الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
للمسرحيين العراقيين
الأربعاء 31-12-1969
 
هادي الخزاعي
يوم السابع والعشرين من آذار يوما عالميا للمسرح ، وعيدا للمسرحيين يستحضرون فيه كل ذكريات عروضهم المسرحية التي عرضت في موسم العام المسرحي الحالي أو التي عرضت في مواسم مسرحية سابقة ، سواء على خشبة المسرح أو الذاكرات ،
فتغدوا مسافة التداعيات المديدة ، كلحظة وجيزة تتقفز على ميدانها كل أسماء فناني المسرح في العراق الذين لم يغردوا خارج سرب وظائف المسرح منذ أن تأسس الى آخر وقفة على الخشبة أو خلفها .
مسيرة مسرحنا العراقي حافلة برموز مسرحية قدمت للمسرح ورواده في العراق روائع الأعمال المسرحية العراقية والعربية والعالمية وهي مؤطرة بهالة من قدسيات منوعة ، تبدأ بقدسبة المسرح مرورا بقدسية الفن ، وصولا الى قدسية الأنسان أرقى كائن على الأرض .
خالص الملا حمادي ، محمد رؤوف الغلامي ، عناية الله محمود ، مير ألياهو ، حقي الشبلي ، محمود شوكت ، جعفر لقلق زاده وعشرات الأسماء التي أرتقت خشبة المسرح في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي فيتناسل من ذلك الجيل من الرواد المسرحيين جيل من طراز أخريكمل المسيرة معهم ، مثل يحيى قاف ، عبد الله العزاوي ، يحيى فائق ، فوزي محسن الأمين ، حافظ الدروبي ، سليم بطي ، جميل عبد الأحد ، نعيم الجواهري وفائق حسن والعديد غيرهم حين سلموا الراية لجيل جديد يحمل دراية أكاديمية للمسرح مثل صفاء مصطفى الذي غير منحته الدراسية في ألمانيا من الموسيقى الى المسرح فدَرَسَ الأدب المسرحي عند افتتاح معهد الفنون الجميلة في بغداد إلى جانب حقي الشبلي الذي تخرج من باريس .
أما في الأربعينات فكان عدد خريجي معهد الفنون الجميلة ببغداد الذي تأسس عام 1940 قد أسسوا بدورهم فرقة الزبانية التي كانت تضم حميد المحل والحاج ناجي الراوي وحامد الأطرقجي ومحمود قطان وفخري الزبيدي وناظم الغزالي  وهناك أيضا شهاب القصب ، ومعهم الجيل المتألق أمثال يوسف العاني ، سامي عبد الحميد ، نظيمه وهبي ، عبد الوهاب محمد ناجي ، توفيق البصري ، سليم البصري ، أدمون صبري ، نور الدين فارس ، مكي البدري ، محي الدين زنكنه ، عبد الجبار عباس ، عبد الواحد طه ، راسم الجميلي ، ومن جيل الستينات نجيب عربو ، شكري العقيدي ، مهند الأنصاري ، أحمد فياض المفرجي ، سامي تيلا ، طه سالم ، فاروق فياض ، سعيد قزاز ، وزكيه خليفه وغيرهم العشرات ممن أنجبهم المسرح العراقي في سنوات الأربعينات والخمسينات والستينات أمثال زينب ( فخريه عبد الكريم ) والجيل الأول من المنتسبين الى معهد الفنون أمثال أبراهيم جلال وجعفر السعدي ، وكل الدارسين للمسرح في الخارج وعادوا ليمنحوا المسرح ألقا جديدا أمثال بهنام ميخائيل الذي غير دراسته من اللاهوت في أمريكا الى المسرح وجعفر علي وجاسم العبودي وحميد محمد جواد وخالد سعيد وحسن الناظمي وعبد الله جواد وقاسم محمد والكتورعوني كرومي وغيرهم من الدارسين في الخارج ، ممن يصعب حصرهم ، لقد كانوا جميعهم عمالقة لأنهم سبحوا ضد تيار المجتمع المحافظ جدا ، فأرسوا بذلك دعائم ثابتة لفن المسرح في أعماق المجتمع العراقي ، الأمر الذي لايمكن معه أن يلغى المسرح بأمر بدوي .
 ولا يزال يعيش بيننا بقايا تلك الأجيال الخالدة والأجيال التي تلتها ، وهم مشدودون الى المسرح لاتخامرهم أدنى رغبة في ترك ميدانه رغم سنوات العمر المديدة أمثال الفنانين خليل شوقي ، الدكتور نور الدين فارس ، بدري حسون فريد ، سامي عبد الحميد ، يوسف العاني ، عادل كاظم ، طه سالم ، وأسعد عبد الرزاق ، أديب القليه جي ، ناهده الرماح ، وداد سالم ، قصي البصري ، آزادوهي صموئيل ، قاسم حول ، علي فوزي ، عبد الوهاب الدايني ، حمودي الحارثي ، كريم عواد ، لطيف صالح ، إسماعيل خليل ،خالد القشطيني وغيرهم الكثير ممن لا تحضر هذا الموضوع أسمائهم مع الأعتذار منهم .
ولا يزال المسرح العراقي واقفا بجهود من أحبوه وأخلصوا له ولرسالته الأنسانية منذ أول من كشف الحجاب عن المسرح في العراق الى اليوم  .
أليهم وعنهم جميعهم وعن الذين لم يتسع الموضوع لأسمائهم ؛ اجمل الذكريات بمناسبة يوم المسرح العالمي . أنهم أسراب حمام لا يتسع لهم المدى والذاكرة ، والقائمة لا يكفيها ورد الأرض فالقرنفل يشح وينتهي ولا يكفي الجميع فهم كثروا...
تحايا عطره وساقية من القرنفل لكل الذين غادروا الحياة وتوشموا في ذاكراتنا ، ومثلها لكل من لا يزال يتنفس وهو يحلم بمسرح عراقي إنساني تقدمي متطور .
وطوبى للعراق بأبناءه ....

 
   
 


اقـــرأ ايضـــاً
"خيارات" لحسم مشكلة الحدود البحرية بين العراق والكويت
بعد مقتل جنود إسرائيليين بطائرات مسيّرة من العراق، إسرائيل تمهد لتوجيه ضربة للعراق
مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 23 بطائرة مسيرة من العراق
"ثورة تشرين" في العراق.. قصة الخيمة رقم 207
شاركت فيها 3 دول.. عملية سرية تحرر إيزيدية من الأسر في غزة
العراق يتذكر احتجاجات تشرين.. حكايات نساء واجهن الرصاص
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الأميركية
إبراهيم ومجتبى.. جرح قمع "احتجاجات تشرين" في العراق لم يندمل
الجيش الإسرائيلي يعلن ارتفاع عدد قتلاه في لبنان
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الأميركية
5 سنوات على احتجاجات تشرين ولا حساب لقتلة المتظاهرين.. ماذا حققت الثورة؟
السوداني ينتظر تحديد المقصرين بـ"هجوم مطار بغداد" خلال 48 ساعة
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة