كان يوسف العاني معنا طيلة اُمسية اليوم .. شاهدناه ممثلا مسرحيا وكاتب سيناريو وفوق كل شيئ إنسانا مدافعا عن الطبقات المنسية من المجتمع.. وقد دلتنا خطواته وهي تبحر في درابين ومحلات الرصافة والكرخ ورنين صوته وهو يخاطب حمادي السايس ودعبول البلام وغيرها من الشخصيات التي تقمصها من منتصف أربعينات القرن الماضي ولحد رحيله قبل أربعين يوما.. وبعد أن افتتح الزميل والشاعر عامر حسن حفل الاستذكار هذا ونقده لعدم مشاركة الدولة بمراسيم تشييعه ، حيث اقتصر على منظمات المجتمع المدني .. عندها قدم الكاتب والاعلامي زهير الجزائري مداخلته حيث حاول أن يقرب لنا وقد نجح في ذلك صورة فنان الشعب حيث تأبط ذراعه وسار معه في شريط من الأحداث والأعمال الفنية التي عشقها والخبرة الكبيرة التي استقاها من مدارس الفن المسرحي وخاصة مدرسة بريشت ، ورفاق مسيرته الفنية سامي عبد الحميد وخليل شوقي وغيرهما من الفنانين .. وقد أكد الجزائري بأن ما جمع هؤلاء الرواد المسرحيين هو حبهم للفن المسرحي والفكر اليساري الذي يجمع بين نقد للحالة التي تعيشها الجمهرة الغفيرة من المجتمع العراقي والهوة الواسعة بين الطبقات المسحوقة والطبقات الثرية .. وذكر بأن الفنان يوسف العاني كان من الجيل الذي ولد عامي ١٩٢٦-١٩٢٧ حيث برزت في منتصف الأربعينات مواهبه كغيره من الشعراء والفنانين نازك الملائكة، السياب، البياتي، سعدي يوسف، خليل شوقي ، ابراهيم جلال وغيرهم.. بعدها تحدث القاص حيدر عودة عن يوسف العاني الانسان ، متتبعا مراحل نضجه الفني والسياسي.. وقد سار بِنَا حيدر بين مسرحيات العاني والمشاوير الفنية التي مر بها والمدارس الفنية التي استوعبها واستخدمها في تعريق النصوص وجعلها تلامس المجتمع العراقي وخاصة الطبقات المسحوقة.. كما عرج على زيارته الى لبنان ولقائه بفرقة الرحابنة حيث نشر نقدا في احدى الصحف اللبنانية عن عمل مسرحي غنائي كانت قد قدمته الفرقة..
وكان أن ألقى الاستاذ نجاح يوسف كلمة بإسم المنظمات التي أشرفت على هذا الحفل أشادت بالفنان الراحل وإبداعاته في مجال المسرح والسينما والتلفزيون ودفاعه عن مصالح الطبقات المسحوقة والمهمشة.. كما طالبت المجتمع العراقي والحكومة احياء مسرح بغداد الذي يعتبر رئة بغداد الثقافية .. وكان ايضا قد عرض فيلما عن حياة الفنان يوسف العاني واعماله المسرحية اضافة الى لقطات من التشييع المهيب الذي شاركت فيه منظمات المجتمع المدني..
وقد شارك عدد من الحاضرين في مداخلات وتسجيل ذكرياتهم عن الفنان الراحل واعماله الفنية المسرحية الكثيرة والمتنوعة.. والجدير بالذكر فإن القنصل العراقي في لوس أنجلس قد حضر هذا الحفل الإسنذكاري مشكورا, إلى جانب جمهور من بنات وابناء جاليتنا العراقية في مدينة سان