الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
ترقب وصبر .. بصريون يتركون أعمالهم بانتظار "مهاجر" يجلب مالاً وفيراً
الأربعاء 24-02-2016
 
السومرية نيوز/ البصرة

مع حلول فصل الربيع من كل عام، يترك مزارعون وعمال بناء وحراس وباعة متجولون، وحتى سائقوا سيارات أجرة أعمالهم، ليستبدلوها بمهنة الصيد، وآخرون بقوارب تضم بين جدرانها الانسيابية شباكاً وأطعمة خفيفة يتجولون فيها أو يقفون على الجرف أملا بدخول "الصبور".

هو مشهد اعتيادي في قضاء الفاو أقصى جنوب العراق، (100 كم جنوبي مركز البصرة)، نسبة كبيرة من رجال المدينة يتركون ما بأيديهم من أعمال ليتفرغوا للصيد، وأعينهم ترنوا الى تعبئة شباكهم بأسمال "الصبور" التي تهاجر الى مياه الخليج العربي قادمة من الهند بأعداد هائلة، من أجل تحقيق ربح مالي يوازي ما يحصلون عليه في عام كامل.

مهنة موسمية مربحة .. لكن "خطرة"

الصياد يعقوب أحمد (45 عاماً)، يحمل شبكة بين يديه، ويقف منتصباً على قاربه تحت أشعة الشمس، يقول لـ"السومرية نيوز"، إن "الكثير من أبناء قضاء الفاو يعملون مزارعين وعمال بناء وحراس وباعة متجولين وسائقي سيارات أجرة، ولكن عندما يحل موسم صيد الصبور يتركون أعمالهم ويتفرغون للصيد لما يحقق لهم من عائد مالي جيد".

ويتذكر أحمد الذي يمتهن الصيد منذ عقود، عدة مواقف "صعبة"، موضحاً أن "العمل لا يخلو من التحديات والمخاطر، وأبرزها كثرة المضايقات وحالات المنع التي يتعرض لها الصيادون خلال إبحارهم من قبل دوريات عسكرية بحرية تابعة لدول الجوار".

ويوضح أحمد، أن "الصيادين مازالوا يعتقدون أن العراق يحتفظ بمساحة شاسعة من المياه الإقليمية، ولذلك يدخلون أحياناً بزوارقهم المياه الكويتية والإيرانية سعياً وراء أسماك الصبور، ويتم طردهم منها، وأحياناً يحتجزون مع زوارقهم"، مشدداً على أن "الحكومة العراقية ينبغي أن تدعم مهنة الصيد البحري وتوفر الدعم والحماية للصيادين".

توقعات بصيد غزير

جمعية صيد الأسماك بدورها، أكدت بدء استعدادات الصيادين في قضاء الفاو المطل على الخليج لارتياد البحر من أجل صيد أسماك "الصبور" التي يُتوقع وصول أعداد غفيرة منها الى المياه الإقليمية العراقية اعتباراً من الأسبوع المقبل، فيما دعت الشركة العامة للموانئ الصيادين الى عدم قطع الممرات الملاحية بشباك الصيد، وأكدت أن مثل هكذا "تجاوزات" تعرقل مرور البواخر التجارية.

ويقول مدير جمعية السندباد بدران عيسى في حديث لـ السومرية نيوز، إن "الصيادين في قضاء الفاو منشغلون منذ أيام بصيانة زوارقهم وتحضير شباكهم استعداداً لاستقبال موسم صيد أسماك الصبور المهاجرة"، مبيناً أن "عشرات زوارق الصيد الخشبية والمعدنية الكبيرة من المقرر أن تبحر باتجاه المياه الإقليمية العراقية".

ويلفت عيسى الى أن "الصيادين لا ينتظرون وصول أسماك الصبور الى شط العرب والمناطق القريبة من السواحل العراقية، وإنما يلاحقونها في مناطق بحرية حدودية"، مضيفاً أن "ذلك يعود الى ارتفاع أثمان الصبور في بداية الموسم، حيث يصل سعر الزوج الى أكثر من 30 ألف دينار، ثم ينخفض تدريجياً حتى يستقر عند حدود 10 آلاف دينار".

ويشير عيسى الى أن "أسماك الصبور عادة ما تصل الى المياه العراقية مع بداية شهر آذار من كل عام، ويستمر توافدها بضعة أسابيع، ثم تعود الى مواطنها، وأتوقع أن يكون الصيد وفيراً خلال الموسم الجديد بعد أن كان ضعيفاً خلال الموسم السابق"، مضيفاً أن "دخول الصبور الى المياه العراقية يمثل موسم نشاط استثنائي للصيادين، وهناك عشرات الصيادين الذين لا يمارسون مهنة الصيد إلا في موسم مجيء الصبور".

من جانبه، يقول مدير قسم الإعلام والعلاقات في الشركة العامة للموانئ أنمار الصافي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "المياه العراقية تشهد نشاطاً مكثفاً لسفن وزوارق الصيد خلال موسم صيد الصبور، وبعض الصيادين ينصبون شباكهم بشكل عرضي يؤدي الى قطع الممرات الملاحية التي تسلكها البواخر التجارية"، موضحاً أن "الشركة تهيب بالصيادين عدم إلقاء شباكهم في المسارات الملاحية لضمان عدم عرقلة مرور البواخر لأن ذلك يعرضهم للمساءلة القانونية".

يذكر أن سمك "الصبور" تضم خمسة أصناف تبدو متشابهة من حيث اللون والشكل، لكنها تختلف في مناطق تواجدها، والصبور الشائع في العراق، هو من النوع المهاجر حيث تصل أمهات هذا النوع من الأسماك مع بداية كل فصل صيف الى مياه الخليج العربي، ومنها المياه الإقليمية العراقية وصولاً الى شط العرب قادمة من شبه القارة الهندية، حيث تتكاثر في المنطقة خلال بضعة أسابيع، ومن ثم تعود مع صغارها الى موطنها الأصلي، ويعول معظم الصياديين العراقيين في كسب رزقهم على اصطياد تلك الأسماك بالدرجة الأولى.

ويحظى الصبور برواج كبير من قبل العراقيين وبعض دول الخليج، ويخضع أكله لتقاليد محلية متوارثة، منها انه يشوى ولا يطهى، وبعض البصريين يأكلونه فقط في يوم الجمعة دون سواه من أيام الأسبوع، بينما الكثير منهم يعتقدون أن تناول الصبور يسبب العطش والكسل والخمول، ولهذا يكون الشاي حاضراً بعد كل مائدة يحل فيها الصبور، ولأنه يحظى بإقبال واسع رغم كثرة عظامه وما تسببه من إزعاج خلال الأكل فقد ظهر قديماً المثل الذي ما يزل متداولاً محلياً "الصبور مأكول مذموم".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
الاحتباس الحراري وتأثيره على سرعة دوران الارض
الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل
سفن حربية روسية تدخل على خط البحر الأحمر
المندلاوي يدعو الشركات الصينية لاستثمارات طويل الأجل وتعاون مستدام في العراق
أزمة تعليمية حادة تهدد أطفال العراق بـ"مستقبل قاتم"
جاء بطائرة ليتسلم البراءة ويسافر.. تفاصيل الغاء حكم الإعدام بحق ضابط متهم بقتل الهاشمي
منتخب العراق يواصل مشواره في تصفيات المونديال بنجاح
البطريركية الكلدانية في العراق تلغي الاحتفال بعيد القيامة احتجاجا على "إبعاد ساكو"
طلب رسمي لحجب "تيك توك" في العراق.. وأرقام جديدة للمواقع الإباحية
مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
الاتحاد الديمقراطي العراقي يشارك في احتفالات نوروز
"المحيبس" يضيع في قبضة النساء.. السيدات يقتحمن اللعبة الرمضانية الأكثر شعبية في العراق
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة