الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
سحر... سراج لا ينطفي
الأربعاء 31-12-1969
 
الشهيدة الشيوعية البطلة (ســـــحر)
ناجي نهر :
سحر شيوعية ,من مناضلات العراق ,ومن طراز المناضلات اللاتي تربعن على شرف النضال ,منذ ثورة العشرين ,ومن طراز تلك التي خاطبت ولدها الثائر ,حينما ألقى الأنكليز القبض عليه : = بس لا يتعذر موش آنه = خلوني إبحلكه إو كلت آنه = .
وها هي - سحر - تخرس بزغاريدها وهى متوجهة الى حبل المشنقة ,جبروت قراصنة الجريمة والعار ,الذين أقحموا شعبنا ولا زالوا يقحمونه بمأسآة ودم , وقد نشرت طريق الشعب فى حينها ,نعي الأختين الشهدتين ,الأخت الكبرى ,النصيرة - موناليزا - التى كانت معروفة فى كردستان بإسمها الحركي - أنسام - أما أختها - سحر - التى كانت آخر العنقود ,والتى نحن بذكراها الآن ,فقد تولت المناضلة الباسلة الدكتورة - جمانة عبد الجليل القروي - مهمة توثيق قصة حياتها وأحداث إعدامها ,ومضامين وصاياها بطفلها وأهل زوجها ,وتجشمت جمانة فى هذا الظرف الخطر ,عناء السفر ,الى مدينة الناصرية ,بلدة سحر ومسقط رأسها وترعرعها ونضالها حتى يوم إلقاء القبض عليها .,وهدف الدكتورة جمانة ,كتابة قصة هذه المناضلة بأسلوب رفيع المستوى ,كى تجسد فيها نضال المرأة العراقية بوجه عام ,وهى على إستعداد للتضحية بنفسها وبوقتها وبمالها ,من أجل إنجاز هذا الهدف الذي لا يرقى الى أهميته هدفآ آخر ,لذا أرجوممن يجد عنده ما يعينها على هذا المشروع الأنساني فليتحفها به ,ليخفف عليها المهمة ,وجزاها الله خيرآ . - سحر - إسطورة نضال ,وضمير إنسان ,وقد هيج ذكرياتي لها 31/ آذار ,برغم أنه يوم ولادة وفرح غامر , فهل يوم سحر ,وإعدامها - مرغمة - حزن أم فرح ؟ - إنه حزن وفرح فى آن واحد ,فحزبها الشيوعي العراقي هو ,حزب الشهداء ,والشيوعيون يحبون الحياة مثل بقية الناس ,لكنهم لا يتخلفون عن الذود عن حقوق الشعب لحظة واحدة ,وهو سر فرحهم ,برغم جسامة التضحيات . غطت بطولة - سحر - المذهلة ,بطولة زوجها الشهيد - صباح طارش - الذي كان يشاغل الأوباش الذين داهموا مقر محلية الناصرية السري الذي كان يقوده آنذاك فى ليلة سوداء من ليالي ,حزيران عام / 984/ م ,فاستبسل بالذود عن عرينه ,وقاتل قتال الشجعان , فقتل من القوة المداهمة ثلاثة أوباش, قبل أن يثخن بالجراح ويخر صريعآ مغتسلآ بدمه , بينما إنشغلت زوجته ورفيقة دربه ورفيق آخر معها بأحراق الوثائق والأسماء وكل ما يفيد العدو ,وحينما تأكدت أن كل شئ على ما يرام ,إلتحقت بزوجها ,محاولة بلسمة جراحه والرفيق الذي كان يقاتل معه , بالزغاريد تارة وتجهيز العتاد لهما تارة إخرى ,لكن دماء الأبطال النازفة كالبركان ,غطت عيناها بالدم الفوار ,وقبل أن يتمكنوا من القبض عليها , قطعت قطعة كبيرة من لسانها بخنجر كانت تحمله بيدها ,كي لا تدع فرصة لنفسها للأعتراف والأنهيار أمام جلاوزة المقبور صدام الجبناء . كانت - سحر - من عائلة معروفة بشهامتها ودفاعها عن المظلومين ,وكانت تمتلك صوتآ جميلآ مكنها وهى فى سن العاشرة من الأنضمام الى طلائع الشبيبة للحزب الشيوعى العراقي فى الناصرية عام 974/ م حيث كان الحزب يعمل بصورة علنية لأنضمامه الى الجبهة الوطنية والتقدمية آنذاك , تلك الجبهة العرجاء التي خان مواثيقها كعادته ,حزب العفالقة بقيادة الساقط صدام حسين . ولدت - سحر - فى ربيع عام 964/ م وحينما أينعت ,أصبحت شيوعية مدججة بثقافة - حب الشعب - ورسالة الحزب الشيوعي العراقى الواعدة ,وقد نالت شرف عضويته وهى فى السابعة عشر من عمرها ,كى تستمر فى خدمة الفقراء المحيطين بها ,وكانت على قناعة تامة بأن طريقها ربما يخضب يومآ بالدم ,لكنها كانت مصرة على بناء جنة الفقراء السعيدة فى الدنيا قبل الآخرة ,كي ينهلوا من ثمراتها قبل موتهم جياع , وكانت مؤمنة حد اليقين بأن أفكارها هي خلاصة إرث العالم الأنساني الذي لا يتوقف ,من أجل تحقيق العدل والمساواة وحقوق الحياة المشروعة للناس أجمعين . لم تثني - سحر - مشانق الطغاة ورعبهم وإرهابهم ,فتحزمت لتنفيذ رسالتها بمختلف الأحزمة اللازمة والضرورية ,من حيث الوعي والعمل الدؤوب والشعور بالمسؤلية الوطنية , والذين حضروا ليلة ‘إعدامها من الرفاق الموقوفين معها ومن جلاوزة السلطة يشهدون ,بأنها أحالت الموقف وساحة الأعدام الى منبر للوطنية والأنسانية والبسالة والصمود , وإسناد القلوب المرتجفة وزرع الأمل الجديد فيها ,فأكتسحت عناوين الفروسية والشموخ بأمتياز ,وصاح الحضور بأعلى أصواتهم مندهشين ,هكذا هو طريق الأنتماء الى الوطن ,وغير هذا فألف لا . تقدمت - سحر - ليلة 14/ 15 / نيسان 985/ م الى حبل المشنقة بخطى واثقة ,وزلزلت زغاريدها بناية السجن ,وصكت هتافاتها آذآن الطغاة ومرتزقتهم الخاسئين , وأوصلت سلامها الى الحزب وهتفت مرارآ بأسم الشعب ,التي هي ورقة خضراء يانعة فى شجرته الباسقة التى لا تستطيع العواصف العاتية هزها . ومهما كان الزمن القاحل الذي نحن فيه ,ومهما إشتد أوار العمل المتوحش ,ومهما إنغرست مخالب القراصنة وتجار الموت فى أجسادنا ونزفت دماءنا , فتاريخنا لا يمكن تشويهه , ومثلنا لا تسمح لنا بنسيان قضية الشعب لحظة واحدة ,ولا تسمح لنا بنسيان - سحر - وجميع شهداء الوطن والأنسانية النجباء ,إولئك الذين صمموا على زرع الورد فى كل مكان .أكان عرساً.. أم موتاً ..؟؟د. جمانة القروي

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
بعد إخفاقه بانتخاب رئيسه.. الكتل البرلمانية تناقش تأجيل الجلسة والاستعانة بالمحكمة الاتحادية
الهجرة "عمود فقري" للاقتصاد الأميركي رغم الخطاب المناهض لها
قتال عنيف في رفح بعد دخول أول شحنة مساعدات عبر الميناء العائم
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة