الحياة
على رغم تجاوزه الخامسة والسبعين من عمره، إلا أن عمر الشريف لا يزال يملك التألق والتوهج ذاته، وهكذا بدا في لقائه مع الصحافيين مساء أول أمس، لمناسبة بدئه تصوير دوره في فيلم «المسافر» في مستشفى يقع على بعد 40 كيلومتراً شرق القاهرة.
ومن أهم ما قاله حول مسيرته الفنية إعلانه «الندم» على دوره في فيلم «غيفارا» الذي جاء مسيئاً لهذا المناضل الشيوعي اليساري. إذ قال: «خدعت ولم أعرف أن الـ «سي اي ايه» كانت وراء إنتاج الفيلم، وكذلك لم أكتشف الكذب في القصة الملفقة في الفيلم إلا في مرحلة متاخرة»، مشيراً الى ان الخطأ سببه الزمن، «إذ قتل غيفارا عام 1967، وانتج الفيلم في عام 1968، وهذا خطأ كبير مني في قبول الدور». وأضاف: «أعتقد أنه لا يجوز تأدية أفلام الشخصيات قبل مرور ما لا يقل عن 30 سنة من رحيلها، وأن تصور هذه الافلام الفترة الاكثر أهمية في مسيرة هذه الشخصية وتاريخها، وليس سرد حياتها بالكامل لأن ذلك يعتبر مملاً، مثلما فعل أحمد زكي في فيلم «ناصر 56». وقال انه لا توجد أفلام أميركية وأوروبية يفتخر بمشاركته فيها من إجمالي 80 فيلماً قدمها للسينما العالمية سوى أفلام لا تتجاوز عدد الأصابع، ولكنه فخور بأفلامه التي تتجاوز الـ 25 فيلماً في السينما المصرية، باستثناء بضعة أفلام أسقطها من الذاكرة. ووصف الشريف فيلمه الجديد بأنه «رحلة الحياة بتعدد أوجهها مع تساؤلات كثيرة حولها، و «المسافر» هنا رحلة مسافر من الولادة الى الموت». وقال ان السيناريو «جديد تماماً ومبدع»، خصوصاً أنه قرأ المئات من سيناريوات الأفلام العربية والأجنبية، ولم يسبق له ان قرأ مثل هذا السيناريو الذي دعاه وزير الثقافة المصري فاروق حسني الى قراءته على امل ان يجسده. وتابع: «لم أكن أعتقد انني سأعجب بالسيناريو عندما حدثني وزير الثقافة عنه، ولكنني بعد قراءته أعجبني دوري جداً، خصوصاً وهو يحمل هذه الرؤية المتميزة من عدم الندم على ما جرى في رحلة الحياة»، خصوصاً ان الفيلم - كما يشير الشريف - «مقسم الى 3 أجزاء تقدم فيه شخصية البطل ضمن 3 مراحل عمرية (الشباب والكهولة والشيخوخة) وخلال هذه الرحلة أتعرف الى امرأة في مرحلة الشباب وتنجب مني توأمين ويكون لي أحفاد من دون ان أعرف شيئاً عنهم. وعندما يظهرون فجأة في حياتي ينتابني الشك في حفيدي، على رغم انه يشبهني الى حد كبير، ولا أستطيع مقاومة هذا الشك». وكان عمر الشريف يتحدث بحضور ابطال الفيلم بسمة وخالد النبوي وشريف رمزي ومدير التصوير الايطالي وبعض اعضاء الفريق، بمن فيهم مسؤول المكياج محمد عشوب الذي عمل مع الشريف في بداية الستينات في فيلم «في بيتنا رجل». وتحدث خلال اللقاء بمرارة عن «الصحافة المصرية خصوصاً عندما اختير كرئيس شرف لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وطالب بنقل مكان المهرجان الى احدى المدن السياحية ولتعزيز رأيه بضرورة ذلك قال: «حتى ولو عقد في منطقة طابا السياحية وجاء اليهود لحضوره». وتابع: «صيغة المبالغة هذه فهمت من قبل البعض انني تطبيعي وأدعو الى العلاقة مع إسرائيل، الى غير ذلك، على رغم ان قصدي كان واضحاً تماماً في ضرورة نقل مكان عقد المهرجان».