كان يوم الاربعاء المصادف 6- كانون الثاني 2016 ، يوما سعيدا في حياتنا، حيث ولد حفيدنا الوسيم، في احدى مستشفيات سان دييغو، انها فرحة خالصة، ان يرى النور هذا الصغير، في ارض غربتنا المفروضة، ونحن لازلنا نرتبط بأقوى الروابط، مع بلادنا الحبيبة( بين النهرين) .
جذورنا هناك، ومراقد آبائنا واجدادنا، تضمها تلك التربة، التي جبل منها ابونا ابراهيم، ليكون بركة وبه تتبارك الأمم. عندما سُبي اليهود من ارض فلسطين الى بلاد الرافدين، قبل ميلاد المسيح له المجد بقرون، طلب منهم السكان الاصليون، ان يغنوا في وطنهم الجديد، فقالوا ما يلي" على أنهار بابل هناك جلسنا، فبكينا أيضا عندما تذكرنا صهيون، على الصفصاف في وسطها علقنا كنّاراتنا، هناك طلب منّا الذين سبونا ان ننشد لهم، والذين عذبونا ان نفرحهم. قالوا: انشدوا لنا من اناشيد صهيون، كيف ننشد نشيد الرب في أرض غريبة؟ إن نسيتك يا أورشليم فلتنسي يميني. ليلتصق لساني بحنكي، إن كنت لا أذكرك، إن كنت لا اعلّي أورشليم على ذروة فرحي" ( مزمور 137 الكتاب المقدس) ، هكذا حالنا بتقديري في بلادنا الجديدة، وكلّي أمل وثقة، بان التاريخ لا ينحرف الى النهاية، فيتلاشى سكان بلاد النهرين دجلة والفرات الاصليين، وسيعلم الذين ظلمونا أي ذنب ارتكبوه، وكيف سيندمون، بل يعضّون اصابعهم ندماً، فعندما يبحثون عنّا لن يجدونا بسهولة، ومع ذلك سنعود، ونثبت يوماً في تلك الأرض، ونقيم صرح حضارة اخرى تهز الامم وتبهر الشعوب.
مبروك لابنتي لينا وابن عمي رأفت مولودهما، الذي فتح عامنا الجديد، وبه نسينا احزاننا، وفرحنا معه، وهو يحمل ابتسامة وبشرى الى المجد الى الحرية، ونحو سمو بني البشر، الى مصاف الملائكة في آخر المطاف، آت الزمن الذي تزول فيه المفاسد، والمظالم، والشرور، لتحل محلها العدالة، والقيم، والسلام.
عندما ولد لاندن، كان الوقت اواسط نهار الاربعاء، المصادف عيد الفصح المجيد، وعيد الجيش العراقي( تأسس عام 1921) ، كانت السماء تفتح لغيثها الهاطل ألف باب، فالمطر علامة خير، يسقي الارض لتعطي قوتاً، فواكهاً، وروداً، مراتعاً، ومنابعاً جديدة، لإسعاد البشر القاطن فوقها. يذكرني هذا الجو الذي تلبدت به السماء بالغيوم، فوق سان دييغو ب" انشودة المطر" للشاعر الراحل بدر شاكر السياب، ولاختار مقطعاً جميلاً منها:
" في كل قطرة من المطر، حمراء او صفراء من أجنّة الزهر، و كل دمعة من الجياع و العراة، و كل قطرة تراق من دم العبيد، فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد، أو حلمة توردت على فم الوليد، في عالم الغد الفتي، واهب الحياة ! مطر... مطر... مطر... سيعشب العراق بالمطر" .
nabeeldamman@hotmail.com
Jan. 10, 2016
USA