الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
العبايجي تقترح خارطة طريق لمعالجة مشكلة سد الموصل "جذرياً" والبرلمان يقرها
الإثنين 08-02-2016
 
المدى برس/ بغداد

أكدت نائبة رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، شروق العبايجي، اليوم الاثنين، أن البرلمان أقر تقريرها الموسع عن سد الموصل، وفي حين بينت أنه تضمن "خارطة طريق" لمعالجة المشكلة جذرياً أبرزها تشكيل فريق وطني من المختصين والخبراء والاستعانة بالخبرات الأجنبية المتوافرة، والعلماء العراقيين العاملين بمؤسسات عالمية رصينة، لإيجاد "أفضل الحلول الدائمة" له، دعت الى ان تكون القضية من "أولويات اهتمام" الحكومة.

وقالت النائبة شروق العبايجي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مجلس النواب، صوت اليوم، على التقرير الذي أعددته بشأن واقع سد الموصل، بعد أن تبنته لجنة الزراعة والمياه والأهوار"، مشيرة إلى أن "التقرير هو الثاني الضخم، الذي يمس قضية وطنية كبرى أسهم في إعداده بنحو رئيس لإيصال الحقائق إلى العلن، بعد تقرير النازحين الذي شخص الفساد في الأموال التي صرفت باسم النازحين ولم تصلهم".

وأعربت العبايجي، عن أملها بأن "تؤخذ الاستنتاجات والتوصيات التي تضمنها التقرير، بنظر الاعتبار هذه المرة"، مبينة أن "التقرير تضمن حزمة استنتاجات وتوصيات، إثر النقاشات المستفيضة مع المستشار ورئيس الهيئة العامة للسدود في وزارة الموارد المائية، المهندس مهدي رشيد، ركزت على أن معظم المخاطر التي نبه لها فريق الفيلق الهندسي الأميركي، معلومة لدى خبراء وزارة الموارد المائية بنحو واضح، وأنهم يبذلون جهوداً استثنائية لمعالجتها بحسب الإمكانيات المتوافرة".

وأضافت النائبة عن التحالف المدني الديمقراطي، أن "معظم المشاكل ذات الطابع التشغيلي وهي، تشغيل الآليات الضخمة المخصصة لأعمال التحشية المستمرة، تأمين سلامة وعمل الأجهزة والبوابات ونفق التحشية ومتحسسات الضغط والكاميرات، ومراقبة التخسفات والمحطة الكهرومائية، بحاجة لعدد كبير من العاملين الفنيين المتخصصين، في حين أن أعدادهم في الموقع، في تناقص بسبب الظروف الصعبة هناك، وعدم تسلمهم المخصصات المالية في وقتها، حيث طلبت الهيئة العامة للسدود مبلغ 750 مليون دينار، لتسديد مستحقاتهم المالية، من دون أن تطلق لحد الآن".

وثمنت العبايجي، عاليا "جهود ملاكات وزارة الموارد المائية المشرفة على أعمال سد الموصل، خصوصا العاملين في الموقع الذين يقومون بجهود استثنائية لإدامة التشغيل والمراقبة والصيانة"، موصية بضرورة "الإسراع بصرف مخصصاتهم المالية بالإضافة إلى تخصيص محفزات تتناسب مع ما يقومون به، فضلاً عن استقطاب الخبرات الفنية الكفؤة بأسرع وقت".

وأوصت نائبة رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، أيضاً بـ"الإسراع باتخاذ الإجراءات المطلوبة كافة لتحديث منهجية أعمال التحشية، ذات الصلة بالآليات، تحديث نسب خلط المواد الاسمنتية، تدريب الفنيين وغيرها، التي ما تزال تجري على وفق توصيات الاستشاريين السويسريين الذين قاموا بتقويم السد في العقود الماضية، لافتة إلى أن "لدى خبراء وزارة الموارد المائية الرأي نفسه، إذ أكد رشيد، أنهم قدموا طلباً في وقت سابق بضرورة الاستعانة بشركة استشارية لهذا الغرض، لكن الأمر لم يستجاب له إلا مؤخرا".

وأكدت العبايجي، على ضرورة "الإسراع بتوقيع العقد مع الشركة الايطالية التي تقدمت بقبول دعوة مجلس الوزراء لتولي تحديث الأعمال والصيانة والتدريب فضلاً عن التجهيز بالمعدات الحديثة".

وفي محور آخر يتعلق بالعقد مع شركة تريفي الايطالية، ذكرت النائبة عن التحالف المدني الديمقراطي، أن "مجلس الوزراء أصدر قراره المرقم 367 لسنة 2015 بتخويل رئيس مجلس الوزراء، توجيه دعوة مباشرة إلى الشركات العالمية، باور الالمانية، وتريفي الايطالية، ووسوليتاج الفرنسية، استثناء من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم 2 لسنة 2014، والاشتراك بالمناقصة الخاصة بأعمال التحشية وصيانة البوابات السفلية، بعقد واحد يكون تمويله من مشروع القرض المقدم لدعم الموازنة، من البنك الدولي، لسنة 2015، وكذلك التعاقد مع شركة استشارية متخصصة للإشراف العام على المشروع والموافقة على قيام فيلق المهندسين الأميركي بتقويم كلفة صيانة البوابات السفلية".

وأوضحت نائبة رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، أن "شركة تريفي الايطالية، هي الوحيدة المتقدمة بعرض لمجلس الوزراء، كما تبين في (الـ22 من تشرين الأول 2015 المنصرم)، حيث قامت لجنة مشكلة بالأمر الديواني 447 لسنة 2015 لتحليل عرض الشركة الايطالية وتقديمه إلى وزارة الموارد المائية للبت فيه والقيام بتوقيعه وهو الأمر الذي لم يتم لحد الآن، بحسب وزارة الموارد المائية كونها لم تتسلم تفاصيل العقد"، مطالبة بـ"الإسراع بدراسة تفاصيل العقد المحال من قبل مجلس الوزراء إلى وزارة الموارد المائية، والتي عليها دراسة كافة التفاصيل الفنية ومعايير الجودة وجداول الكميات وغيرها، حيث أن العقد المحال من مجلس الوزراء يتضمن بيع معدات حديثة للحفر والتحشية وتدريب المهندسين العراقيين داخل وخارج الموقع بالإضافة إلى تأهيل المنافذ السفلية مع تواجد خبراء الشركة في موقع السد".

ومضت العبايجي، إن "زيارة موقع الشركة (Trevigroup) الايطالية، أظهرت أنها تمتلك خبرة دولية عريقة في مجال المعالجات التقنية للسدود في أماكن مختلفة من العالم، وأنها مكلفة أيضا من قبل فيلق المهندسين الأميركيين بمعالجة مشكلة مشابهة لسد الموصل في الولايات المتحدة الأميركية"، مستدركة، برغم ذلك "لا بد من تكليف شركة استشارية أخرى لتقويم الأعمال التي تقوم بها الشركة تنفيذا للعقد المبرم معها".

وأكدت النائبة، أن "المعطيات تدل على أن سنة 2016 الحالية، ستكون رطبة، مما يعني ارتفاع منسوب المياه خلال آذار ونيسان المقبلين، الأمر الذي سيزيد من الاجهاد على جسم سد الموصل"، داعية إلى "البحث عن حلول سريعة لتصريف مياه السد إلى خزانات مهيئة لحفظ الكميات المسربة لاستخدامها في الموسم الصيفي المقبل من دون الاضرار بها أو هدرها، مثل خزان الثرثار الذي يعاني هو الآخر من مشاكل فنية وبعض الخصائص الجيولوجية التي يمكن معالجتها من الآن، أو البحث عن مواقع أخرى مثل الرفاعي، أو أي حلول تقنية ممكنة".

ورأت العبايجي، أن "الآراء المقترحة بتخفيض المنسوب إلى أدنى حد له، وهي 300 م، تسهم بتخفيف الأضرار من الموجة الفيضانية في حالة الانهيار"، مستدركة "لكن ذلك لن يمنع الاضرار بالكامل وعليه لا بد من وضع خطة طوارئ متفق عليها بين الجهات المعنية كافة، وهي وزارتا الدفاع والموارد المائية والدفاع المدني، كما لا بد من البدء بعمليات التوعية بين المواطنين بالإجراءات التي عليهم اتباعها في التعاون مع الجهات الرسمية لتطبيقها بشكل صحيح".

وقالت نائبة رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، إن "أعمال تحشية سد الموصل وصيانة البوابات والإجراءات الفنية المحصورة، تبقى ضمن مراقبة التخسفات والتغييرات الموقعية، غير كافية لضمان سلامته من الانهيار الذي يحذر منه الخبراء باستمرار منذ مدة طويلة"، وتابعت أنه في "منتصف تسعينات القرن الماضي، قام خبراء فرنسيون بعملية تقويم لسد الموصل وحذروا أيضاً من إمكانية انهياره التي ستشكل كارثة كبرى تغير واقع العراق تماما، مما أدى إلى اتخاذ قرار بناء سد بادوش كسد صد للموجة الفيضانية التي ستحصل عند الانهيار المحتمل، وفعلا تم انجاز 30-40 بالمئة منه لكن الأعمال توقفت بسبب ظروف العراق المعروفة آنذاك".

وذكرت الناشطة والنائبة، أن من "ضمن الحلول المقترحة إنشاء جدار كونكريتي عازل لتسرب المياه إلى الطبقات الجبسية القابلة للذوبان في المياه تحت جسم السد، مما يعني أن يكون الجدار على عمق اكثر من 220 م على امتداد طول السد البالغ ثلاثة كم و400 م، وهو عمل غير مسبوق في أي مكان آخر في العالم، فضلاً عن عدم وجود أية ضمانة يمكن أن تقدمها أية شركة قدمت على المشروع، وهما باور الالمانية وتريفي الايطالية، بعدم انهيار السد اثناء بناء الجدار القاطع بسبب وضعه القلق"، موصية بـ"استبعاد خيار بناء مثل ذلك الجدار القاطع الآن خصوصا أن كلفته عالية جدا، إذ تقدر بين مليارين إلى ثلاثة مليارات دولار، يمكن استخدامها في حلول أخرى أكثر امانا وفاعلية، أو الانتظار لحين إكمال أعمال الترميم والصيانة كافة والتأكد من هبوط عامل الخطورة إلى معدلاته الطبيعية، ثم دراسة الأمر في حينه من قبل جهة استشارية متخصصة".

وفي توصيتها "الأهم" دعت النائبة عن التحالف المدني الديمقراطي، إلى "الإسراع بتشكيل فريق وطني من المختصين والخبراء من مختلف الاختصاصات المطلوبة، مع الاستعانة بالخبرات الأجنبية المتوافرة، من خلال منظمات الأمم المتحدة وهيئة السدود الكبرى"، لافتة إلى "وجود مجموعة من العلماء العراقيين المتخصصين ويعملون في مؤسسات عالمية معترف بها دوليا، مستعدين للتطوع في تقديم الاستشارة والعمل على ايجاد أفضل الحلول لمشكلة سد الموصل بشكل دائم"، مقترحة أن "يكون الفريق المقترح برئاسة من يمثل رئيس مجلس الوزراء بنحو مباشر، كأن يكون رئيس هيئة المستشارين، أو من في موقعه في اتخاذ القرار المناسب بنحو علمي ومهني وموضوعي".

وأوصت نائبة رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار، شروق العبايجي، كذلك بأن "تكون قضية سد الموصل من أولويات اهتمام الحكومة الآن كونها تمس الأمن الوطني بنحو مباشر"، مفضلة أن "تتم مخاطبة الأمم المتحدة من قبل رئيس مجلس الوزراء، لتقديم المساعدة والمشورة المطلوبة من خلال خبراتها ومؤسساتها المعنية، لمساعدة الفريق الوطني على انجاز مهامه الموكلة له بأفضل الوسائل والخبرات".

يذكر أن مجلس النواب العراقي، ناقش خلال جلسته السابعة من الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعية الثانية، التي عقدت اليوم الاثنين، قانوني حظر حزب البعث والتخلي عن الجنسية المكتسبة، فضلاً عن أوضاع سد الموصل، بحضور وزير الموارد المائية.

وكان خبراء عراقيون دعوا، في (الـ31 من كانون الثاني 2016)، إلى تخفيض مناسيب المياه في سد الموصل بـ"نحو مطمئن"، مستبعدين انهياره خلال ساعات كما يحاول البعض الترويج لذلك.

وكانت صحيفة النيويورك تايمز The New York Times الأميركية، كشفت في (الـ11 من كانون الثاني 2016)، عن إمكانية موت أو تشريد أكثر من مليون و500 ألف عراقي يعيشون على ضفاف دجلة بما فيها العاصمة بغداد، إذا ما انهار سد الموصل، وفي حين كشفت عن قلق الإدارة الأميركية من ذلك ودعوتها البنك الدولي تخصيص 200 مليون دولار من قرضه للعراق، لأعمال صيانة السد، نقلت عن مسؤولين عراقيين تأكيدهم وجود خطة طوارئ لمواجهة تلك "الكارثة".

لكن وزارة الموارد المائية جددت، في (الـ20 من كانون الأول 2015 المنصرم)، نفيها وجود مخاطر في سد الموصل، وأكدت أن السد يعمل بنحو طبيعي، وأن أعمال الصيانة مستمرة فيه.

يذكر أن سد الموصل، (سد صدام سابقاً)، هو سد يبعد (50 كم شمال مدينة الموصل)، في محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، على مجرى نهر دجلة، بني عام 1983 ويبلغ طوله ثلاثة كم و200 م، وارتفاعه 131 مترا، ويعتبر أكبر سد في العراق، ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
رصد طائرات استمطار.. هل تسبب تلقيح السحب بفيضانات الإمارات؟
الأمم المتحدة: 19 ألف طفل يتيم بغزة بعد مقتل 6 آلاف أم
واشنطن وبغداد.. مواصلة البحث بشأن إنهاء مهمة قوات التحالف
على الرغم من الدعوات الدولية إلى ضبط النفس، إسرائيل تواصل التهديد وإيران تحذّر
السوداني يلتقي بايدن في البيت الأبيض
تقرير أميركي: 5 صواريخ إيرانية أصابت قاعدة "نيفاتيم" الإسرائيلية
التحالف الدولي أسقط 30 صاروخاً ومسيرة إيرانية في الأجواء العراقية
بعد الهجوم الإيراني.. مساع أميركية لاحتواء الرد الإسرائيلي
بينها عربية.. دول أقرت بالتصدي للهجوم الإيراني ضد "إسرائيل"
معضلة المياه مستمرة والموارد تحضر مذكرة تفاهم مع تركيا لحلها
الحرس الثوري يعلن قصف "اهداف مهمة للجيش الإسرائيلي"
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة