الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
تأملات أمرآة
الأربعاء 31-12-1969
 
سُلاف رشيد

من البعيد...... البعيد ، أسترجع في ذاكرتي صورا ً ، لنساء ٍ أحببت فيهن الطيبة والبساطة ، فمازال في روحي منهن الكثير ، ومازالت بعض طباعي التي لا أشذبها، هي جزء من طباعهن َّ ، من هذا البعيد ... البعيد الذي أسمه العراق ، وطني العراق ، العراق الذي به تنفستُ فيه معنى الحياة ، وشربتُ طعم َالمودة ِ  مثلما يرضعُ الطفلُ حليبَ صدر أمه ، من البعيد .....البعيد حيث تسكنُ رائحة ُ ألجوري في حدائق ِ البيوت ِ ،

مثلما يسكنُ الدفءُ في العيون ، دفءُ المحبة ِوالألفةِهذا البعيد الذي كنتُ أسكنه ،هو ألان يسكنني ، أتخيلُ شوارعه ، حدائقه ، بيوته ،أشجار النارنج وقداحها الذي يملأ الروح بعطره ، هذا البعيد .... البعيد ، ماعادَ مثلما كان ، نشرات الإخبار ، الفضائيات ، الصحف كل شئ ينقلُ دماره وخيبته وموته البطئ ... رغم كل هذا الدمار ... لي أمل ٌ أن يزهرَ وطني من جديد ، وان تزهرَ أشجاره ، وأعود أنا تلك الطفلة التي ، العبُ مع بنات الجيران ، أعود أنا تلك الصبية ُالتي تحلمُ بكل ما تتمناه الصبايا ... فها هو شهر آذار أقبلَ وبدأتْ الأشجار ، تلبس ردائها الأخضر ، فتستعيدُ ذاكرتي رائحة َ تلكَ الأيام ْ، قد أنسى الكثير ولكن
وجه ( خالة أم حسين ) لايفا رقني ، تلك المرأة ُالتي كانت تطرقُ بابنا كل صباح وهي تجلب لنا صحن ( الكَيمر ) كنت أشم بفوطتها رائحة َحليب الأم ، وتحيتها الصباحية الجميلة ، تجعلني أبتسمُ من القلب لها ، لا أدري من أين تأتي الكلمات الجميلة لشفاه هؤلاء الناس ، هل تأتي من طيبتهم ، من صدقهم ، من حبهم لكل الناس ، أم من بساطة عيشهم ، أتذكرُ يوم جاءت في أحدى الصباحات ، وعندما فتحتُ لها الباب ، قلتُ لها( خالة أم حسين عيدك مبارك ) أجابتني ( عيد المبارك عليج خالة ) سألتها ( يعني تعرفين اليوم 8 آذار خاله  ؟؟) قالت ( لا والله خالة انه عبالي عيدكم وجاوبتج هيج ) ضحكتُ بحب وقلتُ لها  ( خالة اليوم عيد المرأة وكل النساء بالعالم يحتفلن اليوم )  ضحكت ْأم حسين من القلب وقالتْ ( خالة إحنه بأعياد الله ناسينه تريدين يذكرونه بعيد المره ) ...خالة ياخالة يا أم حسين أين انت ألان .. وكيف هي صباحاتك .. كم اشتقت ُ إلى تحية صباحك...مثلما اشتقتُ إلى رؤية الدفْ والحب بعينك ، من البعيد ... البعيد أرسل لك ولكل نساء وطني ، باقات من ألجوري الأحمر بعيد المرأة ...مع أمنيتي أن تغمض عيونكنَّ هذا المساء .. لتصحو على عراق مبتسم مثل عيون أم حسين  .

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة