قبل عقود من السنوات كانت اليهودية ديانة لها أتباعها المنصهرين في المجتمع بصفتهم مواطنين عراقيين، ولهم عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم الخاصة، لكنهم الآن باتوا من حكايات التراث ولم يتبق منهم إلا أطلال وآثار، والحديث عنهم في الغالب مثير للحساسية. وكانت أكثرية اليهود في العراق يتمركزون في بغداد والموصل والبصرة وكركوك وأربيل وديالى والحلة وبعض المدن العراقية الأخرى وكانوا يستقرون في قلعة كركوك والمناطق القريبة منها. وتشتهر مدينة كركوك بالكثير من المواقع التاريخية والأثرية التي عاش فيها أقوام كثر وأسهموا في إثراء تاريخ المدينة ولهم مدارس في المدينة ما زالت قائمة الى اليوم.وفق ذلك يقول مدير عام تربية كركوك فرحان حسين صالح في حديث لـ السومرية نيوز، إن "محافظة كركوك فيها عدد من المدارس التاريخية المنتشرة في الأحياء القديمة، خاصة قرب قلعة كركوك، وهي ما زالت شاخصة حتى اليوم وتستخدم من قبل إدارات المدارس وكوادرها التربوية".ويوضح صالح، أن "تلك المدارس تعد جزء من تراث وتاريخ وحقب حضارية متعاقبة مرت على كركوك وتبقى خالدة في ذكرى أهل المحافظة ومكوناتها الذين تعايشوا بأخوية، ومنها مدارس اليهود".
أما أستاذ التاريخ في محافظة كركوك عبد الرحمن علي قال في حديث لـ السومرية نيوز، إن "كركوك تعد واحدة من أهم المدن التاريخية"، موضحا أن "اليهود الذين كانوا جزء من هذه الحضارة لهم عدة شواخص ومنها مدارسهم".
وتابع عبد الرحمن، أن "بناية آخر مدرسة ما زالت موجودة، هي المدرسة اليهودية الواقعة في حي المصلى قرب جامع ملا عابد"، لافتا الى أن "وزارة التربية قامت خلال السنوات الثلاثة الماضية بهدم مجموعة من تلك المدارس لغرض بناء مدارس جديدة بمواقعها ولكن أي بناء لم يحدث وبقت ارضاً جرداء لغاية يومنا هذا".
ويشير عبد الرحمن، الى أن "أهم مدارس اليهود في كركوك، هي المدرسة اليهودية في حي المصلى تأسست في العام 1815 ميلادية وجميع معلميها وطلبتها كانوا من اليهود ومدرسة اليانس تأسست عام 1913 ومدرسة ثالثة في قلعة كركوك"، مبينا أن "اليهود تركوا المدينة في خمسينيات القرن الماضي وهناك عقارات كانوا يمتلكونها وتمت مصادرتها من قبل الحكومات السابقة التي حكمت البلاد".وكان ممثل الديانة اليهودية في إقليم كردستان العراق شيرزاد مامساني دعا، الأربعاء (25 أيار 2016)، الى ضرورة إنهاء ما أسماه بـ"العيش الإجباري" مع العراق، فيما أشار الى أن الحكم "العربي" في العراقي أثبت أنهم لا يرغبون بالعيش مع غيرهم من الأقليات.يذكر أن اليهود في تاريخ العراق المعاصر كان أغلبهم يسكنون المدن، وكانت فئة قليلة منهم تسكن الريف، وتركزت في ريف شمال العراق، سكن يهود العراق بشكل أساسي في المدن الرئيسية مثل بغداد والبصرة والموصل، وكان لهم وجود رئيسي في العديد من المدن الأخرى مثل السليمانية والحلة والناصرية والعمارة والديوانية والعزير والكفل وأربيل وتكريت وحتى النجف التي احتوت على حي لليهود سمي بـ"عكد اليهود" وغيرها من المدن، وساهم هؤلاء اليهود في بناء العراق حيث كان أول وزير مالية في الحكومة العراقية عام 1921 يهودياً ويدعى ساسون حسقيل.