الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
العراق يعوِّل على الخليج بعد تنصّل أميركا عن المشاركة بإعمار المناطق المحرَّرة
الإثنين 01-01-2018
 
المدى

على امتداد ميلين ونصف تقريبا على طول الضفة الغربية لنهر الفرات من مدينة الموصل، تكاد لا ترى بناية واحدة سالمة من الضرر، كما أن شوارع الازقة الضيقة لمدينة الموصل القديمة عبارة عن مشهد لأبنية منهارة من كتل كونكريتية وحديدية محطمة.وضمن كل مساحة فدان واحد أو ما يعادل كل 4 آلاف متر مربع من المدينة القديمة، هناك أنقاض تزن بحدود 3000 طن وغالبا ما تتخلل هذه الانقاض متفجرات وعبوات ناسفة غير منفلقة.

وقد تستغرق عملية إزالة الانقاض سنوات، وهذه تعتبر زاوية واحدة فقط من مساحة الدمار. وكان الجيش العراقي والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قد نجحوا باجتثاث تنظيم داعش عبر البلاد، ولكن ثمن النصر كان ضخما حيث لا يمكن تقديره.ثلاث سنوات من الحرب دمرت معظم مناطق شمالي وغربي العراق. وتقدر بغداد حاجتها لما يقارب 100 مليار دولار لإجراء عملية إعادة إعمار شاملة في البلاد، لكن مسؤولين محليين في الموصل يقولون بأن هذا المبلغ لايكاد يكفي لتأهيل مدينتهم فقط.ولا يوجد هناك من هو مستعد لتسديد جزء من هذا المبلغ حتى الآن، فإدارة الرئيس ترامب قد أخبرت العراقيين بأنها لن تساهم في تمويل اي عملية إعمار شاملة قد تجري في البلاد. ويأمل العراق أن تتولى دول عربية وخليجية هذه المهمة وقد يكون لإيران دور في ذلك ايضا.

وتقوم الامم المتحدة من جانبها الآن بإصلاح وتأهيل بعض البنى التحتية فيما يقارب من أكثر من عشرين قرية ومدينة حول العراق، ولكن التمويلات المخصصة لها لا تسد إلا الجزء اليسير من احتياجاتها الكلية.ونتيجة لذلك فإن أغلب عمليات إعادة الإعمار التي حصلت قد جاءت من أشخاص مستخدمين مدخراتهم الخاصة لإنقاذ بيوتهم ومحالهم التجارية.الموصل كانت أكثر مناطق العراق، التي تحررت من داعش، تضررا. وتقدر الامم المتحدة وجود اكثر من 40 ألف منزل في الموصل بحاجة الى إعادة إعمار أو تأهيل مع وجود اكثر من 600 ألف مواطن من الموصل غير قادر على العودة الى المدينة، التي كانت تضم سابقا بحدود 2 مليون نسمة.

وقال مدير بلدية الموصل ومستشار إعادة إعمار محافظة نينوى عبد الستار الحبو، لوكالة أسوشييتدبرس، إن"مسؤولية الانفاق على جهود إعادة الإعمار تقع على عاتق المجتمع الدولي، وإذا لم تتم إعادة إعمار الموصل فسينتج عن ذلك عودة ولادة الإرهاب من جديد."وكانت مدينة الموصل القديمة قد دفعت الثمن الاكبر من الدمار كونها كانت محطة داعش الاخيرة قبل هزيمته. فشوارع المدينة القديمة مليئة بالأنقاض جراء البيوت المهدمة، أما الابنية العالية القليلة ذات الستة او سبعة طوابق فلم يتبقّ منها، جرّاء القصف، سوى هياكلها الكونكريتية، وتحولت بنايات المكاتب ومراكز التسوق الى أكوام من البلاط.كما لم يتبقّ من جامع النوري، الذي يبلغ عمره أكثر من 850 عاماً والذي فجره مسلحو داعش، سوى قاعدة منارته الحدباء الشهيرة.وفي النهاية الجنوبية من المدينة القديمة فقد تم حرق وتدمير السوق التاريخي ذي الاقواس المقنطرة الحجرية، حيث كانت تباع هناك التوابل ومستلزمات البيت والالبسة، وعند النهاية الشمالية خارج المدينة القديمة تم تدمير بعض البنايات وتحويلها الى أكوام من الاتربة والاحجار ضمن مجمع طبي كبير يضم ايضا كلية الطب ومستشفى الجمهورية.

جميع الجسور الخمسة، التي تربط جانبي نهر دجلة في المدينة، قد تم تخريبها بسبب القصف الجوي مما اضطر جميع سكان الموصل للاعتماد على معبر مؤقت واحد عائم يربط الجانب الغربي بالجانب الشرقي من المدينة.

ويقدر خبراء عسكريون حجم الدمار الذي لحق بمدينتي الموصل والرقة بقدر الدمار الذي لحق بمدينة هو الفيتنامية قبل ما يقارب جيل كامل من السنين خلال العام 1968. ويقول ستيفن وود، وهو من كبار المحللين في مؤسسة Digital Globe لصور الاقمار الصناعية، واصفا الصورة الملتقطة من الجو للمدينة القديمة،"كل ما أستطيع قوله ان الصورة تذكرني بما حصل لمدينة دريسدن الالمانية أو صور شاهدتها عن الحرب العالمية الثانية."وعلى امتداد طرق المدينة القديمة المحطمة تجد مجموعة من الاشخاص بدأوا بجهود إعادة الإعمار. عمار إسماعيل وهو شخص باع ذهب زوجته لإعادة طلاء مقهاه ولم يكلف نفسه بتقديم طلب الى الحكومة لمساعدته.ويقول إسماعيل، هناك التزام يقع على الولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى لإعادة إعمار الموصل، مضيفا"لقد قاتلنا داعش بالنيابة عن العالم كله، والآن جاء دورهم للوقوف بجانب الموصل".

فضلا عن جسامة ما حصل من دمار في الموصل، فهناك ايضا الدمار الذي طال مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار. واستناداً لمسؤولين من مجلس المحافظة فبعد سنتين من تحريرها من تنظيم داعش مايزال هناك 70% من بنايات المدينة متضرر اًو مدمراً.واستناداً لبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية UN Habitat، فإن مايقارب 8300 منزل او ما يعادل ثلث بيوت مدينة الرمادي مدمر او لحقت به أضرار كبيرة. وان جميع جسور مدينة الرمادي الخمسة فوق نهر الفرات قد تضررت حيث تخضع ثلاثة منها الآن لعمليات إصلاح. وان ثلاثة أرباع المدارس ماتزال غير صالحة للاستخدام.ويعقد مجلس محافظة الانبار اجتماعاته الآن في بناية صغيرة أسفل الطريق عند حطام بناية كانت سابقا تعتبر مقره الرئيس. يذكر ان أغلب بنايات الرمادي الحكومية قد دمرها مسلحو داعش.

ويقول أحمد شاكر، عضو مجلس محافظة الانبار،"لم نتلقّ من بغداد دولاراً واحداً من مبالغ إعادة الإعمار. وعندما نسأل الحكومة عن أموال لإعادة الإعمار يقولون لنا: ساعدوا أنفسكم، اذهبوا واطلبوا من أصدقائكم في الخليج".

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
الاحتباس الحراري وتأثيره على سرعة دوران الارض
الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل
سفن حربية روسية تدخل على خط البحر الأحمر
المندلاوي يدعو الشركات الصينية لاستثمارات طويل الأجل وتعاون مستدام في العراق
أزمة تعليمية حادة تهدد أطفال العراق بـ"مستقبل قاتم"
جاء بطائرة ليتسلم البراءة ويسافر.. تفاصيل الغاء حكم الإعدام بحق ضابط متهم بقتل الهاشمي
منتخب العراق يواصل مشواره في تصفيات المونديال بنجاح
البطريركية الكلدانية في العراق تلغي الاحتفال بعيد القيامة احتجاجا على "إبعاد ساكو"
طلب رسمي لحجب "تيك توك" في العراق.. وأرقام جديدة للمواقع الإباحية
مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
الاتحاد الديمقراطي العراقي يشارك في احتفالات نوروز
"المحيبس" يضيع في قبضة النساء.. السيدات يقتحمن اللعبة الرمضانية الأكثر شعبية في العراق
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة