الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
ماذا تبقَّى من بابل؟.. الحرب كادت أن تمحو منشأ الحضارة الإنسانية
الثلاثاء 09-08-2016
 
عنكاوا كوم

من بين كل مدن العالم الأثرية لا توجد مدينة تضاهيها سحراً أو تاريخاً أو غموضاً. إنها بابل عروس الصحراء التي تبعد 96 كيلومتراً جنوب بغداد، حيث تغرب الشمس وسط كثبان الرمال البيضاء فيتحول خط الأفق إلى بحر لامع من الزئبق الفضي. هنا مهد التاريخ حيث ولد.

في هذا الجزء الأول من سلسلته المكونة من 10 أجزاء والذي تنشره صحيفة الغارديان البريطانية يسلط المؤرخ جاستن ماروتزي الضوء على قصة المدينة العراقية العظيمة التي شهدت فجر التاريخ، بعدما حاصرتها الحروب، وأثر فيها المناخ و"تعمير" صدام حسين لها، فماذا تبقى من بابل، تلك المدينة الغامضة ذات السر الدفين حتى نهاية العالم؟

قريبة من جنة عدن

أرض الهلال الخصيب التي يرسم حدودها نهرا دجلة والفرات هي أرض بلاد الرافدين، موطن السومريين والأكديين والآشوريين والبابليين وكل شعوب العراق القديم. حتى أن الأسطورة تقول إن جنة عدن التي هبط منها سيدنا آدم وزوجته حواء كانت على مقربة من تلك البقاع غير بعيدة.

فإذا سلمنا بأن بلاد الرافدين هي مهد الحضارة المدنية، فإن بابل هي المولود الأول في ذاك المهد، ذلك أن أول ذكر لها ورد في القرن الـ23 قبل الميلاد، ما يجعل تاريخها أقدم بكثير من بداية حكم حمورابي عام 1792 قبل الميلاد.

حمورابي ثاني أشهر ملوك بابل، صاحب الشرائع العادلة والصارمة التي عرفت بشريعة حمورابي، والتي تعاقب بالموت الزؤام كل من تسول له نفسه ارتكاب جريمة ما، فيرتدع عن إثمه؛ تلك الشريعة التي هي ماثلة الآن في متحف اللوفر بباريس على منصة حجرية منقوشة من الديوريت.

لقد كان حمورابي أول من حول بابل إلى عاصمة مملكة شملت جنوب الرافدين وأجزاء من آشور شمال العراق.

بابل أيضاً مدينة طاغية

لكن بابل التي تسحر هواة التاريخ من غير المتخصصين هي تلك التي يروي قصصها العهد القديم من الكتاب المقدس، تلك المدينة الطاغية ذات الملك المستبد نبوخذ نصر الثاني الذي تولى عرشها عام 605 قبل الميلاد وعرف بسبيه لليهود وتحطيمه لمعابدهم وشراهته لبريق الذهب.

فبعد جولات طاحنة من الانتصارات العسكرية في كل مصر وسوريا رجع نبوخذ نصر إلى مدينته منتشياً بظفره، وسرعان ما انهمك بمشروع لتخليد ذكرى انتصاراته تلك، وهو صرح عظيم البنيان جعل من بابل أضخم وأعظم مدن العالم القديم قاطبة، إنها حدائق معلقة تطل على المدينة، تتسامى معابدها وقصورها ببلاط أزرق ذي جلاء لامع، زركشة وزخرفة من الذهب والفضة والبرونز.

كل هذا تحيطه أسوار المدينة التي هي من الضخامة حتى أن عربتين تجر كل منها 4 أحصنة كانتا تستطيعان المرور بكل سهول وراحة جنباً إلى جنب على الشارع الذي كان يعلو تلك الأسوار، وفق ما وثقه عالم الجغرافيا الإغريقي سترابو.

جنون البناء وحمى التطاول في الصروح الإمبريالية لدى نبوخذ نصر أخرجت لنا كذلك أعظم وأشهر مباني المدينة، إنه بناء يشي بجنون العظمة لدى هذا الملك حتى درجة الكبرياء والغطرسة، ما خلد هذا البناء ليصبح الأشهر في العالم: "الزقورات" تلك الأبراج التي ترتفع 91 متراً فوق معبد مردوخ في إيتيمننكي "المعبد الذي بين السماء والأرض" الذي عرفه العالم وقراء العهد القديم باسم "برج بابل"، نقرأ عليه النقش الملكي يقول:

"وأما إيتيمننكي زقورة بابل التي بنى أساسها والدي وأبي نابوبولوصر ملك بابل ورفعها 30 ذراعاً لكن دون أن يتم أعلاها، فقد كرست نفسي لإتمام البناء، وبيدي الطاهرتين قطعت أضخم أشجار الأرز في غابات جبل لبنان، وجئت بها لأضعها على سقف البناء".

أقدم وصف لهيرودوت

معلوماتنا عن بابل مستقاة من عدد من العلماء القدامى، وأهمهم هيرودوت ذلك المؤرخ الإغريقي الشهير من القرن الـ5 قبل الميلاد، كذلك جمعنا معلوماتنا من الحفريات والتنقيبات الأثرية ونصوص الكتابة المسمارية.

لقد منحنا هيرودوت أقدم وصف لمدينة بابل وأكثرها تفصيلاً، ففي تحفته مجلد "قصص التاريخ" خصص 10 صفحات لوصف المدينة كتبها بأسلوبه المعهود الهيرودوتي، الذي هو خليط من الحقائق وشيء من الفانتازيا والإثارة الجنسية لتسلية الجمهور وجذب اهتمامه.

يبدأ هيرودوت وصفه قائلاً "تقع بابل وسط سهل واسع، وهي مدينة فسيحة على شكل مربع، يبلغ طول أطرافها حوالي 23 كيلومتراً، أما محيطها فـ 90 كيلومتراً، وفضلاً عن حجمها الضخم فهي تبز أي مدينة أخرى من دول العالم المعروفة جمالاً، يحيط بها خندق عريض ملأه الماء، داخله جدار عرضه 50 ذراعاً وارتفاعه 200 ذراع".

كذلك يصف هيرودوت معبد مردوخ وصفاً تصويرياً، ذاك المعبد الذي كان أشهر معلم للمدينة على الضفة الشرقية من الفرات آنذاك؛ فيقول:

"والمعبد بناء مربع الشكل طوله وعرضه فرسخان، لها بوابة برونزية، وكان ما يزال قائماً على زمني. له برج مركزي صلب مساحة قاعدته فرسخ مربع، منصوب فوقه برج آخر، يليه ثالث ورابع وهكذا حتى 8 أبراج، يمكن تسلق جميع الأبراج الـ8 بدرج حلزوني يلتف حولها متسلقاً للأعلى؛ كذلك توجد كراسٍ واستراحة في منتصف الطريق للأعلى كي يستريح المتسلقون. أما على قمة البرج الأعلى فهناك معبد عظيم".

ازدهرت بالفتوحات والتجارة

كانت هناك عدة معابد أخرى أصغر في ذلك الجزء الشرقي والأقدم من المدينة، كذلك كانت هناك موانئ للسفن التجارية، في إشارة إلى ازدهار بابل عبر الفتوحات والتجارة. وسط شبكة طرقاتها المنظمة كان أهم الطرقات وشريانها الرئيسي طريق المواكب، والذي كان طريقاً مرصوفاً يمر شمالاً عبر بوابة عشتار المزركشة بنقوش الثيران والتنانين وحتى معبد بيت أكيتو "معبد مهرجان العام الجديد". وكان هناك مجمعان من قصور تمتد لمساحة 40 فداناً تقع كلها غرب بوابة عشتار التي كانت إحدى دفاعات المدينة الـ8 الحصينة.

نقوش نبوخذ نصر التي كتبها متفاخراً على ألواح من القرميد مباهياً بإنجازاته العمرانية لا العسكرية كما جرت عادة ملوك بابل تعطينا فكرة عن المدينة ومظهرها، ففي إحدى تلك النقوش يتحدث عن العمل المبذول في بناء بوابتين تقعان على طريق المواكب. يقول:

"بنيتُ أساساتهما من الإسمنت المسلح والقرميد، كما كسوتهما بلاطاً أزرق لامعاً تزينه من الداخل صور الثيران والتنانين المهولة؛ كذلك نصبت سقفاً من أشجار الأرز الضخمة، وكذلك ألبست جناحي البوابتين المصنوعتين من خشب الأرز بطبقة من البرونز، وأما عتبات البوابة وممسكها فمن نحاس ركبته على البوابات، وكذلك نصبت على العتبات ثيراناً ضخمة من البرونز وثعابين مخيفة تملأ الناظر رعباً، ونقشت البوابتين نقشاً فخماً تذهل له ألباب الناس كلهم وتحار له عقولهم، وكل ذلك لإبعاد أشباح الحرب والمعارك بعيداً عن إمغور بيل، جدار بابل."

سبي كل أورشليم

في العام 597 قبل الميلاد، غزا نبوخذ نصر القدس واستولى عليها. ووصف سفر الملوك الثاني كيف "سبى كل أورشليم وكل الرؤساء وجميع جبابرة الباس، عشرة آلاف مسبي وجميع الصناع والأقيان لم يبق أحد إلا مساكين شعب الأرض".

لا يحتاج الأمر لمخيلة واسعة لترى دفع سجنائه إلى العمل القسري في مشروعاته العمرانية التي تشي بجنون العظمة. كان الملك البابلي يزين عاصمته بالمباني الفخمة حين ينتهي العمل على الأصنام الذهبية الضخمة المخصصة للعبادة والتي أُنشِئَت تحت طائلة الموت حرقاً.

من الغريب أن هيرودت لم يُشر إلى الحدائق المعلقة، إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة. بينما قال ديودوروس الصقلي، المؤرخ اليوناني الذي اشتهر في القرن الأول قبل الميلاد، أن المعلَم المائي الأكثر شهرة وُلد من حب رجلٍ لامرأة. "كانت كأنها حديقة معلقة، بالقرب من القلعة، لم تشيدها سميراميس، بل أُنشِئَت على يد أمير لاحق يدعى سايروس، لأجل محظية فارسية المولد، كما قالوا، رغبت في مروج على قمم الجبال، وطلبت من الملك حدائق اصطناعية لتشبه الأرض الفارسية".

بينما تشير روايات أخرى إلى أن هذه الحدائق والمدرجات الخضراء التي تتحدى الجاذبية كانت هدية من نبوخذ نصر لزوجته أميديا. كما يعتقد بعض علماء الآثار، أن الحدائق لم توجد في الحقيقة بالشكل الملحمي الذي أشارت إليه الأسطورة.

كتب هيرودت عن مختلف الجوانب الحياتية في بابل، بداية من جغرافيتها العامة، والخَبز التقليدي باستخدام الطوب، وبناء الجدار الخارجي وتخطيط شوارع المدينة لأجل المحاصيل الرئيسية المزروعة (القمح والشعير والذرة البيضاء والسمسم والتمور)، والاستخدامات المتعددة للنخيل (في الطعام والنبيذ والعسل)، بالإضافة إلى الممارسات الدينية والطبية والجنسية وأنواع المراكب التي استُخدِمَت للتنقل عبر الفرات.

أسوار المدينة

كما وصف هيرودت أيضاً كيف بُنيت أسوار المدينة الهائلة باستخدام الطوب اللبن المجفف في الفرن، وهو ما ما يمكن رؤية آثاره إلى اليوم عند التقاء الأسوار القديمة بالطوب الذي يعود لمحاولة الترميم الرديئة التي جرت في الثمانينيات في عهد صدام.

وتدور إحدى أطول حكايات هيرودت عن الممارسة التي يصفها "بالخزي التام" والتي يجب فيها على كل امرأة بابلية، سواءً كانت ثرية أو فقيرة، الجلوس خارج معبد عشتار إلى أن يرمي رجلٌ بعملة فضية على حِجرها للحصول على حق ممارسة الجنس معها. ولا تحصل المرأة على حريتها إلا بعد إتمام هذا الواجب غير السار.

وينهي هيرودت روايته بخاتمة مميزة قائلاً "تنجح النسوة الجميلات الطويلات في العودة للمنزل، لكن القبيحات يبقين لوقتٍ طويل، وقت قد يمتد لثلاثة أو أربعة أعوام".

التراث البابلي

حكاية بابل هي مدٌ وجزر بين القتل والرحمة، بين الحرب والسلام، هي صورة مصغرة من تاريخ البشرية. وهي قصة الجشع والغطرسة، والإمبراطورية والاضطهاد الديني، كما أنها قصة الحضارة الإنسانية والثروة الطائلة والمجد العمراني والتسامح الديني.

وهي تلخيص لأفضل الصفات الإنسانية وأسوأها، واقتحامها على مرأى الشاشات العالمية إبان حرب العراق كان لأن بابل هي مصدر تاريخنا، ومنشأ الحضارة الإنسانية هو ملك لنا جميعاً.

يقول جاستن ماروتزي زرت الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004 بينما كانت القوات البولندية تتأهب لتسليمها للسلطات العراقية. وكان الراحل دوني جورج، مدير المتحف العراقي وقتها، قد حذرني في بغداد من التدمير الرهيب الذي أصاب الموقع على يد الجيش البولندي. كان مذعوراً من التقارير التي أفادت بملء الجنود لأكياس الرمل باستخدام التربة المليئة بالبقايا الأثرية، وبسحق المدرعات لطوب شارع الموكب الذي يعود تاريخه للقرن السادس قبل الميلاد، واستيلاء اللصوص على أجزاء من التنين المُشيَّد على بوابة عشتار، بالإضافة للكثير من الحفر والضغط والتسوية التي شهدتها هذه المدينة القديمة. كما قال أيضاً "إنها الموقع الأعظم للتراث الإنساني. ولا يمكنك الحفر بها طلباً للمزيد من المساحة لأجل دباباتك".

زار الدكتور جون كورتيز، مشرف قسم الشرق الأدنى القديم بالمتحف البريطاني، بابل في نهاية عام 2004. وقال في تقريره إنه من المؤسف بناء قاعدة عسكرية كبيرة فوق أحد أهم المواقع الأثرية في العالم. وقال "إنه أمر مشابه لإقامة مخيم عسكري عند الهرم الأكبر في مصر أو عند حجارة ستونهنج في بريطانيا".

ويضيف عبرت من خلال بوابة عشتار -مسترشداً بمواطن بولندي حاصل على الدكتوراه في علم آثار الموت- على خطى قورش الكبير والإسكندر، اللذين احتلا بابل سنة 539 و331 قبل الميلاد تباعاً، وكان الإسكندر قد أمر بهدم معبد الزقورة ومات قبل أن يعاد بناؤه.

إزالة التاريخ

تُعد البوابة المزخرفة نسخة مطابقة للبوابة الأصلية، التي نقلها علماء آثار ألمان سنة 1914 ومعها معظم الأسود التي كانت تُزين جدران شارع الموكب، وهي الآن في متحف بيرجامون في برلين.

كانت أقسام شارع الموكب، بحجارتها اللامعة، تتوهج في الشمس مثل أسنان عملاقة، مزخرفة بتنانين وثيران نبوخذ نصر. ثم جاءت مستعمرة من الحمام لتستقر فوقها لترتاح في الشمس وأنزلت فضلاتها على الأطلال التاريخية.

كان من السهل الإصابة باليأس، فبينما تقوم الحروب برسم التاريخ، والتخلص من القوى القديمة وجلب قوى جديدة، يبدو أن حرب بابل لم ترسم التاريخ بقدر ما أزالته بالكامل.

إلا أن هذا ليس صحيحاً بالكلية، فالترميم الذي جرى في عهد صدام حسين، ضد رغبة علماء الآثار، أعطى للعراقيين شيئاً يتطلعون إليه وسط تلك التلال البائسة والأنقاض وأكوام الركام. وكما تقول مؤرخة الفن العراقية لمياء الجيلاني "الأطلال العراقية قبيحة بالنسبة للكثير من الناس، والعراقيون يريدون شيئاً مثل هذا ليُثير إعجابهم".

ووسط هذا الطغيان، كان هناك تشابه تاريخي بين مفاخر نبوخذ نصر بحجارتها المحروقة وبين خليفته في القرن العشرين. (بناها صدام حسين حفيد نبوخذ نصر لتمجيد العراق).

الحقيقة هي أن بابل سقطت منذ وقت طويل، وحاصرتها الحروب والطقس والزمن. وكانت عمليات السرقة والتسوية التي حدثت عام 2003 هي آخر هجوم على تلك المدينة، التي كانت مقراً لإمبراطورية تجتاح العالم، والتي سميت باسم يدل على العظمة والثراء والزهو، ناهيك عن الانحلال والفسوق (وصفها قاموس أوكسفورد الإنجليزي "بالمدينة الغامضة في نهاية العالم").

وعلى الرغم من فناء معظم أطلالها القديمة خلال عمليات الهدم وإعادة البناء، ستبقى بابل دائماً في ذاكرتنا الجمعية معبرة عما يعنيه كوننا بشراً.

- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
رصد طائرات استمطار.. هل تسبب تلقيح السحب بفيضانات الإمارات؟
الأمم المتحدة: 19 ألف طفل يتيم بغزة بعد مقتل 6 آلاف أم
واشنطن وبغداد.. مواصلة البحث بشأن إنهاء مهمة قوات التحالف
على الرغم من الدعوات الدولية إلى ضبط النفس، إسرائيل تواصل التهديد وإيران تحذّر
السوداني يلتقي بايدن في البيت الأبيض
تقرير أميركي: 5 صواريخ إيرانية أصابت قاعدة "نيفاتيم" الإسرائيلية
التحالف الدولي أسقط 30 صاروخاً ومسيرة إيرانية في الأجواء العراقية
بعد الهجوم الإيراني.. مساع أميركية لاحتواء الرد الإسرائيلي
بينها عربية.. دول أقرت بالتصدي للهجوم الإيراني ضد "إسرائيل"
معضلة المياه مستمرة والموارد تحضر مذكرة تفاهم مع تركيا لحلها
الحرس الثوري يعلن قصف "اهداف مهمة للجيش الإسرائيلي"
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة