في الثامن من أذارمن كل عام، تحتفل القوى التقدمية والديمقراطية في العالم بعيد المرأة، مجسدة بذلك موقفها الداعم الى قضية المرأة ، ومعبرة عن اعتزازها بالدور الكبيرالذي تلعبه في حياة أي مجتمع ، فمنذ فجر البشرية كانت المرأة ولازالت أصل ومنبع كل تطورها ، فهي المنتج البشري وهي المنتج الاجتماعي، وهي حلقة الوصل في كل حلقات التاريخ الانساني عندما يتعرض هذا الوجود الى الانفصام ، ورغم ما تعرضت وتتعرض له المرأة في كافة مراحل التاريخ ، إلا أن اصرارها على مواصلة النضال ، جعل منها نموذجا حيا ً لمعنى النضال الدؤوب من أجل نيل كافة حقوقها ، وعلى الرغم من إنها حققت الكثير من المكاسب والتي لم تكن قد مـُنحت لها هبة ً ، وانما نتيجة لتضحيات كبيرة قدمتها المرأة في صراعها
ضد كل النظم التي تقف بوجه تحقيق كامل حقوقها .في الثامن من أذار، حيث نحتفل الان ، علينا أن نتذكر تلك الصفحات المجيدة من من تاريخ نضال المرأة العراقية ،و هو تاريخ تفتخر به المرأة العراقية ، حيث قدمت الكثير من التضحيات ، وكانت مضربا لمثال الشجاعة ، فهي سليلة تلك المرأة الشجاعة والتي عندما جاءوا اليها بأبناءها الاربعة شهداء في ثورة العشرين ،وخاطبها أخوها مُذكراً إياها بمقتلهم بعبارة ( جن لا هزيتي ولوليتي ) أجابته على الفور وبكل الصدق ( هزيت ولوليت لهذا ) أو تلك التي عندما رأت إبنها يساق الى ألاعدام خشيت أن يتنصل من أنتمائه الى الثوار فخاطبته ( بس لاتتعذر موش انه ) ، هذه هي العراقية الأصيلة والتي عانت وتحملت كل صنوف الاضطهاد ، من يستطيع أن يتنكر الى ما عانته المرأة الريفية والتي كانت تعاني جميع انواع الاضطهاد ، في البيت والحقل والمجتمع بشكل عام ، ومن يتنكر الى ما عانته أمرأة المدينة وهي تح
ت سلطة القمع الاجتماعي بدأ من البيت والمجتمع وانتهاءا بالقانون الذي يفرض عليها سلب حقوقها كاملة .ومنذ نهاية العشرينات من القرن الماضي بدأت بوادر نضال المرأة العراقية وهي تدخل معترك النضال السياسي الى جانب اخيها الرجل وأحتلت مركزا قياديا في النضال الوطني فكانت أمينه الرحال أول أمرأة تتسنم مركزا قياديا في قيادة حركة الطبقه العاملة ، ولم يتوقف هذا الوهج الثوري ، رغم اساليب القمع التي تعرضت لها الحركة الثورية العراقية أبان النظام الملكي ، وتكلل هذا الفعل بأستشهاد فتاة الجسر ، ويسجل تاريخ حركتنا الثورية صفحات مشرقة من نضال المرأة العراقية ، خاصة بعد أن تكلل نضالها الديمقراطي بإنبثاق منظمتها النسائية رابطة المرأة في عام 1952 ، ولا يخفى على أحد التاريخ المشرف لهذه المنظمة ، فقد تخرجت منها نساء عديدات عـُرفنَّ ببسالتهن من أجل أن تنال المرأة العراقية كامل حقوقها .وبعد أنبثاق ثورة الرابع عشر من تموز ، إنطلقت جموع النساء العراقيات من إجل نيل حقوقهن أجتماعيا وسياسيا ودستوريا فكان قانون 188 عام 1959 هو ثمرة من ثمار هذا النضال ، وتكلل بإستيزار أول أمرأة عراقية في تاريخ شعوب البلدان العربية وهي نزيهة الدليمي ، وليس نأتي بجديد حينما نتذكر بطولات وصمود المرأة العراقية أثناء الردة الهمجية في عام 1963 ،وما سطرته من إيات في التحدي على كافة الاصعدة ، رغم ما تعرضت له المرأة العراقية من شتى أنواع الاضطهاد والتعذيب ، ومرت هذه سنوات أخرى ما كف فيها نضال المرأة العراقية الدؤوب ، ورغم بعض التزويق الذي جاء به البعث الفاشي بعد انقلاب 1968 ، إلا ان السلطة ما ادخرت أية وسيلة من اجل أن تكبل المرأة العراقية بكثير من القيود ، الى أن قامت سلطة البعث في نهاية سبعينات القرن الماضي بحملتها من أجل تصفية الحركة الوطنية العراقية والديمقراطية ، وكانت حصة المرأة غير قليلة أيضا ، مما أضطرها أن تحمل السلاح الى جانب رفيقها الرجل لتخوض شكلا جديدا من النضال ضد كل من يمتهن حرية المرأة ،وفعلا تشكل هذه الحقبة علامة متميزة في تاريخ نضال المرأة العراقية ،وهي مفخرة لهذا النضال المتميز للمرأة العراقية .
ومنذ سقوط النظام الديكتاتوري والذي عانت المرأة العراقية في ظله شتى أنواع القمع والاضطهاد ، حاولت أن تنتزع كل حقوقها ، إلآ ان هناك الكثير من الاجراءات التي تحاول أن تقف حائلا إزاء تحقيق ما تطمح اليه ، أولها سيطرت الكوابح الدينية وما خلفه النظام المقبور من مخلفات تعيق نيل كافة حقوقها ، رغم أن الكثير من المنظمات النسائية اليوم تبذل اقصى جهودها من أجل حقوق كاملة ودور فعال للمرأة في سبيل بناء عراق ديمقراطي. وقد دأب الاتحاد الديمقراطي العراقي على الاحتفال بهذه الذكرى منذ تأسيسه قبل سبعة وعشرون عاما لاهتمامه بقضية المرأة العراقية وارتباطه بتطلعاتها وامالها بحياة افضل, وكان دورالزميلات من اعضاء الاتحاد دورا رائدا في المطالبة بحقوق المرأة في الوطن وسند مسيرتها الصعبة في ظل سنوات الدكتاتورية المقيتة وتحت الاوضاع الصعبة الذي يمر به وطننا اليوم. ختاما سيظل الثامن من اذار يوما وضاءا في حياة كل نساء العالم والمجد كل المجد لشهيدات الحركة النسوية العراقية
الاتحاد الديمقراطي العراقي 10 آذار2007