الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
بيت المدى يستذكر رائد الآثاريين العراقيين..هرمز رسام مكتشف مكتبة بانيبال وملحمة كلكامش
السبت 08-08-2015
 
بغداد/ المدى

استذكر بيت المدى للثقافة والفنون ضمن منهاجه الثقافي الاسبوعي أمس الجمعة واحداً من رواد الآثار والتنقيب كان له الفضل في اكتشاف آثار نينوى القديمة ومكتبة الملك آشور بانيبال. انه الآثاري الآشوري هرمز رسام المولود في مدينة الموصل سنة 1826 والذي يعد اشهر عالم آثار ودبلوماسي بريطاني عراقي قام بالعديد من الاكتشافات الهامة منها الألواح اللبنية التي ضمت ملحمة كلكامش  أقدم عمل أدبي في العالم. وبين مقدم الجلسة الباحث رفعت عبد الرزاق ان الآثاري هرمز رسام يعد اليوم من الشخصيات العالمية التي يحتفى بها في المناسبات العلمية والتاريخية في العالم، حتى ان جامعة اكسفورد التي درس فيها وكان لها تأثير حاسم على حياته احتفت قبل فترة بمنجزه وحياته الآثارية الواسعة.

لمحات من سيرته

وقال: هو من اسرة رسام الآشورية المشهورة في مدينة الموصل العريقة أبوه أنطون رسام أسقف كنيسة الشرق. وأمه تريسا إسحق حلبي من مدينة حلب. عمل منذ فتوته مع الكثير من الآثاريين الذين زاروا الموصل ونقبوا فيها. لافتاً الى انه عمل مع بعثتين متناقضتين في آن واحد، نهاراً مع المنقب الفرنسي بوتا وليلاً مع المنقب البريطاني السير هنري لايارد. لكنه اشتهر بالعمل مع الأخير الذي يعد نقطة مهمة في تاريخ التنقيب والحفر في العراق، فقد كان له الفضل في اكتشاف آثار عاصمة الآشوريين نمرود، ثم عمل دبلوماسياً في العديد من الدول، في حين بقي رسام في الموصل واستمر في عمليات التنقيب وكانت مكافأته من الحكومة البريطانية بتوصية من المتحف البريطاني منحه الجنسية البريطانية، وايضاً عمل دبلوماسياً في عدد من دول العالم. مبيناً انه كان له الفضل في اكتشاف قصر الملك بانيبال ومكتبته التي عمل على تأسيسها وجمع فيها الكثير من مخلفات الحضارات العراقية القديمة، حتى بلغ عدد الرقم الطينية التي وجدت فيها نحو 25 الف رقم طيني، منها نصوص من ملحمة كلكامش. وكان ذلك فتحاً كبيراً في تاريخ التنقيب الآثاري ببلدان الشرق. مشيراً الى ان الآثار التي نقلت الى بريطانيا وفرنسا تمت صيانتها وترقيمها وتقديمها بشكل رائع وفي ابهى صورة وقد كتب عنها الشيء الكثير.

الشرق مركز الحضارات القديمة

وفي حديثه اشار الباحث معن حمدان علي الى ان منطقة الشرق الأوسط تعد مركز الحضارات القديمة التي منها انبثق التاريخ الانساني بشكل عام، لذا فهي مهمة جداً للغربيين اللذين قصدوها للبحث عن الخطط الجغرافية للتوراة وتأكيداً للأخبار والقصص التي وردت فيها. وقال: تطورت المسألة بتطور علم الآثار حتى صارت بعثات تدعمها دول لاكتشاف آثار الشرق الأوسط، لذا تعرضت هذه القضية لمنافسة شديدة هي انعكاس للسياسة الغربية. مبيناً ان كتب التاريخ ذكرت التنافس الذي حصل في العراق بين البعثات البريطانية والفرنسية والألمانية. ومن الشخصيات التي استطاعت تقديم خدمات كبيرة للبعثات الآثارية هو هرمز رسام الذي لعب دوراً كبيراً في حصول متاحف هذه الدول على الآثار الآشورية العراقية وغيرها من خلال اكتشافات مثل مكتبة بانيبال التي القت اضواء كاشفة على مجمل الاحداث والأخبار.

أول عربي في اكسفورد

ولفت حمدان الى ان رسام نجح في مساعدة الآثاريين وبواسطتهم استطاع الوصول الى بريطانيا والدراسة في جامعة اكسفورد وهو أول شرقي عربي يستطيع الدراسة في هذه الجامعة والحصول على شهادة منها، وبعد ذلك صار من افضل الدبلوماسيين الذين مثلوا السياسة البريطانية في العالم. وبرغم الانتقادات الكبيرة التي وجهت اليه الا ان الحقيقة تكمن في كونه مثقفاً يعيش في العراق وهو آنذاك ولاية عثمانية متخلفة، وقد شعر ان البريطانيين قد وفروا له حياة كريمة وشهادة جامعية لذا صار انجليزياً اكثر من الانجليز انفسهم. لافتاً الى البريطانيين ارادوا اقصاءه لغرورهم بامبراطوريتهم التي لا تغيب عنها الشمس، الا ان الذين يعرفون مكانته دافعوا عنه باعتباره صاحب فضل كبير للحضارة الغربية من خلال المتاحف التي امتلأت بآثار العراق. وختم كلامه بالقول ان بقاء آثار العراق في تلك المتاحف افضل بكثير من ان تدمرها معاول الوحوش

خبرة لايارد واسبقيات رسام

فيما بين الباحث والمترجم عبد الهادي فنجان ان رسام بدأ مسيرته التنقيبية كأي عامل من بين العمال الذين كانوا يعملون في هذا المجال للتنقيب عن الآثار الآشورية في مدينة الموصل، لكنه من خلال تعاونه مع الآثاري البريطاني السير هنري لايارد استطاع ان يستفيد من خبرته، كما استطاع لايارد ان يستفيد من اسبقيات رسام بان دله على الكثير مما كان مؤشراً في الخرائط الانجليزية، واستطاعا معاً التنقيب والحصول على الكثير من أهم الآثار في آشور وخاصة بوابة الثور المجنح. وقال: بعد ذلك واصل هرمز رسام تنقيباته في مدن كالح والنمرود وغيرها، اضافة الى مدينة كانت تسمى بريس نمرود في بابل دلته عليها معلوماته في التنقيب والتي اسسها الآشوريون وكان يظن انها جزء من بابل، واستمر حتى وصل الى قصر الملك الذي يعد من اعظم الصروح اضافة الى قصور أخرى استطاع اكتشافها. كما ان هناك مدينة تدعى اسبارا في تل ابو حبة، وايضاً استطاع التنقيب فيها واكتشاف الكثير من دلائلها ومؤشراتها. موضحاً انه بحسب المؤشرات الأوروبية والانجليزية يعد أول من اكتشف هذه المدينة للمنقبين. وكان يرسل ما يكتشفه الى المتحف البريطاني بحسب الاتفاق المبرم بينهم.

اسباب عدم شهرته

وأوضح فنجان ان من أهم اسباب عدم شهرت رسام كآثاري ومنقب هي لم يكن اكاديمياً وانما كان منقباً بالفطرة، وقد اكتسب خبرته بالتجربة فضلاً عن ذلك انه لم يؤسس للعراق متحفاً او صرحاً او حتى زاوية تحفظ بعض هذه الآثار المهمة، وانما كان يرسل كل ما يجمعه الى المتحف البريطاني، وفي حصيلة أولى انه ارسل مئة واربعة وثلاثون الف قطعة بين أثر ورقيم طيني الى ذلك المتحف، والسبب الآخر انه لم يكتب شيئاً عن ما اكتشفه كما فعل لايارد في كتابه (نينوى وبقاياها) برغم قراءاته الواسعة وايجادته لعدة لغات منها التركية والعربية والانجليزية والفرنسية. مبيناً انه كان يجيد الانجليزية لدرجة استطاع من خلالها التفاهم بشكل مباشر مع المنقبين الانجليز وكان يراسل صحفهم ومجلاتهم

عراقي طواه النسيان

وفي مداخلته اشاد الباحث رزاق الملا بدور مؤسسة المدى لاستذكارها شخصية مهمة طواها النسيان ولم يذكرها التاريخ، في حين يعد رسام عراقياً اصيلاً ولد في الموصل، ودخل عالم تنقيب الآثار بالصدفة عن طريق اخية الرسام كريستيان الذي كان يعمل في الممثلية البريطانية، ومن خلاله تعرف على المنقب لايارد وانطلق للعمل معه.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
الاحتباس الحراري وتأثيره على سرعة دوران الارض
الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل
سفن حربية روسية تدخل على خط البحر الأحمر
المندلاوي يدعو الشركات الصينية لاستثمارات طويل الأجل وتعاون مستدام في العراق
أزمة تعليمية حادة تهدد أطفال العراق بـ"مستقبل قاتم"
جاء بطائرة ليتسلم البراءة ويسافر.. تفاصيل الغاء حكم الإعدام بحق ضابط متهم بقتل الهاشمي
منتخب العراق يواصل مشواره في تصفيات المونديال بنجاح
البطريركية الكلدانية في العراق تلغي الاحتفال بعيد القيامة احتجاجا على "إبعاد ساكو"
طلب رسمي لحجب "تيك توك" في العراق.. وأرقام جديدة للمواقع الإباحية
مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
الاتحاد الديمقراطي العراقي يشارك في احتفالات نوروز
"المحيبس" يضيع في قبضة النساء.. السيدات يقتحمن اللعبة الرمضانية الأكثر شعبية في العراق
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة