!! هلاّ ترجلت؟
هلَّا ترجلتَ، كي نشكو لك الزمنا يا فارساً ما نحنى يوماً ولا وَهَنا
هلَّا ترجلتَ، دنيانا ومحنتُنا ضاقتْ علينا، وصار الكلُ مرتَهنا
صرنا شتاتاً بكلِ الأرضِ يا -- وجعَ الأجيالِ، هل نتخطى القبرَ والعفنا
تقاذفَ الوطنَ المجروحَ طاغيةٌ أعمى، وجمهرةٌ قد باعتِ الوطنا
جاءوا مع المدَى أوساخاً تقاذفَها التيارُ، وانتشرتْ في أرضنا درَنا
فسممتْ كلَ ما في الدارِ من أملٍ ترنو لهُ الناسُ نبراساً يشعُ سنا
وخدرتْ كلَ عرقٍ نابضٍ حذرٍ كي لا يرى غيرَها، في ارضنا، وثنا
***
يا سيدَ الشعرِ والأبداعِ، يا علماً مانفكَ يخفقُ، رغمَ الموتِ، متزنا
ويا أميرَ القوافي، اينما وقفتْ تثيرُها، فتعمَ الريفَ و المدنا
حتى إذا عصفتْ هوجُ الرياحِ بنا كنتَ الفنارَ الذي يستقطبُ السفنا
وصوتُكَ الهادرُ المهيوبُ يملؤها عزماً، ويدفعُها أنْ تعبرَ المحنا
فاليومُ كالأمسِ، بل زادتْ مصائبُنا سوءاً، لأنَّ مئاتِ” الروسِ " تحكمنا
***
يا سيدَ الشعرِ والأبداعِ، معذرةً إنْ كنتُ أكتبُ فيكَ الشعرَ، مقترنا
فللجبالِ الرواسي، وهي شامخةٌ بعضُ التلالِ، تراها ههنا وهنا
فأنتَ ربُ القوافي، حينَ تأمرُها تأتيكَ طائعةً لا تبتغي ثمنا
وأنتَ تمنحُها مجداً وتجعلُها تسمو على كلِ حرفٍ قيلَ أو وُزِنا
قرنٌ من المجدِ، ما أعيتكَ معضلةٌ عن قولةِ الحقِ لا سراً ولا عَلَنا
قرنٌ من الوقفاتِ البيضِ سجلها __ التاريخُ إرثاً عزيزاً شامخاً رزنا
وساوموكَ، فلم تفلحْ مساومةٌ وهددوكَ فكنتَ الوالدَ المرنا
****
أبا الفراتينِ، هل تدري بأنَّ لنا في كلِ يومٍ نعوشاً تبتغي كفنا
و "دجلةَ الخيرِ " ما عادتْ روافدُها تسقي البساتينَ، أُماً تمنحُ اللبنا
ولم يعدْ مَنْ يحييها ويُسمعُها صوتَ الغريبِ الذي قد ضيَعَ الوطنا
عشرونَ عاماً مضتْ ثكلى تنوحُ على الأحياءِ منا، وهمْ موتى وهم جُبنا
دعني أُرددُ قولاً، أنت قائلُهُ ترثي به صاحباً، ترثي بهِ زمنا
"لو كانَ للموتِ عقلٌ لافتداكَ بمَنْ أفعالُهُ دفنتهُ قبلَ ما دُفنا “- 2
همام عبد الغني
1-أخواتي واخوتي قراء مواقعنا الكرام
تحياتي لكم جميعاً
ليلة السابع والعشرين من تموز 2017، اقام منتدى الرافدين للثقافة والفنون في ديترويت، حفلاً استذكارياً، بمناسبة مرور عشرين عاماً على رحيل شاعر العراق والعرب الأكبر، الفقيد محمد مهدي الجواهري. وكانت لي مساهمةٌ شعرية بهذا الحفل، حيث كتبت والقيتُ القصيدة ادناه، والتي نالت استحسان الحضور، الذي ضمَ غالبية مثقفي الجالية العراقية في ديترويت، آمل ان تنال رضاكم.
2- البيتُ الأخير من القصيدة هو للفقيد الجواهري الكبير, من قصيدته في رثاء الفقيد د. هاشم الوتري عميد كلية الطب في حينه.