الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
عراقي يضرب عن الطعام حتى إقالة رئيس مجلس القضاء
السبت 19-09-2015
 
عبدالجبار العتابي

  أعلن ناشط مدني عراقي إضرابًا مفتوحًا عن الطعام حتى إقالة إو استقالة رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود، ودخل إضرابه يومه الحادي عشر من دون أن يهتم لأمره أحد من المسؤولين العراقيين.

عبد الجبار العتابي من بغداد: مع تواصل التظاهرات العراقية ضد الفساد في مدن الوسط والجنوب، يدخل إضراب الناشط المدني العراقي علي المدني عن الطعام يومه الحادي عشر، مطالبًا بإقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود، لأنه يرى أن الاصلاحات لن تتحقق من دون إصلاح السلطة القضائية التي طالب بها المتظاهرون ولم تتم الاستجابة لهم.

قال أصدقاء المدني لـ"إيلاف" إنه اضرب عن الطعام بعد أن وجد أن هناك تسويفًا وعدم اكتراث بمطالب الجماهير، مشيرين إلى أنه يؤمن بالطرق السلمية للاحتجاج، وهو يريد لفت انتباه المواطنين إلى أن مطالبهم ممكنة التحقيق الا أن المسؤولين يعرقلون الاصلاحات ويقفون ضد مصالح الناس. وآثار الاضراب بدت واضحة على جسد الناشط الذي يرفض إنهاء إضرابه على الرغم من زيارة طبيب، ونصحه بالتوقف عن الاضراب من اجل صحته. لكنه يرفض انهاء اضرابه الا بتحقيق مطالبه. ودعا ناشطون عراقيون عبر "ايلاف" المنظمات الدولية المختصة بحقوق الانسان الانتباه إلى حالة الشاب المسالم الذي قد يدفع حياته ثمنًا لتسويف الحكومة، وعدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين.

أجوع بارادتي

على الرغم من التعب البادي عليه وفقدان الوزن الواضح، فإن المدني كان حاضرًا وسط جموع المتظاهرين الجمعة 18 ايلول (سبتمبر)، لكنه ما كان يقوى على الوقوف فحمله احد اصدقائه بين ذراعيه، وبدا كأنه في غيبوبة، ولم تنفع محاولات البعض في ثنيه وكسر ايام اضرابه عن الطعام.

"ايلاف" التقت المدني فأكد لها انه يشعر بالالام لكنه يتحملها من اجل القضية التي هو جزء منها، كما أن العراق يستحق التضحية. قال: "لدي رسالة إلى الشعب العراقي وفيها ثلاثة محاور، رسالة للجماهير الا تتراخى ولا تهاجر فاملنا بهم وبالجيش، املنا بالشباب المتظاهرين كي تتحقق الاصلاحات المرجوة، حتى يصبح لدينا عراق ينفع للعيش فيه، ينفع للحياة ويقدر الانسان، فإن انت تذهب وغيرك يذهب فسوف يبقى العراق لهؤلاء الطارئين، ونحن هنا منذ سبعة آلاف سنة على الارض ولن نخرج منها".

واضاف: "اخترت الجوع بارادتي. البلد يمضي نحو سياسة جوع قسرية لكنني اخترت أن أجوع بارادتي وانا مستمر بالاضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبنا كافة، وعلى راسها اصلاح القضاء، بالاضافة إلى انشاء هيئة ادعاء مستقلة واقالة حكمت المحمود ونائبيه ومجلس القضاء الاعلى كله، واحالة كل الفاسدين والخانعين للقضاء العادل وممكن أن يحول إلى المحكمة الدولية لانهم تلاعبوا بضمائرنا".

وتابع: "العراق يستحق أن اضحي بحياتي من اجله. انا جزء من قضية كبيرة جدًا، وانا اصغر جزء فيها، فهناك الالاف يذهبون ضحايا من اجل العراق، وانا اعتبر نفسي بينهم لا شيء".

قناعة سلمية

زار الناشط المدني جاسم الحلفي زميله المضرب عن الطعام واطلع على وضعه الصحي، وقال لـ"إيلاف": "المدني وجد أن اجراءات الاصلاحات تتعرض للتسويف فاعلن الاعتراض بطريقته السلمية، وقد زرته في اليوم الخامس من اضرابه ووجدته في حالة يرثى لها وهو مصمم على الاستمرار في اضرابه حتى تحقيق مطلبه باقالة او استقالة مدحت المحمود".

وأشار إلى عدم التفات احد من المسؤولين الحكوميين ولا لجنة حقوق الانسان في البرلمان ولا مفوضية حقوق الانسان اليه، حتى الاعلام لم يلتفت اليه، "لا إعلام الدولة ولا الاعلام غير الرسمي".

وأضاف: "لدى هذا الشاب قناعة بأن الاجراءات الاصلاحية لم ترتق إلى الحدود الدنيا من مطالب المتظاهرين، ويعتقد أن هناك تسويفًا ولا مبالاة ورهان على تراجع التظاهرات وفشلها على الرغم من أن المواطنين خرجوا من أجل مطالب عادلة، وهو يعتقد بأن الاضراب عن الطعام شكل من اشكال الاحتجاج مثلما حصل في محافظة بابل وكذلك في الناصرية وما يفعله تحفيز من اجل التواصل، وأنه مؤمن بأن شباب العراق لن يستكينوا، وأن حبهم للعراق اقوى، ولدى الشباب طاقات راغبة بالتغيير لتكن لدينا دولة وطنية فيها عدالة اجتماعية".

متضامنون

أعرب متظاهرون عراقيون وناشطون مدنيون عن تضامنهم مع المدني في إضرابه عن الطعام، على الرغم من علمهم بأن الحكومة لن تلتفت اليه حتى لو مات جوعًا، لأن المسؤولين لا يهمهم سوى مصالحهم الذاتية. اسامة مجيد، طالب جامعي وناشط مدني، قال لـ"إيلاف" إنه يشعر بالحزن لحالة علي المدني، "فلاول مرة اسمع عن مواطن عراقي يضرب عن الطعام من اجل تنفيذ حقوق المواطنين، لكنني لا اظن الحكومة ستفعل شيئًا، بل ستتركه يموت والاعلام المسيس سيتجاهله تمامًا".

اضاف أنه يتضامن معه في هذا الشكل من اشكال الاحتجاج، "وعلينا كناشطين مدنيين أن نقف إلى جانبه، من أجل تحريك الشارع العراقي، وان نشجع وسائل الاعلام على تسليط الاضواء عليه وإثارة قضيته، فليس من الصحيح أن نتركه يموت".

اما السيدة اقبال عبد الحسن، موظفة، فتعتقد أن هذا الشاب يشعر باليأس من الحياة بعد أن مرت التظاهرات من دون أن تحرك ساكنًا لدى المسؤولين الذين بدأوا تسويف القضية "والضحك على ذقون المواطنين، واعتقد أن هذا الشاب يحب وطنه كثيرًا بحيث انه لم يفكر بالهجرة التي ركض اليها الكثيرون، لذلك اراد أن يموت في العراق ولا يموت في البحر، هذا رأيي المتواضع".

أضافت: "في العراق كثير يعيش تحت خط الفقر، وربما يموت من الجوع ولا احد يهتم، فكيف يمكن أن يهتم اللصوص والفاسدون بحياة مواطن اضرب عن الطعام".

لسنا في اسرائيل

أكد الناشط المدني حسنين علي انه يشعر باليأس من الاستجابة لمطلب علي المدني. وقال لـ"إيلاف" إن الاضراب عن الطعام هو حل الانسان الضعيف لكي يحرك مشاعر الطرف الاخر وضميره فيحقق مطالبه، "لكن هكذا طريقة احتجاج لا تنفع في العراق لسببين، الاول هو أن الشعب العراقي يجب أن لا يظهر بمظهر العاجز فالحقوق تؤخذ ولا تستجدى، وثانيًا سياسيونا ليسوا مثل الاسرائيليين مثلًا، يستجيبون لمطالب المضرب عن الطعام، لأن سياسيينا أصلا لا يمتلكون لا ذمة ولا ضمير، ولا تتحرك فيهم شعرة لو فني الشعب العراقي باكمله".

أضاف أنه يتعاطف مع علي المدني، "لكن نقول له ليس هكذا تؤخذ الحقوق خصوصًا في بلدنا، فعلى الاقل لا تخسر حياتك من دون فائدة".

يذكر أن محافظات وسط وجنوب العراق تشهد تظاهرات أسبوعية متواصلة من شهرين، تطالب بمكافحة الفساد وتحسين الخدمات. وأعلنت الحكومة عن حزم إصلاحية يرى المتظاهرون أنها تسويفية ولم تلب مطالبهم.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
قتال عنيف في رفح بعد دخول أول شحنة مساعدات عبر الميناء العائم
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة