أعربت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، عن قلقها بشأن سلامة أطفال العراق نتيجة الأعمال "العدائية" في أنحاء البلاد، لاسيما تلك المتضررة من جراء الصراع مع (داعش)، وفي حين كشفت عن مقتل 189 طفلاً وإصابة 301 آخرين نتيجة ذلك منذ بداية سنة 2015 الحالية، حثت أطراف الصراع كافة على الالتزام بمبادئ "التمييز والتناسب" لحماية الأطفال والمدنيين من تأثيرات العنف.
جاء ذلك في بيان مشترك للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، وممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في العراق، بيتر هوكنز، تسلمت (المدى برس) نسخة منه.
وقال المسؤولان الأمميان، إن "الصراع المستمر في العراق يتسبب في إلحاق خسائر فادحة في أرواح المواطنين الأكثر ضعفاً وهم الأطفال"، مشيران إلى أن "أحد الحوادث التي وقعت في(الـ26 من تشرين الثاني 2015)، ذكر أن ثمانية أطفال لقوا حتفهم وأصيب ستة آخرون، خلال عملية عسكرية في قرية الحلابسة، قرب مدينة الفلوجة،(62 كم غرب العاصمة بغداد)، وكان أغلب الأطفال دون العاشرة من العمر، وكان ذلك ليلاً حيث يرجح أن يكون الناس في بيوتهم".
وأضاف كوبيش وهوكنز، أن "الأمم المتحدة تقوم بالتحقق من 15 حادثاً سجلت في تشرين الأول وتشرين الثاني الماضيين، لهجمات على مناطق مدنية في الفلوجة، شنت من قبل جميع أطراف الصراع"، مبينان أن "يونامي واليونيسيف ما تزالان تشعران بالقلق بشأن سلامة أطفال العراق الذين يعانون من تأثيرات الأعمال العدائية في جميع أنحاء البلاد، لاسيما أن العمليات المستمرة في الرمادي والموصل وتلعفر والمناطق الأخرى المتضررة من جراء الصراع في العراق، تزيد من خطورة الانتهاكات الخطيرة الإضافية لحقوق الأطفال".
وأوضح الممثلان الأمميان، أنه "منذ بداية سنة 2015 الحالية، تأكد مقتل ما مجموعه 189 طفلاً وإصابة 301 آخرين نتيجة للصراع في العراق"، لافتان إلى أن "مئات الأطفال في المناطق المتضررة من جراء الصراع، حرموا من الحصول على الخدمات الأساس كالصحة والتعليم بسبب الهجمات على المدارس والمستشفيات".
وذكر كوبيش وهوكنز، أن "الرمادي وحدها، شهدت على سبيل المثال، تدمير وإلحاق الضرر بـ45 مدرسة نتيجة للصراع منذ سنة 2014 المنصرمة"، مؤكدان أن "يونامي واليونيسيف تحثان جميع أطراف الصراع على الالتزام بمبادئ التمييز والتناسب في إطار العمليات العسكرية لحماية الأطفال والمدنيين الآخرين من تأثيرات العنف إلى أبعد مدى ممكن واحترام الطبيعة المدنية للمدارس والمنشآت الصحية".
يذكر أن (داعش) استولى على قرابة ثلث مساحة العراق منذ صيف سنة 2014 المنصرمة، وارتكب فيها "انتهاكات" عدتها جهات محلية وعالمية كثيرة "جرائم حرب وإبادة جماعية"، فضلاً عما سببه ذلك من نزوح قرابة ثلاثة ملايين و500 ألف شخص، وهجرة عدة ملايين أخرى.