وسط الانشغال بموسم الانتخابات انفجرت في وزارة الصحة فضيحة من العيار الثقيل طالت الوزيرة عديلة حمود التي تستعد لخوض الانتخابات التشريعية الوشيكة، والمفتش العام في الوزارة المجمّد عن العمل الذي يُعتقد انه قريب من التيار الصدري، أحمد الساعدي.ونفى الساعدي، الثلاثاء الماضي، اتهامات وجهتها إليه الوزيرة حمود بشأن "تزعمه أكبر مافيا فساد في الوزارة"، عادّاً هذه التصريحات "ردا على تورطها" هي في "ملف فساد خطير".وقال الساعدي، إن هجوم الوزيرة جاء بعد اكتشافه "فسادا خطيرا في عقد الغسل الكلوي"، واشار الى ان "قيمة هذا العقد لا تتعدى ٢٠٠ مليون دولار، بينما حاولت الوزيرة إحالة العقد بـ ٤٠٠ مليون دولار".وكانت الوزيرة عديلة حمود، قد ذكرت قبل ساعات من بيان الساعدي، إنها "أطاحت بأكبر مافيات الفساد في الوزارة يديرها المفتش أحمد الساعدي".ورفض حزب الدعوة - تنظيم العراق الذي تنتمي اليه الوزيرة التي أعادت ترشحها الآن مع ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، التعليق على تراشق الاتهامات بين الطرفين.وقال مسؤول في الحزب لـ(المدى) امس رافضا ذكر اسمه ان "الحزب لن يتدخل في عمل الوزارة وليس لديه تعليق على ما يجري هناك".ولم يتسنّ لـ(المدى) الحصول على تعليق من أطراف القضية، فيما اعتذر أعضاء في لجنة الصحة في البرلمان عن التصريح لانشغالهم بالمؤتمرات الانتخابية.
ورأى أنصار الساعدي على صفحات (فيسبوك) في حملة التراشق المتبادلة بين الطرفين، ان الادلة التي قدمها الاخير كافية لان يقوم الادعاء العام بإلقاء القبض على "بنت الحشد"، في اشارة الى الوزيرة التي اطلقت على نفسها هذا اللقب بعدما حظيت العام الماضي بدعم قوى الحشد الشعبي، الذي أنقذها من الإقالة في استجواب قدمه التيار الصدري.وكان رئيس الحكومة قد اخرج الوزيرة قبل عامين، في عملية التغيير الوزاري، قبل ان تعود مجدداً بقرار من المحكمة الاتحادية، وتقيم حفلة في مبنى الوزارة بحسب ما قاله أنصار المفتش.إلى ذلك ردّ أنصار حمود، بنشر معلومات عن احمد رحيم الساعدي، وقالوا في صفحات الـ(فيسبوك) ان الساعدي كان شرطياً في حماية المنشآت بالوزارة حتى عام 2008، قبل ان يشغل منصب المفتش العام للصحة عقب حصوله على شهادة القانون.وأوقفت الوزيرة الساعدي عن العمل منذ اشهر ، وقالت العام الماضي في تصريحات صحفية ان "العبادي أخبرني برغبة هيئة النزاهة بإبقائه رغم طلبي بتغييره لتدخله في عملي"، مبينة ان "رئيس هيئة النزاهة حسن الياسري متمسك به، وان الساعدي يشيع أنه من أقارب رئيس الوزراء"، فيما قال الساعدي في تصريحات متلفزة قبل أيام ان سبب إيقافه هو "اتهامها له بالتعاون مع النائب عواد العوادي في استجوابها والتآمر عليها".