كلمة الاتحداد الديمقراطي العراقي التي القاها الزميل فريد طوانا في الامسية الحوارية التي عقدتها منظمات الجالية العراقية في مشيكان يوم 30 حزيران 2017
اليوم وصلنا الى مرحلة ما بعد داعش.. تهنئة من القلب الى الشعب العراقي بكل اطيافه بخلاصه من هذا الكابوس اللعين.
مر العراق من 2003 الى 2014 بأزمات كثيرة وكبيرة فالكل يتذكر (كتابة الدستور، قانون العفو العام، قانون الاحزاب، قانون الاجتثاث، قانون الانتخابات.... الخ)
فكل ازمة كنا نمر بها ما كانت تحل بشكل جذري.. بل كانت ترقع او ترحل الى الحكومة القادمة او البرلمان القادم او الشهر القادم.. وهكذا كانت دائما ازمة اليوم أكبر من ازمة الامس...حتى ولد داعش ولادة طبيعية نتيجة تراكم الازمات من 2003 الى 2014 ولذلك فمن المنطقي ان تكون مرحلة ما بعد داعش اسوء وأصعب من مرحلة داعش نفسها. طالما ظلت القوى السياسة المتنفذة لا تقدم الحلول الجذرية لمشاكل البلد.
الان انتهت المعركة العسكرية.. ماذا بعد...أكثر من اربعة ملايين نازح داخل العراق، مدن مدمرة (نينوى الانبار، صلاح الدين...الخ) بحاجة الى عشرات المليارات للإعمار في المقابل اقتصاد منهار، فساد مستشري لا حلول في الافق القريب لهذه الاشكاليات المتفاقمة.
وإذا استمرت الحكومة او الاحزاب السياسية المتنفذة بنفس النهج في التعامل مع ازمات البلد فنحن ذاهبين الى انهيارات وانقسامات كارثية.
لا حل لكل ذلك الا في توفر الارادة الوطنية ومراجعة لكل العملية السياسية من 2003 ولحد اليوم.. فالحل يتمثل في التغير والاصلاح الحقيقي.. والذهاب الى دولة مدنية وهذا لا يستكمل الا من خلال ضغط الشعب المستمر وهو صاحب المصلحة الحقيقية في التغير.
اما ما يخص الشعوب الاصيلة في العراق وبالأخص في سهل نينوى نحن بحاجة ان نتحدث بصراحة.
اعرض عليكم صورة للشعب في سهل نينوى.. جزء من هذه الصورة: الاحزاب القومية مختلفة فيما بينها.. الكنائس مختلفة فيما بينها.. المشاريع المطروحة كثيرة (حكم ذاتي، محافظة مسيحية، حماية دولية، اعمار المناطق المهدمة). والجزء الكبير من الصورة هو هذا الشعب (مع الاعتذار) الذي هو سلبي وغير فعال ومستمر في الهجرة...فاذا عملنا جرد عدد المهاجرين في اليوم الواحد وفي الشهر الواحد نستطيع بسهولة ان نعرف متى سينتهي هذا الشعب وينقرض من العراق إنها صورة مأساوية ...ان بصيص الضوء في اخر هذا النفق المظلم لا يكون الا من خلال توحيد هذه القوى القومية والمدنية.. والذهاب الى الدولة المدنية التي هي الضامن الوحيد للحصول على حقوق المواطنة وكل الحقوق الثقافية والدينية لهذه الشعوب الاصيلة في العراق.
وقد اثبتت التجربة من 2003 ولحد الان انه لا يمكن لأي جهة ان كانت قومية او دينية ان تغير او ان تصل الى اي شيء مفيد للشعب وهي تعمل بمفردها.
ليس الحل هو بوصول مسيحي واحد او خمسة او عشرة من المكونات الاصيلة عن طريق الكوتا الى البرلمان، ولا الحديث عن خصوصية القوميات والاديان والذي اثبت فشله خلال 14 سنة التي مضت.
فما هي الفائدة عندما يكون لك ممثل في البرلمان ولك وزارة او وزارتين في الحكومة وانت لا تستطيع ان تعمل شيء عندما يفرض عليك الحجاب او تغلق محلاتك.
لابد ان يكون العمل اولا بإعطائي حقوقي كمواطن درجة اولى، ويكون من خلال دولة مدنية متمثل بدستور مدني حقيقي، ومن خلال هذا سوف احصل على حقوقي الثقافية والدينية.
لابد من خطوات عملية للوصول الى هذا المبتغى وهي (لكن قبل ان اتحدث عن هذه الخطوات يجب ان الفت انتباهكم الى ان جميع الاحزاب القومية والكنائس تقر وتعرف جيدا مأساة شعب سهل نينوى، وكذلك جميعهم يدعون الى توحيد الخطاب والعمل مع بعض والجميع تدعي انها تمد يدها للتعاون فيما بينهم والجميع يدعوا الى دولة مدنية ... ولكن مع الاسف على الارض وبشكل عملي لا يوجد جهد حقيقي للوصول الى الدولة المدنية، وهناك تشتت وتقاطعات فيما بينها).
الخطوة الاولى: على جميع القوى العاملة على الارض اذا كانت قومية او دينية ان تلتقي اليوم وليس غدا وتوحد خطابها ووجهتها المستقبلة.. عليها ان تلتقي على طاولة واحد بكل اشكالها واجنداتها وتبعياتها وعمالتها لتك الدولة او لتك الجهة مهما تكون لا خطوط حمراء ولا اقصاء لاحد.. المهم الاتفاق على المشتركات.
الخطوة الثانية: على هذه القوى ان تلتقي مع الشعوب الاصيلة الاخرى (الصابئة، اليزيدية...الخ) لتوحيد الرؤى والخطاب الواح.
الخطوة الاخيرة: على الجميع ان تلتقي مع القوى المدنية العاملة، وتتفق على المشتركات ودعم مشروع الدولة المدنية بقوة فنحن بحاجة لان يكون لدينا كم ونوع داخل البرلمان من كوتا المكونات الاصيلة والقوى المدنية، وهي المعركة الحقيقية للوصول الى الدولة المدنية دولة المواطنة الضامن الوحيد للحصول على الحقوق الثقافية والقومية والدينية للشعوب الاصيلة في العراق
وشكرا