أكد مجلس محافظة بغداد، يوم أمس الاربعاء، ان عصابات منظمة وراء السرقات التي حصلت خلال اليومين الماضيين لرواتب الموظفين، وفيما طالب الحكومة بتوفير الحماية اللازمة ووضع آليات صحيحة لتوزيع الرواتب، كشفت وزارة التربية ان عصابات ترتدي ملابس سوداء قامت بارتكاب الجريمتين خلال ساعة واحدة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة التربية، هديل العامري، في حديث لـ "المدى"، ان "حادثتي سرقة رواتب موظفي قسم الشؤون الفنية ورواتب مدرسة ذات الصواري شرقي بغداد حدثت بيوم واحد"، مبينة ان "احد الحوادث حصل في الساعة 11 صباحا والثاني وقع عند الساعة 2 ظهرا".وأضافت العامري ان "حادثة الرصافة الثانية تمت بعد استلام الرواتب من مصرف شارع فلسطين الذي يقع مجاور ساحة نادي الاخاء التركماني، وبعد استلام الرواتب من قبل اللجنة المختصة وتوجههم بسيارتهم الخاصة، تمت الحادثة بجانب وزارة النفط على طريق القناة، اما مدرسة ذات الصواري فلم تصلنا اي معلومات عن ملابسات الحادث". واشارت الى انه "تم فتح تحقيق بشأن هذه السرقات من قبل عمليات بغداد وتحقيق في داخل المديرية وسنعلن عن النتائج حالما تصلنا"، مشيرة الى ان "افراد العصابات التي قامت بالسرقة كانوا يرتدون ملابس سوداء، وليس مثل ما تداوله الاعلام بانهم يرتدون ملابس أو زيا عسكريا". ولفتت الى انه "لا يمكن التشكيك بامانة الاشخاص المعنيين باستلام الرواتب، والتحقيقات لازالت مستمرة، لذلك فإن كل الاحتمالات والتوقعات واردة". من جانبه، اعتبر عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد، فاضل الشويلي، في تصريح لـ "المدى"، ان حوادث سرقة الرواتب "سابقة خطيرة، وتصنف ضمن الجرائم المنظمة التي تحدث يوميا تقريبا"، عازيا سبب السرقات الى "عدم توفير قوة حماية المنشآت في ايصال الرواتب، بالاضافة الى عدم وجود آلية منظمة لايصال الرواتب بصورة سلسلة وامينة للموظفين".واشار الشويلي الى ان "الحوادث تتم بسبب تورط موظفين يقومون بايصال معلومات عن السيارات التي تقوم بنقل الرواتب وعدد الحمايات معها وغيرها من التفاصيل ومن جانب اخر ضعف القوات الامنية المسؤولة عن تأمين رواتب الموظفين من المصرف الى المؤسسة". وتابع ان "اغلب الجرائم تتركز بمناطق شرقي القناة لانها مناطق ذات كثافة سكانية عالية ومنطقة محصورة يسكنها اكثر من 50% من سكان بغداد ويصل عدد سكانها مايقارب 8 ملايين ومئة الف نسمة، واغلبها مناطق شعبية لاتوجد فيها قوات امنية، ويحدث بين الحين والاخر اعتداء على مؤسسات الحكومة"، موضحا ان "البطالة وعصابات الجريمة المنظمة وعدم وجود فرص استثمارية لاحتواء الشباب اسباب تؤدي الى انتشار الجريمة".وزاد بالقول "طالبنا في اكثر من مرة قيادة شرطة بغداد بتعزيز القوات في مناطق شرقي القناة لوجود مشاكل كثيرة كما نتصل بالكثير من مراكز الشرطة والنجدة والاستخبارات، الا ان هذه الدوائر ليست لديها ادوات العمل وطالبنا لاكثر من مرة بفتح مركز شرطة للسيطرة على الاحداث والاعتداءات في هذه المناطق".وشهدت العاصمة بغداد خلال اليومين الماضيين حوادث لسرقة رواتب الموظفين من قبل عصابات مسلحة التي كانت قد سرقت الاثنين الماضي رواتب موظفي تربية الرصافة الثانية لدى مرورهم في منطقة البلديات شرقي بغداد، كما قامت مجموعة مسلحة اخرى بسرقة رواتب مدرسة ذات الصواري في منطقة شارع فلسطين شرقي بغداد تحت تهديد السلاح، وقام مسلحون يستقلون عجلات دفع رباعي بسرقة 211 مليون دينار رواتب موظفي معمل الورق التابع لوزارة الصناعة والمعادن من الموظفين المكلفين بنقله وتسلمه لدى مرورهم قرب بوابة بغداد ضمن منطقة التاجي شمالي بغداد.