أتقدم بأحر التهاني والتبريكات إلى نساء العراق بمناسبة عيد المرأة، وهي مناسبة مهمة، من أجل التذكير بكفاح المرأة العراقية طيلة الحقبة الدكتاتورية، ودورها المهم في العراق الجديد. لقد تحملت النساء العراقيات اصعب الظروف، وقاسين أشد المحن والإنتهاكات، لقد وقفت المرأة أمًا وأختًا وزوجة إلى جانب الرجل في مناهضة الظلم والطغيان،
وتحملت مرارة السجن والتعذيب والإضطهاد، فكان هناك المئات من الشهيدات الصابرات، وفي مقدمتهن الشهيدة بنت الهدى (رضوان الله عليها) . وبعد سقوط النظام البائد، لم تثن المرأة العراقية التهديدات الإرهابية، ولا العمليات الإجرامية، عن مواصلة المسيرة، فكان لها دور مشهود في دعم مسيرة العراق الجديد. لقد شاركت المرأة العراقية بحضور فاعل وكبير في الملاحم التي سطرها العراقيون، وشاركت في كل العمليات الإنتخابية، التي أرست دعائم النظام الديموقراطي وإقامة المؤسسات الدستورية. وفي حكومة الوحدة الوطنية أسندت عدة حقائب وزارية للمرأة، لقناعتنا الراسخة أن المرأة العراقية تتمتع بكفاءة كبيرة، واستعدادات عالية لتحمل المسؤولية . إن إصرار وعزيمة المرأة العراقية يتكامل مع صلابة وقدرة الرجال في حماية تجربتنا السياسية الفتية، وبناء العراق الجديد الذي يتساوى فيه الجميع أمام القانون بغض النظرعن فئاتهم ومذاهبهم وانتماءاتهم واعراقهم . أجدد العهد للمرأة العراقية الكريمة بأننا ماضون قدمًا في تحقيق الأهداف النبيلة التي ضحى من أجلها الشهداء، وضمان العيش الكريم، وتوفير الأمن والإستقرار في ربوع بلادنا العزيزة، ونؤكد أننا وبهمة رجالنا ونسائنا عازمون على دحر فلول الإرهاب وتخليص العراق من شروره، ليبقى حرًا سيدًا ومستقلاً . نوري كامل المالكي