الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
ألف وحشٍ وزهرة ....
الأربعاء 31-12-1969
 
 وئام ملا سلمان
وصلتني عبر البريد الالكتروني دعوة للمشاركة بوقفة تنديد لجريمة قتل  الفتاة العراقية  دعاء ، بعد أيام من تناول الخبر من قبل الإعلام السويدي والكتابة عنه ،والدعوة هي بذات الوقت وقفة تضامن لمن بقين يرزحن تحت نير الأصفاد العشائرية والدينية من فتيات ونساء في داخل العراق ، رحت اقرأ ما جاء به نص الدعوة حتى وصلت إلى رابط مرفق معها ، قمت بفتحه لكي أرى ما به رغم التحذير من إن الصور تفوق الخيال ولكنني استجمعت قواي لكي اطلع على خباياه .
إنها من عمر ابنتي ومن عمري أنا ذات يوم ، تخيلت أني من يتم ركلها  ، حسبتـُها ابنتي من تتعرض لهذا الرجم وأنا أتابع تفاصيل المقاطع الفيلمية كابتة مشاعري ودموعي ،وما كان مني إلا أن اصرخ : سحقاً لكم وللتكنولوجيا التي  صارت ترينا بشاعة جرائمنا ، هكذا صرختُ لأمزق ذهولي وأنا متسمرة أمام الكومبيوتر محدقة في جريمة الرجم التي تم تصويرها بكاميرات التلفونات المحمولة التي  يحملها بعض ممن شهد وشارك بهذه الجريمة الشنعاء ، والتي كانت على ارض يفتخر أهلها أنها ارض الأنبياء والأولياء ونسوا أنها ارض قتلة وسفاحين وأوباش ، أي دين وأي رب هذا الذي يقبل للزهور أن تـُرجم تحت جبروته وأي سماء هذه التي لا تنتفض وتسخط على هذه الهمجية المروعة ولماذا لم تمطرهم بحجارة من سجيل! هل حقا أن هؤلاء بشرا ً! من المحال أن يكونوا بشراً.
الجريمة كانت أمام أعين  الشرطة وتحت حمايتهم ، هكذا يبين المقطع الفلمي رقم 2 ، والسؤال هو ما دور الشرطة إذن؟ هل جاءوا لحماية حشود القتلة والتفرج على جسد غض طري يـُقذف بالحجارة ويـُركل بالأقدام ، وسماع صرخات واستغاثة الضحية وهي تنزف ، نعم هي ضحية لساديتهم وسفالتهم التي تجاوزت حدود المسمية ، لقد رفضوا أن يضاجعها مسلم بعقد زواج بالحلال أو حتى لو كان بالحرام ، ولكنهم قبلوا أن تتعرى أمام أعين ألف من الرجال المتوحشين وان يصطبغ جسدها بدمها وهناك من كان يصيح (عيبا عيبا )وهناك من يشتم ومن يقول اضربها طلقة.
من يتحمل مسؤولية هذه الجريمة التي يندى لها جبين الإنسانية ، فمن قام بها لا ينتمي إلى تنظيم القاعدة ولا إلى ميليشيات محددة ولا أمريكا وجيوشها  ، إنها جريمة الإرث الاجتماعي والديني المقيت ، جريمة ارتكبت غسلا للعار حسب الأعراف الاجتماعية التي تتبرقع هي بعارها أو إرضاء لمعتقد ديني  ، ولكن كم من جريمة اقترفوها هؤلاء القتلة تفوق ما أقدمت عليه دعاء هذه الفتاة البريئة والتي أذعنت لقلبها الصغير فما كان منه إلا أن يأخذ بها إلى حتفها المريع ، والسؤال المرير هل ان الديانة الايزدية تنتمي لشريعة الرجم أيضا أم أنها استعارت ذلك من الدين الإسلامي لا سيما وان من أحبته دعاء كان مسلما! ففي المقطع الفلمي رقم 4 سمعت واحدا منهم يشتم الإسلام بالعربية وهو يصرخ ويردد بجنون : اقتلوها ،ولا ادري كيف نروض أمثال هذه الوحوش مهما كان دينهم وشريعتهم .
بعد ايام ستكون وقفة التنديد والاستنكار هذه والتي تقوم بها منظمات سويدية تم تشكيلها اثر مقتل فتيات في السويد سابقا وبجرائم غسل العار أيضاً، تحمل أسماءهن وسيكون للمرأة العراقية حضورها بكل تأكيد ولكن كيف سيستقبل العالم همجيتنا وبأي نظرة سيرمقنا لو تم عرض هذه المشاهد له ! وكيف سنقف بينهم ونحن النساء العراقيات القادمات من مدن السخط والدمار ، كيف سنحكي لهم عن واقع اجتماعي مرير تمر به المرأة في الوقت الراهن وهي تعيش زمن ردة حضارية ومدنية شاملة، وفوق هذا وذاك يقال أن هناك وزارة لحقوق الإنسان ولا ادري ما الذي ستقوم به هذه الوزارة من دور أمام هذا السلوك البربري الذي قامت به طلائع شبابية يـُنتظر منها أن تتحمل مسؤولية البناء والاعمار لا القتل غسلاً للعار.  
الرابط المرفق ...

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
من العراق إلى غزة.. طبيب أمريكي يطلق نداءً من خان يونس: أوقفوا الحرب
في اربعينية كوكب 12 ايار/مايس هذا النص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
كفة رئيس البرلمان تنحرف داخل الإطار لصالح مرشح المالكي محمود المشهداني
بيئة كوردستان: انبعاثات "النشاطات البشرية" أكبر عوامل التغير المناخي
"ليس هناك خطأ".. منظمة الصحة العالمية تحسم عدد القتلى في غزة
أخطر مهربي البشر.. سلطات كردستان تعلن اعتقال "العقرب"
تعليق أمريكي على تخريب "مساعدات غزة"
مصر تلغي اجتماعاً مع مسؤولين عسكريين اسرائيليين
تهنئة من الاتحاد الديمقراطي العراقي
المعتقلون الفلسطينيون.. أجساد عارية وعيون معصوبة وقطع غيار بشرية
إضاءة ومساهمة في مؤتمر نسائي هام بالسليمانية
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة