مزهر بن مدلول
شبك اصابعه وتأملني بعينين كريهتين
احداهما مغمضةٌ
والاخرى ضيقها حدّ السخرية ..
بدى لي في تلك النظرة الراكدة ، كمن يريد ان يستعرض مهاراته الفردية في تحديد المعنى المؤجل لوجودي .. اوقد ظنّ اني وقعتُ سهوا في جدول الاسماء .. لكنه في لحظة الضياع الاخيرة لحظة ضياع الابله في ثقوب مسكنه حيث النبيذ وحده مقدسا باح لي دون ان يدري ، بما لايستطيع .. عربتي فارغة الا من اسراب اوهام غامضة طبولها تقرع في راسي ..قوافل الاسرار في حقيبتي ، يعرفها الكل إلاّ انا .. ومع ذلك كان علي ان اكتمها لزمن لن ياتي .. في محفضتي دونتُ ومنذ سنوات بعض ابيات شعر شاحبة كتبتها لأمراة ، كنت اعشقها وليس فيها سحنة جمال واحدة ..صمتُ الوادي تزعجهُ تمتمتي الحجر المستسلم للعتمة يوقضهُ تردد انفاسي الليل يقاسمني اللعنة وهسهسة النارريح ثلجية تعصف في داخليسرجون لم يعد ملكاهذه القمم بدات تشيخفي الظلمة تشيخ في رغوة الظهيرة تشيخ معابر مغلقة طرق مكتظة بيقظة الحواسسراديب وانفاقحرائق في كل مكان لا استطيع ان امسك دخان سكائري ..حلم يغازل تجاعيد غربتي ينساب هادئاياتيني ممتطيا موجة النسيمياخذنييحلق بعيدا يمتص بقايا وجعي اسمعه المسه اعانقهيتحول في ( كاروكة ) الى جسد طرينهدين نافرينرمشين مرتجفين شفتين ناعمتينانامل تتحرك باناقةعينين لهما اسم نسيته ذلك المساء ..! هو اجمل ماتبقى من حكاية قديمة .....