أن مطالعة سريعة للمشهد التشكيلي العراقي عبر إستقراء آخر ما نشر حول الفن التشكيلي العراقي وبخاصة الكتاب الموسوم (Strokes of Genius: Contemporary Iraqi Art) من إعداد الخزافة ميسلون فرج ومساهمة إبراهيم رشيد وهناء مال ألله ورشاد سليم !! ، علاوة على المواقع المتخصصة بالفن التشكيلي العراقي ومنها موقع موسوعة الفن العراقي (www.iraqfineart.com) الذي تنشره وزارة الثقافة في جمهورية العراق وما يكتب أو ينشر في هذا المجال في المواقع العراقية غير المتخصصة ليصيبنا بالغثيان حقاً !الوجوه التي رسخت لها المؤسسة الرسمية المقبورة هيّ ذات الوجوه المهيمنة اليوم مع بعض المساحيق التجميلية ، أما هؤلاء الفنانين السبعينيين والثمانينيين الذين يعرف الوسط التشكيلي العراقي جيداً حجم منجزهم الإبداعي ، والذين كان قدرهم برغم الأذى والملاحقة والتهميش (أن يتصدوا للفكر المقبور ويواجهوا أزلام المؤسسة الرسمية) من خلال مواصلة منجزهم الإبداعي حسب ، فأنهم (وهو ما يثير الدهشة حقاً) ما زالوا يعانون حتى لحظة كتابة هذا الموضوع من أهمال وتهميش زملاء الأمس ووسائل الإعلام التي لا تتعامل إلا مع أكداس المطبوعات والوثائق التي تطبل لجوقة فناني التمجيد ومزوقي صورة النظام الفاشي السابق .الأنكى من ذلك تهافت عدد من الفنانين والكتاب العراقيين في بلدان الشتات وبدوافع منفعية وأخرى غير منطقية إلى إلغاء وتهميش حضور زملائهم الذين يشاركونهم محنة الإغتراب ، ولعل معرض الفن العراقي في واشنطن الذي أشرفت شخصياً على إعداده بتخطيط من لدن الملحق الثقافي العراقي الأستاذ الفاضل الدكتور عبد الهادي الخليلي خير مثال على ذلك ، أنظر الرابط :http://kaldaya.net/2007/3_DailyNews_March2007/March02_07_A2.html
إن ما يحتاج إليه الوسط التشكيلي العراقي من وجهة نظري كفنان وناقد وباحث مختص ، هو أن يتم تأليف لجنة من المتخصصين في مجال الفن التشكيلي العراقي ، تناط بهم مسألة توثيق الفن التشكيلي العراقي برؤية وطنية شمولية تتوخى الحيادية والدقة العلمية والحرص على إعطاء المهتمين عامة بالنشاط التشكيلي العراقي رؤية واقعية وبانورامية متعددة الزوايا في آن واحد، وهذا لن يكون ما لم نضع في حسابنا جميعاً (العراق) ومصلحته أولاً وقبل كل شيء.عامر حنا فتوحي / الولايات المتحدة الأمريكيةفنان وناقد تشكيلي وإستشاري في مجال تاريخ وفنون وادي الرافدينwww.mesopotamiaartgallery.com
رئيس قسم الفنون التشكيلية / مجلة فنون 1980-1983م ، مدير القسم الفني للمجلة 1982-1983معضو مؤسس في (جماعة أفق) وكاتب البيان التشكيلي التحريضي (أتبع حلمك) عام 1986مالمدير الفني الأقدم لبيت الفنون والثقافة العراقية في الولايات المتحدة الأمريكية (Mesopotamia Art, History & Beyond)