عد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، اليوم الثلاثاء، أن رحيل الكاتب والصحفي جلال الماشطة، يشكل "خسارة" شخصية وطنية رهن حياته وثقافته لخدمة بلده وشعبه وكان من "أنشط" المثقفين المعارضين للدكتاتورية والساعين من أجل عراق "ديمقراطي حر"، مؤكداً أن الراحل يعتبر "مثالاً طيباً" للتلازم بين المسؤولية الوطنية والمهنية، وقام بجهود "متميزة" بعد عام 2003 لخلق إعلام "حر ومهني ومسؤول".
جاء ذلك في بيان أصدره رئيس الجمهورية، اليوم، نعى من خلاله الكاتب والصحفي جلال الماشطة، الذي فارق الحياه في موسكو بعد معاناة مع المرض، تسلمت (المدى برس) نسخة منه.
وقال معصوم، لقد "تلقينا بأسف نبأ وفاة الكاتب والصحفي الدكتور جلال الماشطة في مستشفاه في موسكو بعد معاناة مع المرض، وإذ ننعى الدكتور الماشطة الذي خسرناه كاتبا وصحفيا كبيراً وشخصية وطنية رهن حياته وثقافته من أجل خدمة بلده وشعبه فإننا نستذكر الكثير من أدواره المشرِّفة التي كرسته كواحد من أنشط مثقفينا المعارضين للدكتاتورية والساعين من أجل عراق ديمقراطي حر".
وأضاف الرئيس، "نستذكر باعتزاز ما قام به الراحل من جهود متميزة بعد 2003 لخلق إعلام حر ومهني ومسؤول في جميع المراكز الإعلامية والوظيفية التي اضطلع فيها بمسؤوليات متقدمة"، عاداً أن "الماشطة كان مثالاً طيباً للتلازم بين المسؤولية الوطنية والمسؤولية المهنية، وهما مسؤوليتان أخلص لهما الفقيد طيلة سنوات عمله في عراق ما بعد الدكتاتورية".
وتابع معصوم، "نستذكر هنا باعتزاز وتقدير عاليين عمله المميز في مكتب رئيس الجمهورية لسنوات مستشاراً إعلامياً مبدعاً، ثم مستشاراً سياسياً مخلصاً ولحين إحالته إلى التقاعد لإكماله السن القانونية"، معتبراً أنه "حسبنا في هذه الخسارة هو ما خلفه المغفور له من أثر طيب وذكر نبيل في قلوب جميع من عرفوه".
وكان مصدر في مكتب الجامعة العربية في موسكو، أعلن اليوم الثلاثاء،(الـ26 من نيسان 2016)، وفاة الماشطة الذي رقد منذ أسابيع في غرفة الإنعاش في إحدى مستشفيات العاصمة الروسية، بسبب العجز الكلوي، الذي عانى منه منذ مدة طويلة.
وكان الإعلامي والصحفي جلال عبد الوهاب الماشطة قد ترأس شبكة الإعلام العراقي، ورئاسة تحرير صحيفة (النهضة) التي أغلقت لاحقاً، كما عمل مستشاراً لرئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، ليصبح بعد ذلك دبلوماسيا حيث عين سفيرا لجامعة الدول العربية في العاصمة الروسية في أيلول 2012، واستمر في منصبه حتى وفاته.
يذكر أن الماشطة من مواليد مدينة الحلة،(100 كم جنوب العاصمة بغداد)، ويحمل شهادتي الماجستير في الصحافة، والدكتوراه في العلوم السياسية التي حصل عليهما في موسكو، وأسهم في ترجمة كثير من الأعمال الروسية (السوفيتية) في مجالي الأدب والفلسفة إلى اللغة العربية.
ويعد الراحل من الصحفيين العرب المخضرمين، حيث عمل في هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، وهيئة البث اللبنانية "ال بي سي"، وراديو سويسرا وتلفزيون أبو ظبي. وترأس الماشطة مكتب جريدة الحياة في موسكو للمدة من 1993 حتى 2003.