما والمسرح خصوصاً هذه الايام وليس هناك من افلام ، روائية كانت ام وثائقية ام اخبارية ،وستظل كذلك لسنوات . ولذلك اقترح ان يتم تأسيس شركة قطاع مختلط للانتاج السينمائي والتلفزيوني على غرار شركة بابل السابقة ويكون كادرها الوظيفي من كادر قسم السينما وحبذا لو كانت شركة بابل مازالت باقية وان رأسمالها من المساهمين مازال باقياً واعتقد ان تلك الشركة قد نجحت لحد ما في انتاج عدد من الافلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية سوّق قسم منها خارج البلاد. واعتقد ان مثل هذه الشركة ستجتذب مساهمين كثرا على ان تبقى وزارة الثقافة مشرفة على ادارتها فقط.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
شقيقة الباحثة الإسرائيلية المختطفة بالعراق "تهاجم" السوداني في واشنطن
انتصار نقابي تاريخي لموظفي فولكسفاغن في الولايات المتحدة، ونقطة تحول تزيد من رهانات الانتخابات في ألاباما
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
رصد طائرات استمطار.. هل تسبب تلقيح السحب بفيضانات الإمارات؟
الأمم المتحدة: 19 ألف طفل يتيم بغزة بعد مقتل 6 آلاف أم
واشنطن وبغداد.. مواصلة البحث بشأن إنهاء مهمة قوات التحالف
على الرغم من الدعوات الدولية إلى ضبط النفس، إسرائيل تواصل التهديد وإيران تحذّر
السوداني يلتقي بايدن في البيت الأبيض
تقرير أميركي: 5 صواريخ إيرانية أصابت قاعدة "نيفاتيم" الإسرائيلية
التحالف الدولي أسقط 30 صاروخاً ومسيرة إيرانية في الأجواء العراقية
بعد الهجوم الإيراني.. مساع أميركية لاحتواء الرد الإسرائيلي
بينها عربية.. دول أقرت بالتصدي للهجوم الإيراني ضد "إسرائيل"
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة